يعد انخفاض أو قلة الرغبة الجنسية أكثر اضطراب جنسي شيوعًا بين السيدات خصوصًا عند النساء الأكبر سنًا بسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون والتغيرات في الوظيفة الجنسية بعد انقطاع الطمث. وفي هذا الموضوع سنتعرف على أعراض نفور الزوجة من ممارسة العلاقة وكذلك الأسباب التي تجعلها تفقد شهوتها الجنسية، وكيف تعالج الأمر طبيًا
وفي هذا السياق، تحدثت استشارية نساء وولادة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والحاصلة على البورد الكندي في النساء والولادة ومختصة في معالجة مشاكل المرأة الجنسية "روان عبد الهادي قاري".
تعريف انخفاض الرغبة عند النسا
غياب الأفكار الجنسية، أو عدم المبادرة بالجنس نتيجة لفقدان الاهتمام، أو عدم تقبل مبادرات الشريك، أو انعدام المتعة الجنسية أثناء العلاقة الجنسية لمدة لا تزيد عن ٦ أشهر مما يسب قلق وتوتر لدى الزوجين أو أحدهما.
من المهم معرفة أنه إذا انعدمت الرغبة أو كانت منخفضة في بداية العلاقة الجنسية فذلك لا يعني بالضرورة وجود اختلال وظيفي أو اضطراب جنسي، حيث أن كل السيدات يمتلكن نوعين من الرغبة الجنسية وهما: التلقائية (تدفعها للمبادرة بالجنس) والاستجابية (تنضج الرغبة تدريجيًا مع استجابة الجسم لمبادرات الشريك خلال العلاقة).
نسبة الحدوث: يعد الخلل الجنسي الأكثر شيوعًا، تصل نسبة حدوثه إلى ٤٠٪.
يصنف انخفاض الرغبة إلى
ظرفي (تحدث في ظروف معينة أو شخص معين) أو عام.
مكتسب (ثانوي) أو مدى الحياة (أولي).
أسباب انخفاض الرغبة الجنسية:
في أغلب الحالات لا يوجد هناك مسبب واحد لانخفاض الرغبة بل تتعدد الأسباب ويكون العلاج بمحاولة علاج كل المسببات.
أسباب هرمونية/ نواقل عصبية:
ترتبط الهرمونات والنواقل العصبية التالية بزيادة الرغبة الجنسية، وبالتالي فإن انخفاض نسبتها في الجسم يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية: (الدوبامين- الميلاتونين- أوكسيتونين- الاستروجين- التستوستيرون (أندروجين)-ادرينالين- أدوية الدوبامين).
ترتبط الهرمونات والنواقل العصبية التالية بانخفاض الرغبة الجنسية، وبالتالي فإن زيادة نسبتها في الجسم يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية: سيراتونين (لذلك تقل الرغبة الجنسية مع تناول أدوية الاكتئاب) -بروجستيرون.
أسباب صحية:
ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين.
زيادة الوزن.
أمراض الغدد الصماء: داء السكر، كسل أو فرط نشاط. الغدة الدرقية، ارتفاع هرمون الحليب.
أمراض عصبية وأهمها التصلب اللويحي Multiple Sclerosis.
استخدام بعض الأدوية (أدوية الاكتئاب، موانع الحمل الهرمونية).
جراحات المبيض والأمراض النسائية.
آلام الجماع.
أسباب زوجية ونفسه:
مشاكل التواصل وكثرة المشاحنات بين الزوجين (سبب أو نتيجة).
الاكتئاب النفسي (من أهم وأكثر العوامل ارتباطا بانخفاض الرغبة الجنسية ويجب معالجته فورا).
القلق والتوتر العصبي.
التعب والإرهاق (التزامات الأسرة والعمل).
المرور بتجربة جنسية سيئة أو التعرض للإيذاء أو التحرش الجنسي.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد التشخيص بشكل كبير على المقابلة مع الزوجة (مع أو بدون الشريك) ومعرفة تفاصيل المشكلة ومحاولة تحديد أسبابها وبالتالي اختيار سبل العلاج المناسبة.
الفحص البدني: قد يساعد الفحص البدني لدى الطبيب في بعض الأحيان في معرفة مسببات المشكلة خصوصًا إذا كانت متعلقة بصحة المرأة الجسدية.
التحاليل الطبية: لا يوجد تحليل واحد محدد لتشخيص انخفاض الرغبة الجنسية، ولكن من الممكن عمل صورة من معدل الهرمونات التي تؤثر على الرغبة الجنسية (الاستروجين، التستوستيرون، الغلوكوز، هرمونات الغدة الدرقية، هرمون الحليب).
العلاج الأول بدون استخدام أدوية:
- استخدام الوسائل المساعدة (المكتوبة أو المصورة) كمشاهدة فيلم أو قراءة كتاب رومانسي.
- قضاء أوقات حميمية مع الشريك بصفة دورية.
- تمارين الاسترخاء للتقليل من التوتر وزيادة التركيز.
- تمارين المساجات الحميمة (لمعرفة المزيد عنها انقري هنا)
- جدولة العلاقة الحميمة باختيار الوقت واليوم المناسب من قبل الطرفين والتركيز على تحسين جودة العلاقة بدلا من زيادة مرات ممارستها.
- التغلب على الاضطرابات الجنسية الأخرى كآلام الجماع واضطرابات النشوة (باستخدام الأدوات المساعدة كالأجهزة الهزازة).
العلاج الثاني باستخدام أدوية:
لفترة طويلة لم تكن هناك أدوية مصرحة تعالج انخفاض رغبة المرأة الجنسية، ولكن في السنوات الأخيرة تم تصريح دواءين يستعملان لهذا الغرض:
فليبناسيرين: يعمل هذا الدواء عن طريق خفض معدل السيريتونين الذي بدوره يؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية، يتم تناول حبة يومية من الدواء ومن أعراضه الشائعة الدوخة، الغثيان والنعاس، يؤثر هذا الدواء على الرغبة الجنسية الاستجابية وليس التلقائية نسبة فعاليته ٦٠٪.
بريميلانوتايد: يعمل هذا الدواء عن طريق زيادة معدل الميلاتونين في الجسم والتي بالتالي تؤثر إيجابا على الرغبة الجنسية، يتم تناول هذا الدواء عن طريق حقن إبرة تحت الجلد في خلال ساعة قبل العلاقة الحميمة من أعراضه الشائعة الدوخة، الصداع، الغثيان وارتفاع مؤقت في الضغط، أيضا الحكة والاحمرار حول مكان الحقنة.
الهرمونات البديلة: تستخدم بدائل هرمون الاستروجين والتستوستيرون في بعض الأحيان لمعالجة انخفاض الرغبة بسبب قلة معدل الهرمونات في الجسم خصوصًا في حالات انقطاع الطمث، ولكن يجب أن يتم وصفها تحت اشراف الطبيب المعالج.
قد يهمك ايضًا:
دراسة تعلن عن تأثير العلاقة الحميمة على مستوى الذكاء
مصارحة الشريك بالمشاكل التي تخص العلاقة الحميمة ضرورية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر