المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا

عبد اللطيف المنصوري
الرباط - المغرب اليوم

انخرط عبد اللطيف المنصوري في تجربة هجرة ساقته من مدينة مراكش المغربية إلى "فرانكفورت" الألمانية، نتيجة "شغب شبابي" أفلح في إنتاج شغف علميّ ومهنيّ متجدد.

إكمال المنصوري 30 سنة من الاستقرار في هذا البلد الأوروبي جعله موقنا بأن باحات النجاح الخاصة بالمغاربة تبقى أرحب من الفرص الفرنكوفونية، شريطة حضور النباهة اللازمة لالتقاط ذلك.

الانطلاقة المراكشية

لا ينسى عبد اللطيف المنصوري أيام النشأة بالتجمع السكاني الذي عانق فيه الحياة قبل عقود، معتبرا أن ما عاشه في "قاع المشرع"، بمدينة مراكش، يبقى الأسعد على مر حياته.

ويعلن المنصوري، في لحظة بوح صادقة، أن انتماءه إلى أسرة متواضعة من "عاصمة النخيل" المغربية قد وسم حياته بصفات دائمة، أبرزها الميل إلى البساطة، وفتح أمامه أبواب التجربة الدولية.

تدرّج تعليم عبد اللطيف بين مؤسسات تربوية في مراكش، وتحرك بين فصول دراسية من "ابتدائية العيادي" إلى "ثانوية ابن سينا" التي حصل فيها على شهادة الباكالوريا.

رهان خارجيّ

يقول عبد اللطيف المنصوري إن فكرة الهجرة لم تكن من بين مخططاته قبل إنهاء المرحلة الثانوية من الدراسة، ويشدد على أنها حضرت بناء على رهان جمعه بصديق كان يراسل مؤسسات خارجية دون نيل ردود.

ويشرح المراكشي نفسه: "انطلق الأمر من تعاط يميل إلى المزاح أكثر من استحضاره للجدّ، فقد استعنت بإتقاني للغتين الفرنسية والإنجليزية لتقديم طلبات تسجيل بجامعات أوروبية وأمريكية، وتلقيت ردودا إيجابية جاءت بينها ألمانيا".

يبتسم المنصوري حين يستحضر ما أتت به رسائل البريد في تلك المرحلة من شبابه، ويؤكّد أن "كسب الرهان الخارجي" قد أفضى إلى تغيّر مفصلي في مساره المستقبلي؛ خاصّة بعد قراره خوض "التجربة الألمانية".

في كولونيا

يعلن "ابن قاع المشرع" أن عيشه في مدينة مراكش، ذات الارتباط الكبير بالجنسيات العديدة التي تقصدها من أجل السياحة، قد أكسبه خبرة مسبقة في التعاطي مع أناس من غير المغاربة، واعتبر أنه سيستفيد في دراسته بألمانيا من هذه التجربة.

"وصلت إلى مدينة كولونيا سنة 1990، مسايرا موجة من المغاربة الباحثين عن إغناء تجاربهم بما توفره البلاد من تعليم عال، لكن المحك الحقيقي كان ضرورة تعلّم اللغة الألمانية التي لم يسبق لي أن درستها في مدينة مراكش"، يكشف المنصوري.

كما يعتبر عبد اللطيف، في السياق ذاته، أن صعوبات البداية كان لا مفر منها لإرساء دعائم اندماج حقيقي بالمجتمع الألماني، خاصة ضرورة البحث عن عمل بدوام جزئي لتدبر المصاريف اللازمة للعيش بكرامة والتركيز في الدراسة.

سنوات "الديداكتيك"

اختار عبد اللطيف المنصوري عند وصوله مرحلة الحسم في المسار الجامعي، التخصص في "الديداكتيك" بجامعة "كيسن"، معتبرا أن الاشتغال في التربية والتكوين، عقب التخرج، ملائم لطموحاته المستقبلية في "بلاد الجرمان".

أنهى الوافد على كولونيا من "عاصمة البهجة" المغربية مساره التعليمي الجامعي في مدة زمنية وصلت إلى 7 سنوات، ثم اتجه إلى استجماع تجربة ميدانية وازنة في مجال تخصصه، دون إغفال التعاطي مع المتغيرات الواقعية التي صادفها.

يقول المنصوري: "الشق النظري جعلني قادرا على تدريس اللسانيات والعلوم الديداكتيكية، وعلى هذا الأساس خضت تجارب تعليمية في عدد من المدارس والمعاهد الألمانية، إلى أن أتت مرحلة تغيير المسار مرّة أخرى".

احتراف الترجمة

القادم إلى ألمانيا دون إتقان لغتها، مستهل عقد التسعينيات من القرن الماضي، لم يكن يتوقع أن يتحوّل إلى مترجم محلّف من هذا اللسان وإليه، لكنّه يذكر أن "المستحيل يتم تذليله باغتنام الفرص والتحلي بمنسوب عال من الإصرار".

ويشرح عبد اللطيف المنصوري قائلا: "توجهت إلى مدينة فرانكفورت بعدما اخترت الاستثمار في إتقاني للألمانية والعربية والفرنسية، وبهذه الحاضرة خضعت إلى تكوين بديل أبعدني عن الديداكتيك وقربني من الترجمة".

يعد المراكشي عينه، في الوقت الحالي، مترجما محلّفا مقبولا لدى المحاكم العليا في دولة ألمانيا الفيدرالية، يقسم اشتغالاته بين مؤسسات رسمية، أهمها الأمن والقضاء، وبين أجانب يفدون على البلد الأوروبي لدواع مختلفة.

عرفان بالجميل

يعتبر عبد اللطيف المنصوري أنه شخص لا ينكر الجميل، سواء ذاك الذي يتعلق بفترة تكوينه الأساسية بالمملكة، أو نظيره الذي منحه تخصصا مزدوجا في بلد الاستقرار الذي اختار التوجه إليه طوعا.

ويقول المنتمي إلى صف الجالية: "مروري من المدرسة العمومية المغربية أكسبني المهارات التي شققت بها الطرق في ألمانيا، بينما الإمكانيات الثمينة المتاحة في هذه البلاد أعطتني مناخا إيجابيا ساهم في تطوري".

يؤكد المنصوري، في السياق ذاته، أن السمة الأساسية للمجتمع الألماني هي الترحاب بكل من توجّه إليه بغرض النهل من العلوم، كيفما كان نوعها، وتواكب ذلك معاملات وتشريعات تخدم طلبة العالم القادمين إلى ألمانيا.

عبد اللطيف يربط مستقبله بمحاولات لتنمية رصيده المهني والأكاديمي في "فرانكفورت"؛ إذ يراهن على مناقشة رسالة دكتوراه بعد مدّة يسيرة مع تطوير أداء مكتبه المتخصص في تقديم خدمات الترجمة للمقبلين عليها.

نهاية الفرنكوفونية

لا يتردّد عبد اللطيف المنصوري في التعبير عن تشجيعه لكل الشابات والشبان المغاربة الراغبين في نيل تكوينات أكاديمية بعيدا عن المؤسسات الفرنكوفونية، موردا أن زمن المراهنة على الخبرة الفرنسية قد انتهى منذ أمد.

ويرى الجامع ثلاثة عقود من الاستقرار في أوروبا أن الدراسة في ألمانيا قادرة على جعل المثابرين يلاقون النجاحات التي يبتغونها، شريطة أن تكون أهدافهم الأساسية واضحة المعالم، وأن يعملوا على استغلال الفرص التي يلاقونها صدفة.

"العيش في ألمانيا أثبت ملاءمته لشخصية المغاربة، وما تحقق من تراكم خلال السنوات الفائتة دليل على ذلك، حيث البلاد تمنح الخبرة وتفتح أبواب الفلاح نتيجة مساهمة نظامها التعليمي وبيئتها الاجتماعية في صقل الذوات الطموحة"، يختم عبد اللطيف المنصوري.

 

قد يهمك ايضا
أحمد أريوش خبير قانوني يتألق في ثوب المحاماة بـ"فرانكفورت"
القنصلية المغربية تعقد لقاءً تواصليًا مع رؤساء جمعيات ثقافية ودينية في فرانكفورت

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya