مأساة المرضى العقليين في الغابون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مأساة المرضى العقليين في الغابون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مأساة المرضى العقليين في الغابون

مرضى "المركز الوطني للصحة النفسية"
ميلين ـ أ.ف.ب

انشئ مستشفى الامراض النفسية في الغابون عام 1982 ليكون مثالا يحتذى به في عموم القارة الافريقية، لكنه تحول في الحقيقة الى ما يشبه مدينة الرعب.
ففي ارجاء "المركز الوطني للصحة النفسية" في مدينة ميلين، يهيم مرضى عقليون بين المباني المتهالكة، لا يحظون باي شكل من الرعاية والعلاج، بل ان كثيرين منهم يقدرون على الدخول والخروج، والتجول بين المتاجر والمدارس المجاورة، من دون رقيب.

اضافة الى المرضى الاربعة والعشرين المقيمين في هذا المركز منذ زمن طويل، يقيم عشرات اخرون وجدوا انفسهم هنا بعد ان تخلى عنهم اقرباؤهم، او اصطحبهم من الشارع مرضى آخرون قادرون على التمييز والادراك.

لا يعمل في المركز سوى بضعة موظفين اداريين ما زالوا يترددون الى مكاتبهم، وثلاثة طباخين يقدمون الطعام للمرضى، ومن بينهم مرضى موضوعون وراء القضبان للاشتباه بانهم قد يشكلون خطرا على سلامة الآخرين.

وتقول احدى الطباخات في المركز لمراسل وكالة فرانس برس "المرضى لا يتلقون اي علاج، ونحن نخاف من ان يهاجموننا"، ولذا تقدم لهم الطعام من وراء القضبان.

في ممرات المباني، ركام ونفايات وتقارير طبية ومستندات ادارية تتزاحم على الارض، بما يوحي بحجم هذا الاهمال الكبير الذي لا يخفى حتى عن المرضى.

"انهم يعاملوننا كالحيوانات"، بهذه الكلمات القليلة يلخص احد المرضى حاله وحال زملائه، ثم يتوارى بين الممرات بلحيته الكثيفة وملابسه الرثة.

- وصمة عار -

ينظر الى المرض النفسي والعقلي في افريقيا بشكل عام على انه وصمة عار، بحسب تقرير اعده في العام 2013 المعهد الافريقي للصحة والتنمية، ومقره كينيا.

وبجسب هذا التقرير، فان عبارة "اكتئاب" على سبيل المثال ليس مقبولة اجتماعيا في اوغندا، اما في نيجيريا فان الناس يتعاملون بمزيج من الخوف والغضب مع الاشخاص المصابين باضطرابات عقلية، ويفضلون تجنبهم.

في كثير من البلدان الافريقية، ولاسيما في مناطق النزاعات والاضطرابات، لا تعرف السلطات سبيلا في التعامل مع المصابين بامراض نفسية او عقلية سوى بحبسهم، واحيانا تقييدهم بالاغلال سنوات طوال، بداعي حماية سلامتهم.

في احدى غرف المركز، تقع العين على اسوأ ما قد يتعرض له هؤلاءالمرضى، سيدة مكبلة على سريرها، وحولها رائحة تخنق الانفاس، وعلى الارض بول وبراز..اما هي فلا تقدر ان تجمع الحروف في كلمات واضحة لتجيب عن سؤال مراسل فرانس برس لها حول حالتها.

المرضى في هذا المركز "متروكون للعفن"، على حد تعبير غاييل كومبا. وهو ناشط في تجمع الشباب الوطنيين يحاول تقديم ما امكن من عون لنزلاء المركز.

ويروي كيف ترك احد المرضى ينازع امامه وامام رفاقه من دون ان يتدخل احد، علما ان المركز يتبع نظريا للمستشفى الحكومي في ميلين.

ومنذ هذه الحادثة التي وقعت في شهر نيسان/ابريل الماضي، يلاحق غاييل الدولة الغابونية في المحاكم بتهمة "الاهمال".

ويقول "الدولة لا تلبي الحاجات الاساسية لمواطنيها هؤلاء لانهم في نظرها طاعنون في السن او مجانين..المرضى العقليون فقدوا انسانيتهم في نظر الدولة".

- الموظفون في اضراب -

يعود السبب في هذه المأساة الانسانية، الى ان العمال والموظفين ينفذون اضرابا مفتوحا منذ عامين للمطالبة بتحسين ظروف العمل.

ويبدو ان السلطات لا تولي اهتماما كبيرا بهذا المجال، فأقل من 1 % من ميزانيتها الصحية تخصص للصحة العقلية والنفسية، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية. اما عدد الاطباء النفسيين في هذا البلد فيقتصر على اربعة فقط، علما ان عدد سكانه مليون و800 الف نسمة.

قبل سنة، اطلقت الحكومة مشروعا لتأهيل المركز، لكنه سرعان ما توقف، اذ ان المتعهد لم يقبض مستحقاته المالية.

ويقر المسؤولون في وزارة الصحة بوجود تقصير في هذا المجال، لكنهم يرجعونه الى نقص الاموال اللازمة، في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها هذا البلد النفطي الصغير، ويتعهدون بتسوية الامور في وقت سريع.

ويقول ليونار اسونغو المدير العام لوزارة الصحة العامة "لقد اطلقت الوزارة خطة طوارئ لتأهيل المركز، لأن الصحة العقلية والنفسية هي محل اهتمام من اعلى مستويات السلطة في الغابون".

ويؤكد المسؤول ان الخطة ستنطلق قريبا، علما انها الخطة الثالثة التي تعلنها الحكومة في عامين، من دون ان تكون لسابقاتها اثار تذكر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة المرضى العقليين في الغابون مأساة المرضى العقليين في الغابون



GMT 16:20 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

دولة أوروبية جديدة تعتمد لقاح "سبوتنيك V"

GMT 12:54 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

بارغواي تسجل لقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد كورونا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya