بني سويف ـ وكالات
يعيش اهالى 28 قرية تابعة لمجلس قروى ولقرية «شريف باشا» التابعة لمركز بنى سويف، كارثة صحية، داخل أكبر وحدة صحية على مستوى المحافظة بعد أن طورتها الحكومة عام 2005 بمساعدات اجنبية بإسم مشروع «تحسين»، وكان من المفترض أن تقدم خدمات تنظيم الاسرة والامومة والطفولة والتطعيمات والأمصال المختلفة بجانب مراقبة الاغذية ومعمل التحاليل وأقسام الباطنة والاسنان والطوارىء.
يعاني الاهالى بخلوها من الاطباء وعدم قيام قسم الاستقبال بدوره فى نجدة المصابين، والاغرب من ذلك، قيام طاقم التمريض بالوحدة بالكشف وصرف العلاج على المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة، وكانت الكارثة الكبرى عند زيارة قسم التحاليل، حيث قام أحد عمال المركز الطبى المطور بإجراء التحاليل الطبية بنفسه فى ظل غياب الرقابة وعدم وجود طبيب مسئول عن تلك الوحدة الصحية التى تعتبر بمثابة قنبله فى وجه مرضى تلك القرية وتوابعها الـ الثمانية والعشرون .
فى البداية تقابلنا مع فتحى بكرى على مساعد فنى معمل تحاليل الوحدة الصحية، الذى اكد لنا «ان مسئولة الوحدة غير متواجدة منذ عدة شهور فهى حاصلة على اجازة بدون راتب ولم تقم مديرية الصحة بالمحافظة بتوفير بديل عنها حتى الأن وتقوم وحدة قرية أبو سليم بإدارة مهام وحدة شريف باشا التى نعمل بها».
وفجر بكرى مفاجأة من العيار الثقيل، حينما تباهى لنا بقيامه بأخذ عينات التحاليل من المرضى والحوامل، بدلا من فنى المعمل وقيامه بإجراء التحاليل بنفسه، ولم يكتف بهذا، بل وقام بالفعل أمام أعيينا بتلك الخطوات حتى نصدقه، ولكن كانت دهشتنا كانت تصل لحد الاصابة بالذهول بسبب التلاعب بصحة الفقراء فجميع نتائج التحاليل بالطبع ستكون خاطئة، وسيبنى عليها تقارير فاشلة، ومن ثم يصاب الأجنة بالامراض والتشوهات وعوضنا على أجيال المستقبل الذى رخص دمائهم وهم فى ارحام امهاتهم من قبل حكومتنا الغراء .
وتقول نعمة عبد المحسن جوده، ربة منزل، «نأتى للوحدة كحوامل للكشف والمتابعة، ونأخذ حقنة فى الشهر الخامس على أيدى الممرضة دون كشف ونقوم بعمل التحاليل على يد عم فتحى، ونصرف ادوية منع الحمل بعدها كل شهر وفقا لما تصرفه لنا الوحدة ولم يسبق لنا أن تقابلنا مع أى طبيب بالوحدة سوى طبيبة الاسنان» .
وتقابلنا أثناء تواجدنا بالوحدة مع كل من الطبيبة هند محمد شعبان والطبيبة رباب جمعة مسئولى قسم الاسنان، حيث اكدت لنا أنهما قاما بإبلاغ مسئولى الصحة بالمحافظة أكثر من مرة بخلو الوحدة من الطبيب المقيم، ولم يسمعوا رد، وانهم اضطروا الى تحويل الحالات الحرجة الى أقرب وحدة صحية أو لمستشفى بنى سويف العام .
ومن جانبه أكد الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة ببنى سويف بأن هناك عجز فى الاطباء المقيمين، ويتم ربط كل وحدتان صحيتان بطبيب واحد يقتسم ايام الاسبوع عليهما، أما بالنسبة لوسائل منع الحمل، فيتم صرفها شهريا لسيدات القرى بعد أن تحدد من قبل الطبيب مسبقا.
وأضاف عافيه بأنه سيبحث ويحقق مع مساعد فنى معمل التحاليل الذى يجرى التحاليل بالمخالفة، وسيتخذ القانون مجراه معه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر