لم يسلم المحامون والنشطاء الحقوقيون من جرائم الإخفاء القسري والتغييب والاختطاف التي تمارسها الجماعات الإرهابية خلال سيطرتها على بعض المدن الليبية؛ بهدف ترهيب المواطنين لتحقيق حُلم تلاشى في تمدد دولتهم المزعومة بعد أن حاربهم الجيش الوطني والمساندين له في كل ربوع البلاد.
عمليات الاختطاف التي نفذها الإرهابيون لها آلام وآثار نفسية وخيمة لا تمحوها الأيام والسنين في نفوس المختطف أو أقاربه الذين عاشوا مرارة الترقب والانتظار فيما يؤول إليه مصير ابنهم المختطف، الآلام والأثار النفسية والمواقف تبقى محفورة في ذاكرة من عايشها ليروي تفاصيل جرائم الإرهاب.
من بين جرائم الاختطاف التي ضلت محفورة في ذاكرة أصحابها، يروي المحامي والناشط الحقوقي، أحمد بورحيلة، من مدينة درنة تفاصيل اختطافه من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت مسيطرة على المدينة.
يقول بورحيلة في ذكرى اختطافه الرابعة، “في يوم الاثنين، الموافق للتاسع عشر من شهر ديسمبر لعام 2016 تم اعتقالي واختطافي تحت تهديد السلاح على يد السرية الأمنية التابعة لمجلس شورى درنة الإرهابي”.
ويتابع بورحيلة، “في حدود الساعة الثامنة والنصف خرجت مستقلا سيارتي وبالقرب من جزيرة دوران الميناء بمدينة درنة توقفت سيارة مشبوهة ونزل منها 5 أشخاص ملثمين ومدججين بالسلاح، واستوقفوني، استسلمت في هدوء تام دون أي مقاومة، فأنا لم أحمل السلاح ولا أعرف استعماله”.
ويستطرد بورحيلة، “تم تقييد وربط عيناني بعصابة حتى لا أرى المكان الذي سيذهبون بي إليه، رُميت في السيارة وذهبوا بي إلى سجن وحين وصولنا بعد دقائق سمعت أحدهم يتلفظ بألفاظ نابية، وألقوا بي أرضا جاثيا على ركبتي”.
ويتابع بورحيلة، أحد الإرهابيين قال لآخر “ألقي جثته أمام مسجد نسيبة بنت كعب” وهو القريب من الملعب البلدي الذي كان شاهدا على جرائم الإرهابيين في درنة.
وفي مشهد مؤثر، يقول بورحيلة، “أحدهم وضع فوهة البندقية على رأسي وقال لي هل عندك وصية توصي بها؟!”، يتابع، “نطقت بالشهادة مرتين، شعرت بارتباك من حولي ووقوفهم مذهولين”.
ويستطرد بورحيلة حديثه، “نقلت مسافة 5 أمتار وألقي بي أرضا وتناوب ثلاثة أشخاص على ضربي بأنبوب بلاستيكي والمعروف محليا “بجعب بي بي آر”، لقد هشموا أكتافي بالضرب بالحجر كما يفعل اليهود مع الفلسطينيين”، ويتابع، “لا زلت أعاني من تلك الضربات حتى وقتنا هذا فالضربات كان موجعة والجو كان باردا”.
ويضيف بورحيلة، “بعد ذلك نقلت إلى زنزانة تحت الأرض كانوا يطلقون عليها اسم “المحمضة” وذلك من شدة قذارتها، وكنت اسمع وأن أقتاد إلى الزنزانة تمتمة أشخاص، قبل أن أوضع فيها تم تجريدي من هاتفي ومن كل متعلقاتي الشخصية، فنمت تلك الليلة مفترشا الأرض وبلا غطاء”.
ويتابع، “لقد تركوني 24 ساعة بلا شراب ولا طعام، ومن شدة العطش شربت من مياه الصرف الصحي”، ويضيف، “كان صوت فتح وقفل باب الزنزانة مرعبا ومزعجا في ذات الوقت”.
ويقول بورحيلة، “بعد يومين تقريبا بدأت جلسات تحقيق مكثفة يديرها أربعة أشخاص تقريبا”، “لقد اتبعوا أسلوب الاستنطاق بالتهديد والوعيد واستعمال الضرب، كل هذا وأنا مقيد ومعصب العينين وجاثيا على ركبتي”، ويضيف، “كانت جلسات التحقيق غاية في الامتهان”.
ويشير بورحيلة، إلى أن التهم التي وجهت إليه من قبل الخاطفين أنه يدير جُل الصفحات التابعة لعملية الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني ضد الجماعات الإرهابية، ومؤيد لها، وأيضا التخابر.
“أحدهم قال لي، “واجعك مصطفى الطرابلسي” تتحدث عنه وتنشر أخبارا في صفحات الفيس بوك”، ويتابع بورحيلة، كنت أنشر بطريقة احترافية وكانت عندي علاقات مع عدد من ضباط الجيش.
ويضيف، “قبل إطلاق سراحي بأيام دخل علي الزنزانة المدعو “زيزو الجيبانى” وأنا غير مقيد ولا معصوب العينين لأول مرة، بدأ في شتمي، وجلس أمامي ونظر لي مبتسما وقال: “السجن مذل؟!” بقصد إهانتي، فنضرت إلى موضع رجله وقلت: “يقول ابن القيم المسجون من سجن عن ذكر ربه والأسير من كان أسير هواه”، رأيت استغرابا في عينيه كون أن ردي كان صادما”.
ويقول، “تغيرت ظروف سجني بعد ثلاثة أيام ونقلت إلى زنزانة أفضل نوعا ما وعرف أهلي مكان اعتقالي بعد أن كان طي الكتمان، وأفرج عني 26 ديسمبر وطلب مني عدم النشر وعدم الكتابة والنقد وألا أذكر ما حدث لي في السجن، رضخت لمطالبهم لاعتبارات عائلية”
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
المشير خليفة حفتر يلتقي رئيس المخابرات العامة المصرية
" إبراهيم الدرسي" ندرس التمديد للرئاسي الحالي بقيادة السراج
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر