الامير الحسن يهنئ بذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الامير الحسن يهنئ بذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الامير الحسن يهنئ بذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

عمان - بترا

هنأ سمو الامير الحسن الامة الاسلامية بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم داعيا الجميع للتصالح والتوافق والسلم وتحريم الظلم بجميع اشكاله وكتب في مقالة له تاليا نصها : تحتفلُ الأمة الإسلامية غدًا بذكرى مولد المصطفى سيّدنا محمّد، صلّى الله عليه وسلّم. وبهذه المناسبة الجليلة العطرة، أهنئ أهلنا في الأردن والعالميْن العربي والإسلامي والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة. وأُذكّر نفسي وإيّاكم، في هذه المناسبة العظيمة والحبيبة إلى نفوسنا، أن الإسلام، الذي جاء به رسول السلام، هو دين المعاملة والإخاء؛ يقول الله سبحانه و تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ." (سورة آل عمران: الآية 103)؛ وهو دعوة للتّصالح والتّوافق والسّلم، وتحريم الظلم بجميع أشكاله، وأمْر بالعدل مع الأصدقاء والأعداء على حدّ سواء. وأستذكر هنا نظرة الإسلام الراسخة للقيم الإنسانية المستمدة من القرآن الكريم وأخلاق نبيّ الرحمة. إذ حثّ الإسلام على وحدة الأمّة الإسلامية، في قول الله تعالى في كتابه العزيز: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (سورة الأنبياء: الآية 92) "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (سورة المؤمنون: الآية 52). فمِن تقْوى الله أنْ نتمسّك بالسّبُل المُنْجية من الفرقة والتشرذم والاقتتال، والدّاعية إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله. إنّنا نتابع بقلق بالغ وترقّب وَجِل تداعيات الفتن المحصّنة بفتاوى التكفير، التي تعمل على تمزيق لحمة الأمّة واستباحة الدماء والأوطان وانتهاك المقدّسات. فما أحوجنا إلى سفن النجاة المتمثّلة في رسالة التّقريب بين المذاهب المرتكزة على وحدة العقيدة ووحدة التشريع. وفي وقتنا هذا الذي تتصاعد فيه أصوات التعصب وخطابات الكراهية، وتعلو أمواج الفتن، التي تنذرُ بضياع مقدّرات الأمة وتهدد مستقبلها، أستحضر كلام الإمام علي (كرّم الله وجهه) في إحدى خطبه، إذ يقول: "أيُّهَا النَّاسُ! إنَّا قدْ أصْبَحْنا في دَهْرٍ عَنُودٍ، وزَمَنٍ كَنُودٍ. يُعَدُّ فِيهِ المُحْسِنُ مُسِيئًا، وَيَزْدادُ الظَّالِمُ فِيهِ عُتُوًّا، لا نَنْتَفِعُ بما عَلِمْنَا، ولا نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا، ولا نَتَخَوَّفُ قارعَةً حتّى تَحُلَّ بِنا." (نهج البلاغة، ص 50) وفي يوم مولده العظيم، يجب ألاّ يغيب عنا قول الرسول (صلّى الله عليه وسلم): "سبابُ المسلم فسوق وقتالُه كفر" (أخرجه البخاري في "صحيحه"؛ وأخرجه أيضًا مسلم في "صحيحه"). كما يُروى عن أبي سعيد الخُدْري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "لوْ أنَّ أهْلَ السّماءِ وأهْلَ الأرْضِ اشْتَرَكُوا في دمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمْ اللهُ في النّارِ". (رواه التِّرْمِذِيُّ وصحّحَه الألبانيُّ) إن الله يأمرنا أن نسعى إلى الإصلاح والتّقريب بين الأطراف المتخاصمة بما يصون الدّماء ويحفظ وحدة الأمة. يقول الله تعالى: "وإنْ طائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنينَ ا ْتَتَلوا فَأَصْلِحوا بيْنَهُما فإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُما عَلى الأُخْرى فَقَاتِلُوا التي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إلَى أَمْرَ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بيْنَهُما بالعَدْلِ وأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ". (سورة الحجرات: الآية 9). فمن واجبِ المسلم على أخيه المسلم عند وقوع التخاصم بين طرفين أو طائفتين أن يدعوا إلى الإصلاح بين الفئات المتنازعة، وأن يمدّ يد العون والمشورة ما استطاعَ إلى ذلك سبيلا. كما أنّ العقلاء من أبناء الأمة ورجال الدين المستنيرين مطالبون بمتابعة السّعي الجادّ من أجل نزع فتيل الفتن بما يحافظ على وحدة الأمة، ويصون الرسالة السمحة للدين الإسلامي، الذي قدّم إلى العالم نموذجًا إنسانيًّا أخلاقيًّا يقومُ على مبادئ الكرامة، والعدالة، والرّحمة والحرية، والشورى والإخاء. ومهما اختلف المسلمون في فهمهم للإسلام وتنوّعت انتماءاتهم ومذاهبهم، فإن محبّة آل البيت تمثّل طوق النجاة. فعن ابن عبّاس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أهْلِ بيْتي مَثَلُ سفينَةِ نُوْح. من ركِبَ فيها نَجا، ومنْ تَخَلّفَ عنها غَرِقَ. (رواهُ الطَّبْرانيُّ والبَزَّارُ والحاكِمُ). وعن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى صلاةً لمْ يُصَلِّ فيها عَلَيَّ وعَلى أهْلِ بيْتي، لمْ تُقبلْ منْهُ." (رواه الدَّارَقُطْنِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ). وعن العباس بن عبد المطّلب رضي الله عنه قال: قُلتُ يا رسول الله، إنّ قُريْشًا إذا لَقِيَ بعضُهم بعضًا لَقُوهُمْ بِبِشْرٍ حَسن، وإذا لَقُونا بِوُجُوهٍ لا نَعْرِفُها. قال: فَغَضِبَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ غَضَبًا شديدًا، وقال: وَالذي نفْسي بِيَدِه، لاَ يدْخُلُ قَلْبَ رجُلٍ الإيمانُ حتّى يُحبُّكُمْ للهِ وَلِرسولِهِ وَلِقَرابَتِي." (رواهُ أحمدُ والنَّسائيُّ والحاكِمُ والبزَّارُ). وهنا، أشيد بكل المحاولات المخلصة من أجل التّقريب بين المذاهب الإسلامية، ومحاربة الفكر التّكفيري، وتأكيد فكرة الإجماع والشورى. وأجدّد دعوتي في هذه المناسبة الكريمة؛ يوم مولده عليه أفضل الصلاة وأتمّ التّسليم، إلى خطاب مستنير يستند إلى الكتاب والسنّة ويغني الحوارات بين أتباع الدين الحنيف من سنة وشيعة. وما أعنيه هنا الحوارات المستندة إلى الثقة والمصداقية، التي تقوّي عزيمة الأمة ولا تفتُّ في عضدها. إنّ ما ندعو إليه في هذه الأوقات العصيبة في تاريخ الأمة هو الإصلاح والتقارب والالتفاف حول الثّوابت والاعتصام بحبل الله والتمسك بمبدأ الشورى، الذي يجب أن يمثّل أساسًا لحواراتنا مع أنفسنا؛ عربًا ومسلمين، ومع الغرب والشرق سواء بسواء. فلنعملْ على تهيئة المناخ الملائم للحوار الذي يتطلب تحفيز العقول المستنيرة وتجاوز حالات الاستقطاب والتّهميش والإقصاء في مجتمعاتنا؛ استنادًا إلى المواطنة الفاعلة والإرادة الحرّة المسؤولة والفهم المشترك للأولويّات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الامير الحسن يهنئ بذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الامير الحسن يهنئ بذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya