بوعرفة - ابن عيسى ادريس
يعاني سكان مدينة بوعرفة من غياب مجموعة من التخصصات الطبية في المستشفى الإقليمي، وهو ما يفرض نقل المرضى إلى وجدة، لمسافات قد تتجاوز 600 كيلومتر، مما يتسبب في أحيان كثيرة في حدوث وفيات، أو مضاعفات للمرضى، كما أن مستشفى "الفارابي" في وجدة، أوالمستشفى الجامعي، يرفضان استقبال مرضى الإقليم أحيانًا، بمبرر وجود التخصصات المطلوبة في بوعرفة، أوعدم الحصول على شرط الموافقة من قبل الجهات المختصة في الإقليم.
وظلت مشكلة الأطباء في اقليم فجيج مطروحة باستمرار، وتعمقت بشكل كبير بداية من عام 2009، حيث رفض بعض الأطباء الالتحاق ببوعرفة، وبعضهم التحق ووقع محضر التعيين، ولم يظهر لهم أثر، ومع ذلك لم تحرك الإدارة المركزية ساكنًا أمام هذه الحالات، التي تتنافى مع قانون الوظيفة العمومية.
ولتشجيع استقرار الأطباء في بوعرفة، قدمت لهم بعض التحفيزات، مثل توفير السكن المجاني، والعمل بصيغة التناوب بين أطباء التخصص الواحد،.لكن هذه الحلول لم تحل المشكلة، فمازال بعض الأطباء يرفضون الالتحاق بالإقليم نهائيًا، لأن لهم مظلات تحميهم من العقاب، وبعضهم تفرغ للعمل مع القطاع الخاص، دون أن تحرك الإدارة ساكنًا، والبعض يعمل 15 يومًا ويختفي لمدة 30 يومًا، وعندما يحين موعد استئناف العمل، يقدمون شهادات طبية، لكن ذلك لا ينفي وجود بعض أصحاب الضمائر الحية، الذين يقومون بالواجب الإنساني على أكمل وجه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر