المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المهندسة صفاء بنعمر تواكب "إيرباص" بهامبورغ الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهندسة صفاء بنعمر تواكب

المهندسة صفاء بنعمر
برلين - المغرب اليوم

انشغلت صفاء بنعمر بالتميز لغويا وعلميا قبل وصولها إلى إكمال العقد الثاني من حياتها، وإن كانت قد اكتفت من الاهتمام بالألسن الحين إلا أنها لا تزال منكبة على مسايرة تطورات العلوم الصناعية.

راكمت بنعمر، خلال السنوات الست عشرة الماضية، خبرة ميدانية في مجالَي اللوجستيك البري والجوي، وتصرّ على الاستمرار في هذا الدرب إلى حين تحقيق حلمها بالقفول من ألمانيا صوب المغرب.

ألمانية في البرنوصي

في عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، بمدينة الدار البيضاء، رأت صفاء بنعمر النور سنة 1984، وبهذا الحيز من "العاصمة الاقتصادية" اشتد عودها وانفتح ذهنها على طلب العلوم.

تميزت صفاء، خلال الطور الثانوي، بالميل إلى دراسة الألمانية كلغة أجنبية ثانية جوار الفرنسية، وبمؤسسة الخنساء أفلحت في الحصول على شهادة الباكالوريا الخاصة بها.

استمرت بنعمر في مسارها التعليمي بالانخراط في جامعة الحسن الثاني، لتحظى بدبلوم الدراسات العامة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في "حي الكليات" بالدار البيضاء الواقع على "طريق الجديدة".

بروز فكرة الهجرة

تكشف صفاء بنعمر أن حضور فكرة الهجرة لديها قد رُصد قبل إكمالها الربيع الـ18 من عمرها، واقترن ذلك بمساع تكوينية في دولة ألمانيا منذ حرصها على استكمال المرحلة الثانوية.

تقول صفاء: "ولجت معهد غوته بعد شروعي في تعلم الألمانية بمؤسسة الخنساء، وكان ذلك بغية نيل معدلات عليا في الامتحانات؛ لكن الخطوة قربتني من الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا ويحرصون على اكتساب اللغة".

أضحت بنعمر مقتنعة بأن إكمال التعليم العالي متاح أمامها في "بلاد غوته"، وانتظرت نيل "DEUG" في العلوم الاقتصادية قبل أن تقوم بتفعيل هذا الطموح على أرض الواقع.

في قلب أوروبا

وصلت "ابنة البرنوصي" إلى أراضي جمهورية ألمانيا الفيدرالية سنة 2004، مستقرة في مدينة "دورتموند" لأجل تعزيز قدراتها اللغوية في مدة زمنية جاورت ستّة شهور من الزمن.

تم قبول صفاء بنعمر في تكوين أكاديميّ عال بجامعة "نيداغاين"، في مدينة "مونشنغلادباخ" المتوسطة للطريق بين دوسلدورف والحدود الألمانية الهولندية، وجعلها ذلك تطمح إلى اكتساب صفة مهندسة صناعية.

أنهت الوافدة من الدار البيضاء مرحلتها الجامعية في فترة تعادل أربع سنوات، وقبل التخرج خاضت تدريبا بحثيا لنصف سنة وسط شركة "مان"، المتخصصة في صناعة الحافلات والموزعة إنتاجها عبر العالم.

العيش وسط الألمان

تكشف صفاء بنعمر أن تحقيق الاندماج وسط المجتمع الألماني يبرز الفرص الثمينة المتاحة في هذا البلد الأوروبي، خصوصا لذوي التوجهات العلمية الراغبين في الاستفادة من التقدم الصناعي السائد.

وتشدد المغربية نفسها على أن البيئة الألمانية تعلم الطلبة الأجانب الاعتماد على ذواتهم، دراسيا ومهنيا، وتفتح أمامهم إمكانات للحصول على تجارب أولية قبل أن يتخرجوا ويقرروا التوجه صوب عالم الشغل بدوامات كاملة.

"عززت مساري التعليمي العالي بتدريب في ميونيخ مع MAN، وفي منتصف المدة الجامعية كنت قد أمضيت 6 شهور أخرى في شركة بمدينة كولونيا، وصرت بفكرة عن العمل المطلوب ميدانيا"، تعلن المهندسة الصناعية.

صناعة الطائرات

تعاقدت صفاء بنعمر، منذ ما يزيد قليلا عن عشر سنوات من الآن، مع شركة "إيرباص"، الرائدة في صناعة الطائرات، والتحقت مهندسة صناعية بفرع هذه المؤسسة وسط مدينة "هامبورغ" الألمانية.

وتقول بنعمر: "العمل في هذا القطاع جعلني أكسب مدارك جديدة، وأنفتح على مهارات وازنة، متعاملة مع فئات مختلفة من المركبات الجوية، ثم غدوت متخصصة في إدارة المشاريع عند AIRBUS".

الخبيرة الصناعية عينها تفاخر بما قدمته، ضمن فريق عمل دوليّ كبير، من أجل المساهمة في بناء خط إنتاج ضخم للطائرات، وتواصل حاليا المهام الموكولة إليها في الحفاظ على الكلفة واستخدام منتجات بديلة.

رحيل في الأفق

تطمح صفاء بنعمر إلى أن تعيد البصم على هجرة أخرى، وتربط ذلك بالمدى البعيد لمخططاتها؛ لكنها هذه المرة تبتغي السير في الاتجاه المعاكس عبر الرحيل عن ألمانيا ومعاودة الاستقرار فوق التراب المغربي.

وتكشف المغربية، المقيمة في "هامبورغ" حاليا، أنها تطمح إلى العودة إلى الوطن الأمّ، برويّة حتى تتوفر كل الظروف المساعدة، من أجل المساهمة في جهود تنمية المملكة عبر نقل المعرفة إلى الجيل الأقل سنا.

تضيف المهندسة الصناعية: "أحلم بإنشاء مقاولة أستثمر من خلالها في كل ما تعلمته بألمانيا ضمن إدارة المشاريع؛ وهذا التخصص صالح لكل الميادين دون استثناء، بما في ذلك تدبير مجريات الحياة اليومية".

مستقبل اللغات

تنطلق صفاء بنعمر من تجربتها الخاصة، الممتدة بين سيدي البرنوصي البيضاوية وحيز استقرارها الأوروبي الحين، لتحسم بأن معالم المستقبل يمكن أن يتم تحديدها بوضوح عبر المراهنة على اللغات المكتسبة.

وتزيد المهندسة الصناعية أن الشابات والشبان المغاربة الراغبين في فتح آفاق أرحب أمامهم مطالبون بضبط حسن للغات التي تناسب أهدافهم، معتبرة أن هذه الخطوة تزيل عثرات البداية وتحفّز الطموحات كيفما كان نوعها.

"الديار الألمانية تبقى مانحة فرصا دراسية متميزة عن باقي الدول الأوروبية، خاصة أن التجريب متاح لكل من ابتغى ذلك؛ لكن الأساس يتمثل في توضيح المبتغى وعدم مجاراة مثبطات العزائم"، تختم صفاء بنعمر.

 

قد يهمك ايضا
القنصلية المغربية تعقد لقاءً تواصليًا مع رؤساء جمعيات ثقافية ودينية في فرانكفورت
حملات الانتقاد تتسع داخل المجتمع الألماني ضدَّ سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها أنجيلا ميركل

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya