القدس - المغرب اليوم
كرم مركز ياد فاشيم التذكاري لضحايا النازية في القدس يوم لاول مرة اسم طبيب مصري أنقذ أربعة يهود من المحرقة النازية في ألمانيا ابان الحرب العالمية الثانية.
ومنح ياد فاشيم جائزة شرفاء بين الامم لاسم الطبيب المصري محمد حلمي الذي عرض حياته للخطر عندما خبأ فتاة يهودية وعائلتها خلال الحكم النازي في ألمانيا.
وقالت ايرينا شتاينفلت مديرة الجائزة هذه الحالة لها طابعها الخاص فهذا هو أول عربي يكرم بمنحه جائزة شرفاء بين الامم. لقدكرمنا سابقا ما يزيد على 60 مسلما لكن هذا هو أول عربي.
وجاء في وثائق ياد فاشيم أن حلمي ولد في الخرطوم عام 1901لوالدين مصريين وسافر الى ألمانيا عام 1922 لدراسة الطب ثم استقرفي برلين وعمل فيها لكنه منع من الالتحاق بمنظومة الصحة العامة فيألمانيا لانه لا ينتمي الى العرق الاري كما منع من الاقترانبخطيبته الالمانية.
ولما بدأ ترحيل اليهود احتاجت يهودية تدعى انا بوروس الى مكانتختبيء فيه مع أسرتها من السلطات النازية. وجاء في تفاصيل قصةالطبيب المصري التي تضمنتها وثائق المركز اليهودي أن حلمي اصطحبانا وأسرتها الى كوخ أقاموا فيه بعيدا عن أعين السلطات ثم رتب لهمالاختباء في مكان اخر عندما كثفت الشرطة الالمانية حملات البحث عناليهود.
وتتضمن التفاصيل أيضا أن حلمي ساعد انا ووالدتها وزوج والدتهاوجدتها على الاختباء عند صديقة تدعى فريدا شتورمان وكان يتولىتقديم الرعاية الطبية لهم.
وقالت ايرينا ستاينفلت تعرض الدكتور حلمي نفسه للتمييز لكونهمصري وأفريقي. كان في حكم النظرية العرقية النازية حاميا /من نسلحام بن نوح/ ولذلك حرم من امتيازات كثيرة. ورغم ذلك لم ينشغلبمشاكله فحسب بل رأى المعاناة والمحنة الرهيبة والخطر الداهم الذيتعرض له اليهود. ورغم خطورة مساعدة اليهود فقد خبأ امرأة يهوديةكانت مريضة سابقة عنده اسمها انا بوروس جوتمان وساعد أسرتها علىالبقاء على قيد الحياة خلال الحرب.
وهاجرت أسرة بوروس الى الولايات المتحدة بعد الحرب وكتبت اناعدة رسائل الى مجلس الشيوخ في برلين تحدثت فيها عن منقذها. وعثرتامرأة في برلين على الرسائل ضمن بعض السجلات وأبلغت مركز ياد فاشيمبالقصة فأجرى بحثا عنها وتحقق منها ثم قرر تكريم الدكتور حلميوفريدا شتورمان.
ويبحث المركز حاليا عن أسرة الدكتور محمد حلمي من خلال عدةوسائل منها الاستعانة بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنتلمحاولة الوصول الى أحد من أقاربه.
وستعرض الشهادة والوسام الذي منحه مركز ياد فاشيم لاسم الدكنورحلمي مؤقتا في معرض بعنوان أنا حارس أخي بمقر المركز في القدس.
ويتلقى مركز ياد فاشيم نحو 500 طلب سنويا لتكريم أفراد أوالتحقق من حالات أنقذ فيها يهود من المحرقة خلال الحقبة النازية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر