الفاتيكان - أ.ف.ب
دان البابا فرنسيس الاثنين "فظاعة" الاجهاض و"جريمة" الاتجار بالبشر امام اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الفاتيكان وطلب منهم التعهد بالعمل على ارساء السلام والقانون الانساني.ولدى استقباله مئات السفراء والدبلوماسيين وزوجاتهم بمناسبة حلول العام الجديد دعا البابا الى تسوية النزاعات الدموية وبؤر الازمات الاخرى مثل الاحداث في سوريا وافريقيا الوسطى وجنوب السودان والعراق ومصر ولبنان واسرائيل وفلسطين ونيجيريا ومالي وافريقيا البحيرات العظمى والقرن الافريقي وكوريا.لكن البابا ركز خصوصا في خطابه على التمييز والاتجار بالبشر اللذين يرى فيهما "جروحا للسلام".وكان موضوع "الاتجار بالبشر، جريمة ضد الانسانية" الاقوى في كلمته التي انتقد فيها "استخدام الجنود الاطفال الذين يقتلون في النزاعات المسلحة او الذين يعرضون للبيع في سوق الرق الحديث ويتم الاتجار بهم".
واضاف ان "بعض اشكال انكار كرامة الانسان تضر بالسلام" معربا عن "صدمته لعدم تمكين الاجنة ضحايا الاجهاض من رؤية النور".
ووفقا لرؤيته الفرنسيسكانية "للخلق" انتقد ايضا "استغلال موارد البيئة".وقال البابا "اتذكر مثل شعبي يقول +الله يسامح دائما ونحن نسامح احيانا+ لكن الطبيعة لا تسامح ابدا عندما تساء معاملتها" مشيرا الى "الاثار المدمرة لبعض الكوارث الطبيعية الاخيرة".كما تطرق الى سوء التغذية نتيجة "تبذير الغذاء في العديد من الدول التي تكوم النفايات". واشار الى انه "لا يتم فقط القاء الاشياء غير اللازمة بل كثيرا ما يتم القاء الاشخاص وكـأنهم اشياء غير لازمة".ودعا البابا مجددا "الى عدم استثناء المسنين من الحياة الاجتماعية" ودافع عن الاسرة "رمز السلام" للمجتمع والتي يجب على الدول "دعمها وتشجيعها وترسيخها".واعرب ايضا عن قلقه "للعدد الكبير" من النازحين واللاجئين الذين اصبحوا "ارقاما مجهولة" في المخيمات وضحايا حوادث غرق وسط "لامبالاة معممة" كما حصل قرب جزيرة لامبيدوزا الايطالية.
وامام 183 وفدا منها وفود جنوب السودان وفلسطين والاتحاد الاوروبي دعم البابا الجهود الدبلوماسية لعقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا مطالبا بوصول المساعدات الى المدنيين و"احترام القانون الانساني بشكل تام".
ويعقد الفاتيكان الاثنين اجتماعا مغلقا لخبراء دوليين لجمع افكار يمكنها المساهمة في انجاح مؤتمر جنيف 2.وحول افريقيا الوسطى طلب البابا من الاسرة الدولية المساهمة اكثر في تسوية النزاع بعد ان اعربت فرنسا عن الاسف لغياب تعبئة لمساعدة قواتها في هذا البلد.
وذكر البابا فرنسيس بالذكرى المئوية هذه السنة للحرب العالمية الاولى "الكارثة غير اللازمة" مشيدا بالجهود التي بذلها البابا بنديكتوس الخامس عشر الذي دافع عبثا عن "قوة القانون الاخلاقية" على حساب قوة الاسلحة.كما دعا الى وقف الاضطهادات المتزايدة حيال المسيحيين المهددين الذين يتركون الشرق الاوسط و"الاضطهاد الحقيقي" الذي يتعرضون له هنا وهناك في افريقيا. ودعا البابا الى الرد على الاضطهاد باللاعنف.كما اعرب البابا عن قلقه للمساس في اسيا بتقاليد "التعايش السلمي" القديمة بين الاتنيات والطوائف الدينية. واضاف ان "المزيد من الاغلاق الذي يستند الى دوافع دينية يحرم المسيحيين من حرياتهم".ولم يتطرق البابا الى اميركا اللاتينية الا باقتضاب للاشارة الى مأساة "المهاجرين الذين يغادرون الى الولايات المتحدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر