باحث جزائري يرصد تغذية مشتركة بين الإسلاموفوبيا والتطرف الديني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

باحث جزائري يرصد تغذية مشتركة بين الإسلاموفوبيا والتطرف الديني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحث جزائري يرصد تغذية مشتركة بين الإسلاموفوبيا والتطرف الديني

محند إدير مشنان
الجزائر - المغرب اليوم

دعا محند إدير مشنان، وهو مستشار وزير الشؤون الدينية بدولة الجزائر ورئيس لجنة الإفتاء والإرشاد الديني، إلى النظر إلى التسامح كمفهوم سياسي واقتصادي لتحقيق التكامل المعرفي حوله وألا تقتصر فكرته على البحوث الدينية والفلسفية والاجتماعية فقط.

وأشار مشنان، خلال مشاركته في ندوة حول "حدود التسامح.. من الاعتراف إلى التعارف" ضمن فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم المنعقد في أبوظبي، إلى أن التسامح "قيمة إنسانية إذا أُحسن توظيفها والاستثمار فيها ستتحول إلى مشروع للتعاون البشري الذي يُنجي المجتمعات البشرية من الكثير من الويلات التي تعيشها في هذا الزمان".

وأكد مستشار وزير الشؤون الدينية بدولة الجزائر ورئيس لجنة الإفتاء والإرشاد الديني، أمام ثلة من المشاركين من مختلف دول العالم وممثلين عن الديانات السماوية الحاضرين في الملتقى المستمر على مدى ثلاثة أيام، أن "الأفكار الجميلة إذا لم تجد من يتبناها ويدافع عنها فلا يمكن أن تقوم لها قائمة".

وفي نظر المتحدث، فإنه "ينبغي أن تكون للحق قوة تدافع عنها، ناهيك عن السعي إلى الاستثمار في التكامل المعرفي من خلال خدمة فكرة التسامح، حتى لا تبقى البحوث التي تدرسها هي البحوث الدينية والفلسفية والاجتماعية؛ لكن ينبغي أن يُنظر إليها كمفهوم سياسي واقتصادي وأن تتظافر العلوم التقنية والطبية لخدمته في ما يُسمى بالتكامل المعرفي الذي تنشده الجامعات".

واعتبر مشنان أن "الإسلاموفوبيا والتطرف الديني العنيف اتجاهان يبدوان لأول وهلة أنهما متضادان ومتصارعان ومتعاديان؛ لكن النظرة العميقة فيهما توحي بأن بكل واحد من الاتجاهين يمد الآخر"، وزاد قائلاً: "هناك تغذية مشتركة رجعية بين التيارين".

في المقابل، تساءل المتحدث قائلاً: "لسنا ندري إذا كانت هذه من طُغيان نظرية المؤامرة كما يقال ولكن لعل التاريخ سيكشف في يوم من الأيام أن المخابر التي صنعت التطرف الديني العنيف هي ذات المخابر التي صنعت الإسلاموفوبيا المتطرفة".

ويرى مشنان أن هناك مهددات كثيرة لقيمة التسامح في المجتمعات الإنسانية متمثلةً في القضايا العالمية العالقة؛ ومن بينها قضية التفاوت المذهل بين شعوب المعمور، حيث أورد أن "1 في المائة من سكان العالم يملكون 50 في المائة من ثروات العالم".

وأورد مستشار وزير الشؤون الدينية بدولة الجزائر ورئيس لجنة الإفتاء والإرشاد الديني أن "قضية فلسطين التي تبقى أزمة عالمية ينبغي أن يُلتَفت إليها التفاتاً حقيقياً تجتمع فيه الديانات والاتجاهات من أجل أن يُوجَد لها الحل الطبيعي الحقيقي العادل الذي يتماشى مع القوانين الدولية لإيقاف هذه الموجهات من العنف والعنف المضاد الذي تعاني منه البشرية".

ودعا الباحث الجزائري إلى النظر إلى بعض المؤيدات التي تؤيد مبدأ التسامح كالمساواة في أصل الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على المصالح الضرورية المشتركة بين البشر وتعزيز دولة القانون وترسيخ قيم المواطن وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، ناهيك عن نُشدان الحياة الروحية الراقية بالتصوف الذي يُهذب النفس الإنسانية والاستثمار في سُنة التدافع.

وفي شرحه لبعض المفاهيم التي اعتبرها جليداً أمام السير نحو التسامح، قال منشان إن "التكفير يُتخذ وسيلةً لتغذية معاني اللاتسامح ولكن إذا نظرنا إلى معناه الاصطلاحي فهو يعني عدم الإيمان، والحقيقة أن كل أهل دين يرون أن أهل الدين الآخر لا يؤمنون بدينهم وهذا ما يعني الكفر".

وأوضح مستشار وزير الشؤون الدينية بدولة الجزائر ورئيس لجنة الإفتاء والإرشاد الديني، في هذا الصدد، قائلاً: "المشكل يكمن حين يتم اتخاذ ذلك وسيلة للتدمير والاعتداء، والإسلام الذي يقوم مثلاً ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه هو الإسلام الذي يقول لا إكراه في الدين".

وأضاف شارحاً: "الإسلام الذي يمنع على معتنقيه أن يشربوا الخمر بل يعاقبهم على ذلك هو ذات الإسلام الذي يحمي زجاجة غير المسلم ويُضمن المسلم إذا اعتدى عليه، لذلك إذا نظرنا إلى قضية الكفر نظرةً عميقةً فهي لا ينبني عليها أثر في الدنيا بل في الآخرة وكذلك وحدة الخلاص، فهذا شأن أُخروي وليس شيئاً دنيوياً، والتسامح مجاله الزمني وليس الآخرة".

جدير بالذكر أن الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم، الذي يستمر إلى غاية يوم الأربعاء، يعرف مشاركة نحو ألف شخصية من القيادات الدينية والفكرية حول العالم، وقد اختير للنسخة السادسة من الملتقى موضوع "دور الأديان في تعزيز التسامح".

ويهدف الملتقى إلى إحداث تحوُّل في المنظور الديني والقانوني للتسامح، بما يدعم مسارات المواطنة الحاضنة للتنوع، ويضمن حق أهل الأديان جميعاً في ممارسة شعائرهم في جو من الكرامة والسكينة والحرية المسؤولة.

كما يسعى الملتقى إلى بيان أُسس التسامح ومظاهره في الإسلام، من خلال التأصيل العلمي والتأثيث الفقهي للتعددية الدينية في الإسلام، وتجديد النظر وتحقيق القول في التعامل مع الآخر، خصوصاً فيما يتعلق بالنسائك والمعابد والتهنئة بالأعياد.

 

قد يهمك ايضا
ماكرون يشيد بدور الملك السادس في محاربة التطرف الديني
حكومات الساحل تبحث في الجزائر محاربة التطرف الديني

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث جزائري يرصد تغذية مشتركة بين الإسلاموفوبيا والتطرف الديني باحث جزائري يرصد تغذية مشتركة بين الإسلاموفوبيا والتطرف الديني



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya