الدارالبيضاء-فاطمة القبابي
كشفت مصادر صيدلانية أن مجموعة من الصيادلة من مدن مختلفة تعرضوا للمساءلة القضائية في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب صرفهم أدوية تحتوي على مواد مخدرة نتجت عنها أضرار جانبية لمستعمليها، لاحتوائها على كمية مهمة من المواد المخدرة الناتجة عن تفاعل مجموعة من المواد مثل مادة "الكوديين" و"ترامادول" و"الباراسيتامول".
وأوضحت ذات المصادر أن هذه المواد تستعمل للتخفيف من آلام الرأس والشقيقة ومن الأوجاع, حيث أن استهلاكها بكميات زائدة يتسبب في ظهور أعراض غير مرغوب فيها، علمًا أن بعض المنحرفين يبالغون في استهلاكها بغرض الوصول إلى مرحلة التخدير اعتبارًا لأن استهلاكها بكميات كبيرة يؤدي إلى التخدير.
وقالت المصادر إن أخطر هذه الأدوية يبقى دواء يسمى "myantalgic " وهو عبارة عن أقراص، والذي كان سببًا رئيسيًا في اقتياد صيادلة إلى التحقيق لاحتوائه على مادة "باراسيتامول" ومادة "ترامادول"، حيث يجد الصيدلي نفسه مجبرًا على صرف هذا الدواء عندما يدلي المريض بوصفة طبية للتخفيف من آلام الظهر.
وأضافت المصادر أن الخطير في الدواء المذكور؛ هو أن بعض المنحرفين يتناوبون على هذه العلبة إلى أن يصلوا مرحلة التخدير، مشيرة إلى أن الصيدلي يجب أن يكون أكثر حرصًا بخاصة أن بعض الوصفات الطبية تكون مزورة.
وأوردت المصادر ذاتها أن سعر هذه الأدوية المنخفض هو الذي يساهم في الرفع من عدد المقبلين عليها حيث أن سعرها يتراوح في الغالب ما بين 13 و26 درهمًا، وأغلبها يسهل الولوج إليها من دون الإدلاء بوصفة طبية, وزادت المصادر أن مادة "الكوديين" توجد في محاليل للشرب وهي تستعمل في التخفيف من السعال ويستعملها بعض المنحرفين من أجل التخدير, ويتم استهلاك كمية كبيرة من هذا المحلول حيث تصل حد شرب القنينة كاملة، علمًا أن الصيدلي يمنح الأدوية بناءً على وصفات طبية لكن الصيدلي قد لا يفطن إلى أنها وصفات مزورة، بخاصة بالنسبة إلى بعض الأدوية التي تكون على درجة كبيرة من الخطورة في حال استهلاكها بكميات زائدة.
وأكدت ذات المصادر أن الصيدلي مطالب بالتريث قبل صرف أي دواء، بخاصة إذا تيقن من أن الراغب في الدواء قد يكون شخصًا مدمنًا على المواد المخدرة, وأسرت مصادر طبية بأن أخطر ما في الأمر هو أن مجموعة من الأدوية تستعمل للتخدير تمنح من دون وصفات طبية في بعض الصيدليات، علمًا أن بعضها يجب أن يدخل في لائحة الأدوية التي يمنع صرفها من دون وصفة طبيب، بخاصة التي تحتوي على تركيبة تضم مواد لا تخلو من خطورة؛ إما بسبب سوء استعمالها أو عند عدم الانضباط لجرعاتها أو أنها تستعمل كمخدر من طرف بعض المنحرفين.
وأشارت المصادر إلى أن مادة "الكوديين" و"الأفيون" و"ديكتروميتروفان" التي أصبحت محظورة الصرف في الصيدليات الفرنسية من دون تقديم وصفة طبية، حيث صدر قرار عن الوكالة الفرنسية للأمن الدوائي والمنتجات الصحي يوجب ذلك بعدما تم التأكد من أنها تستغل في تحضير سوائل مخدرة بخاصة تلك التي تضم تركيبة "الكوديين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر