مغربي يهب حياته للصحافة وإبداعات الكتابة ببرلين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مغربي يهب حياته للصحافة وإبداعات الكتابة ببرلين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربي يهب حياته للصحافة وإبداعات الكتابة ببرلين

محمد مسعاد
برلين - المغرب اليوم

يقسّم محمد مسعاد سير حياته إلى شطرين بارزين، حتى الآن، أولهما بدأ أواخر عقد الستينيات من الألفية المنصرمة حتى سنة 1998، والثاني استهل بخطوة "هجرة مؤقتة" تبقى متواصلة.

يحترف مسعاد العمل الصحافي وينجرف في الإبداع الأدبي، حريصا على مواكبة "صاحبة الجلالة" دون التفريط في السرد والشعر وباقي الكتابة، ولا يعادي غير التنميط أو الرهان على غير الدراسة.

عين السبع

لازم محمد مسعاد منطقة عين السبع في مدينة الدار البيضاء منذ ولادته سنة 1967، ناشئا في بيئة أسرية متواضعة بين أب يشتغل عاملا بسيطا وأم متفرغة لأشغال البيت.

يبتهج مسعاد حين يستحضر كل هذه الظروف، ويقول إن انعكاساتها كانت إيجابية وهي تشجعه على التركيز الشديد في مسار التعلم، خاصة أن الحماس الاجتماعي أعطى رمزية للمدرسة.

بدأ محمد الدراسة في حي سيدي مومن ثم قفل صوب عين السبع، بعد إنشاء "ابتدائية ابن الخطيب" فيها وسط ممرات سككية، وعرج على "ثانوية ابن العوام" التي ظفر فيها بشهادة الباكالوريا.

هجرة مؤقتة

يقول محمد مسعاد إن فكرة الهجرة لم تكن تعنّ على باله حتى وجد نفسه بين أحضانها فعلا، وأنّ هذه الخطوة التي تقود خارج الوطن الأم لم تكن لها رمزيتها الحالية حين تحرّك صوب ألمانيا.

كما يورد المتحدث نفسه أن تركيزه بقي مخصصا للدراسة في المغرب دون هوس بالوصول إلى منصب شغل، إذ تخصص في علم الاجتماع حتى نال شهادة الإجازة من جامعة الرباط، ثم التحق بالسلك الثالث بمدينة المحمدية.

ويعلن مسعاد أنه تعرف على زوجته وقت الدراسة في جامعة محمد الخامس، وهي التي كانت منكبة على دراسة "السوسيولوجيا" في ألمانيا، ليقرر مرافقتها بشكل مؤقت تحوّل، بعد سنوات، إلى وضع قائم دائم.

في ألمانيا

وفد محمد مسعاد، قبل ثلاث سنوات من انتهاء عقد تسعينيات القرن الماضي، على مدينة "تريا" في جمهورية ألمانيا الفيدرالية، وهي الحاضرة التي يعتبرها المهاجر المغربي "فضاء جامعيّا بامتياز".

وينفي مسعاد أن يربط هذا "الانتقال الزمكاني" بصعوبات في التأقلم، مؤكدا أن تجربته السياسية والإعلامية، التي أسس لها منذ المرحلة التعليمية الثانوية، قد وفرت له ما يكفي من الإمكانات للتعامل مع المجتمع الألماني.

يفسر محمد كل ذلك بقوله: "أعتبر نفسي مجردا من الارتباطات السوسيولوجية بالأمكنة؛ فالوطن عندي مشاعر وأحاسيس أحملها بداخلي، لكن هذا لم يجعلني معفيا من ضرورة تعلم اللغة الألمانية بمستقري الأوروبي".

نفَس ثان

واصل محمد مسعاد التخصص في دراسة علم الاجتماع بمدينة "تريا" الألمانية، كما اختار الاشتغال مراسلا لمنابر صحافية ورقية صادرة في المغرب؛ من بينها جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، التي وافاها بمواد للنشر في "رسالة برلين"".

"تنظيم مونديال 2006 في ألمانيا كان متميزا في مسيرتي الصحافية وأنا ضيف على هذا البلد، فقد أتاحت لي كرة القدم الدخول ضمن تفاصيل كثيرة مع القارئ المغربي؛ وأغدو عينه في هذا الحدث"، يذكر مسعاد.

جاءت النقلة النوعية الإضافية بعمل محمد مسعاد مع مؤسسة "دويتشه فيله" الإعلامية، بادئا التجربة من مدينة "بون" ضمن الإصدار الإلكتروني؛ قبل الانتقال إلى العمل التلفزيوني في العاصمة برلين.

وسط ردهات الأخبار

يسعد المنتمي إلى صف مغاربة العالم بأن "DW" أتاحت له التكوين الصحافي الذي افتقده، خاصة أن الالتزام بين الطرفين يبقى مستمرا؛ بل توسع إلى مستويات أخرى من الإنتاجات التحريرية على دعائم نشر متنوعة.

ينخرط محمد مسعاد، من حيز وجوده في قسم الأخبار بـ"دويتشه فيله"، ضمن صحافة الفيديو بإعداد تقارير مختلفة عبر التصوير والتوضيب وكتابة النصوص، كما يحضّر محتوى وسائط التواصل الاجتماعي المتصلة بـ"DW".

يشدد مسعاد، في هذا الإطار، على أن الدخول إلى ميدان "السوشلميديا"، مع الالتزام بالأداء الصحافي الرئيسي، يأتي بمبادرة شخصية لقيت ترحيبا من طرف المؤسسة التي يعمل بها، خاصة أن مكانة هذا التوجه آخذة في التنامي إعلاميا.

ملازمة الكتابة

تلازم الكتابة مسار محمد مسعاد في ألمانيا، موقعا بها على إصدارات عديدة؛ آخرها "نظارات الخائن ـ محكيات"، وله ديوان "زغب المياه الراكدة" الشعري، وجملة من الترجمات التي قام ببعضها في إطار مشترك مع آخرين.

ويذكر الصحافي والكاتب المغربي المستقر في برلين أن خروج "محكيات" إلى العلن سنة 2019، وهي التي بدأت كتابتها عام 2013، يجعلها مرصدا للتنقل بين المغرب وألمانيا، بين الأصل والعيش، للوقوف على تراكمات وتقاطعات.

محمد مسعاد يواصل قائلا: "أعمل على كتابة رواية جديدة خلال الفترة الجارية، وهذا العمل يهتم بفضاء نسائي مغربي في دفع للقارئ صوب محاولة فهم لعلاقة المرأة بالمجتمع والمؤسسات، وبها لعب على إشكالات وجودية".

ضد التنميط

المترعرع في منطقة عين السبع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة يتشبث بالمساهمة في إعادة الناس النظر ضمن تمثلاتهم للهجرة، خاصة أن هذه الظاهرة لا ترتبط بصورة رومانسية بقدر ما هي تجربة عيش تتيح العمل من أجل بلوغ التطور المعنوي بالأساس.

"الهجرة أفضل ما وقع لي، على الرغم من أنها جاءت صدفة صوبي، وقد جعلتني أغيّر أمورا كثيرة في شخصيتي خلال مدة العقدين ونيف التي عشتها في ألمانيا، بعيدا عن المقاربة الكلاسيكية التي تقرن المكتسبات باكتناز الأموال"، يعبّر مسعاد.

ويرى محمد أن الهجرة ليست واقع أخذ فقط إنما تستحضر العطاء أيضا، ويضيف: "أطمح إلى مواصلة المساهمة في محاربة التنميط الملازم لظاهرة الهجرة، وأن أعين الألمان على طرد التمثل السياحي لدول شمال إفريقيا عموما".

الاستثمار في المعرفة

يساوي محمد مسعاد بين كل فضاءات العيش حين يشدد على أن المدرسة مفتاح الحياة فعلا، ثم يعرج على المهاجرين ليقول إن مشكلتهم مضاعفة إذا لم يكونوا من ذوي التكوينات المعرفية التي تفتح الآفاق وتيسر الحياة.

ويسترسل الكاتب الصحافي: "الانفتاح على تعلم اللغات الأجنبية يجب أن يواكب كل المسارات التعليمية، مع اكتساب مهارات التواصل بالإنجليزية التي أضحت لغة دولية، وجعل التفكير ينطلق من المحليات نحو العالمية".

لا يهم إن كان الشخص في وطنه أو خارج بلده ما دام مستثمرا في المعرفة؛ لكن الهجرة تبقى تجربة حياتية وازنة، تتيح لصاحبها الاحتكاك بمجتمعات مختلفة وتكسير ما اعتبرها، خطأ، حقائق مطلقة".

 

قد يهمك ايضا
تسليم جائزة "المغرب للكتاب" للفائزين من ثمانية فئات أبرزها الشعر والإبداع الأدبي
رواية "على بعد ميلمتر واحد" تفوز بجائزة الإبداع الأدبي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربي يهب حياته للصحافة وإبداعات الكتابة ببرلين مغربي يهب حياته للصحافة وإبداعات الكتابة ببرلين



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya