أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية

أشرف بلحسين
برلين - المغرب اليوم

استغرق أشرف بلحسين 8 سنوات لتغيير مسار حياته صوب ميدان الأنظمة الرقمية البنكية، مستندا على تكوينه الأساسي في المغرب وما أتاحه صقل المدارك في التعليم العالي الألماني.

يتوسط المغربي نفسه مركز القرار في واحد من أكبر بنوك "بلاد الجرمان"، بينما قلبه يخفق كلما استحضر مبتغى المساهمة في التطور بالمملكة، ويواصل جمع الخبرات حتى تلك المرحلة.

حلم عسكري

ازداد أشرف بلحسين في العاصمة المغربية الرباط، سنة 1982، لأسرة جعلته يشب ويترعرع في القنيطرة؛ وبهذه المدينة تدرّج بين المستويات التعليمية.

ويكشف بلحسين، في لحظة بوح، أن حلمه الأصلي كان مرتبطا بالاشتغال في صفوف القوات المسلحة الملكية؛ لكن ولوجه إلى الأكاديمية العسكرية لم يتحقق.

نال أشرف شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية، سنة 1999، ثم أقبل على الدراسة في جامعة ابن طفيل قبل أن يقرّر الهجرة؛ مختارا ألمانيا لهذا الغرض.

تأثير كل صيف

يقول أشرف بلحسين إن عددا من أصدقائه كانوا يدرسون في الديار الألمانية، بداية الألفية الجارية، وحرصوا على إثارة إعجابه بما توفره جامعات هذا البلد الأوروبي من إمكانات.

ويضيف المتحدث نفسه: "كان يتم ذلك كل صيف، حين يقضون العطل السنوية في المغرب، وقد انخرطت في التفكير قبل أن أختار تجريب حظي مثل أصدقائي".

بالموازاة مع التعليم العالي في القنيطرة، اتجه بلحسين إلى معهد "غوته" في الرباط من أجل دراسة اللغة الألمانية، وبعد ذلك تحرك صوب غمار التجربة الجديدة.

اللسان وإكراه المال

أفضى تعلم الألمانية إلى تذليل أولى صعوبات تعامل أشرف بلحسين مع المجتمع الألماني، ويؤكّد أن التواصل مع مغاربة سبقوه قد زاد في تسهيل الاستقرار وقاد إلى سلاسة الاندماج.

كما يقرّ المغربي ذاته بأن استعمال شبكة الأنترنيت، خلال هذه المرحلة من حياته، قد أتاح وصوله إلى كم من المعلومات المفضية إلى معرفة أعمق بطبيعة العيش في فضاء استقراره.

ويزيد بلحسين: "المشكل الوحيد كان في كيفية تمويل الحياة، خصوصا أن كلفة العيش بألمانيا مرتفعة. لذلك، حرصت على المزج بين الدراسة والعمل بمجهود كبير للتوفيق بين المسارين".

يعتبر أشرف أن الانخراط في تجارب اشتغال خلال المرحلة الدراسية يشحذ شخصيات الناس ويعزز تأقلمهم اجتماعيا، مزكيا ذلك بتجربته التي جمعت الأداءين لمدة تصل إلى ست سنوات ونيف.

المعلوميات التطبيقية

اجتاز أشرف بلحسين اختبارا بجامعة "بوخوم"، ضواحي "دورتموند"، وحصد النقطة الأولى بين 150 من المترشحين الأجانب؛ ما جعل حضوره في "الموسم التحضيري" مختصرا في ستة شهور.

المنتمي إلى صفوف "مغاربة العالم" قصد، بعد نظر معمّق في الخيارات المتاحة أمامه، دراسة هندسة المعلوميات التطبيقية في ولاية "هيسن"، القريبة من مدينة "فرانكفورت"؛ وكانت البداية سنة 2002.

بحلول سنة 2008، كان أشرف بلحسين قد ظفر بالتفوق حين تخرج مهندس دولة في المعلوميات، لينتقل إلى رهان آخر يتمثل في بسط تجربته النظرية وسط عوالم المال والأعمال المؤطرة بمعاملات المصارف.

في البنك التجاري

لم يضيّع بلحسين الوقت وهو يظفر، في نفس سنة تخرجه، بموقع مهني ضمن المقر المركزي لـ"البنك التجاري" الألماني، إذ يتعلق المعطى بأحد أكبر البنوك التي تشتغل بجمهورية ألمانيا الفيدرالية.

ويقول بخصوص هذا الحضور: "عائلتي سعيدة بسيرتي الذاتية، وهذا يجعلني فخورا بجعلها كذلك، خصوصا أن الدعم القادم من أقاربي لم يتخاذل في تحفيزي طوال الفترة التي قضيتها تلميذا أو طالبا".

استجمع أشرف بلحسين ما يعادل 12 سنة ضمن العمل مهندس دولة في المعلوميات التطبيقية، ويتولى حاليا مسؤولية الإشراف على تطوير النظام الإلكتروني الخاص بـ"البنك التجاري" الألماني.

ويعلق الخبير الإلكتروني على ذلك بقوله: "أوجد بين متخذي القرار المركزي في المؤسسة المصرفية، بمدينة فرانكفورت، ويتيح كل هذا تطوير الاشتغال مع أطر ومقدمي خدمات من أنحاء العالم".

المغرب والمستقبل

يعتبر بلحسين أن "الطموحات الألمانية" قد بلغت مرحلة الاكتمال عنده، ويشدد على أن ما كان يريد تحقيقه مهنيا، منذ أن كان يتنقل بين الرباط والقنيطرة، قد وصل إلى حدوده القصوى فعلا.

ويستدرك أشرف: "أرغب في العودة إلى المغرب، مستقبلا، مع كل التجربة التي راكمتها في الديار الألمانية. رهاني الجديد يتمثل في مساعدة وطني الأم بكل ما خبرته خلال عِقدين من الهجرة".

"مغاربة العالم طاقة تستوجب الاهتمام من طرف صناع القرار بالمملكة، وأيضا الشركات المغربية، وهناك كفاءات علمية وعملية كثيرة، يشهد بها مختصون أجانب، تريد المساهمة في التنمية بالاستثمارات المالية ونقل المعرفة"، يردف أشرف بلحسين.

الفرص الضائعة

يبدو المغربي عينه مزهوا بتدرجه بين المدارس العمومية منذ نعومة الصغر، ويرى أن خريجيها قادرون على امتلاك طموحات ملائمة للتحقق على أرض الواقع، سواء بالمغرب أو خارجه.

ويفسر بلحسين: "هناك كثيرون ممن يشاركونني ظروف النشأة والتعلم من الجيل الذي يلحقني، وهؤلاء قادرون على السير قدما صوب تحقيق ما يبتغون إذا لازمهم الإصرار في الحياة".

كما يعتبر أشرف أن ما يعيشه العالم من فورة إلكترونية ينبغي أن يستغلها الشباب أكثر في الانفتاح على التواصل بلغات أخرى، وبذلك يتم اقتناص الفرص الضائعة وتفتح أبواب قد تلوح موصدة.

 

قد يهمك ايضا
الحكومة تُبسط إجراءات معادلة شهادات التعليم العالي
وزيرة التعليم العالي السودانية تلتقي السفير اليمني

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya