خديجة قرطاس مهندسة اتصالات مغربية تواكب أداء الشرطة الألمانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خديجة قرطاس مهندسة اتصالات مغربية تواكب أداء الشرطة الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خديجة قرطاس مهندسة اتصالات مغربية تواكب أداء الشرطة الألمانية

خديجة قرطاس
برلين - المغرب اليوم

حرصت خديجة قرطاس على جمع كل ما يفيدها قبل أن تبادر إلى التغيير لتعيد تشكيل المستقبل الملائم لها، مشددة دوما على أن الجمود الخانق لا يفضي إلا إلى حياة الاضطراب.

المتخصصة في هندسة الاتصالات ترى أن ما وصلت إليه بعد تقلبات كثيرة، منها ما هو مدروس وما جاء عن طريق الصدفة، يمكن أن يكون تحفيزا لشباب يخالون أن الحياة تنتهي عند أول عثرة.

درب الطيران

في مدينة القنيطرة ازدادت خديجة قرطاس، وبالحاضرة نفسها راكمت القدرات التعليمية الابتدائية والإعدادية، ثم توجهت إلى مراكش في المرحلة الثانوية.

أتمّت خديجة سنوات التربية والتكوين في "إعدادية البنات" بالقنيطرة قبل الالتحاق بالثانوية الملكية الإعدادية للتقنيات الجوية بـ"المدينة الحمراء"؛ وبها تحصلت على الباكالوريا.

انضمت قرطاس، بوصولها إلى مرحلة التعليم العالي، إلى المدرسة الجوية الملكية في مراكش، واستمرّت التجربة لسنة ونصف ثم انقطعت قبل الاكتمال.

التكنولوجيا التطبيقية

تقول خديجة قرطاس: "قفلت من مراكش إلى القنيطرة بعدما تأكدت لي استحالة تحولي إلى ربانة طائرة، أو إمكانية الانخراط في برنامج يجعلني رائدة فضاء، مختارة بذلك التغيير".

التحقت ذات التكوين العلمي والتقني بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن طفيل، مبتغية دراسة الفيزياء والكيمياء، ثم انتقلت إلى فضاء التأطير بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية.

"في الـISTA عمد أستاذان على نصحي بالتوجه إلى الخارج من أجل إكمال الدراسة الجامعية، رابطين ذلك بألمانيا أو كندا، وقد اقتنعت بكلامهما، ثم اخترت بلاد الألمان"، تكشف قرطاس.

إطار جديد للعيش

في آخر سنة من عقد ثمانينيات القرن الماضي وصلت "ابنة القنيطرة" إلى ألمانيا، متسلحة ببضع معلومات جمعتها عن البلاد، ومستعينة بدراسة للغة الألمانية استمرت 6 شهور بالمغرب.

تعترف خديجة بصعوبة تغيير إطار العيش المغربي، مفسرة ذلك بما لاقته من مفاجآت عند وصولها إلى مدينة "دورتموند"، لكنّها لا تغفل التأكيد على أن الأمر يبقى عاديا حتى يحضر الاستدراك.

"كانت دراستي للغة الألمانية ناقصة. وذاك الحين لا يشبه ما نعيشه اليوم من فورة رقمية تجلب كل المعلومات إلى الباحث عنها، ما يعني أن الجهد كان جبارا لضبط الإيقاع"، تقول خديجة قرطاس.

وتمكنت المغربية نفسها من التأقلم مع مستقرها الجديد حين ضبطت التقاليد والعادات، ومستجدات النظام التعليمي، مستثمرة في عامل الزمن بالتأقلم حتى تغلبت على إكراهات البداية.

النهل من العلوم

واصلت خديجة قرطاس الالتزام بتوجهها المغربي الأساسي، لتنهل من المستوى الراقي للعلوم التي تتيحها الجامعة الألمانية، وهي التي خبرت المناهج التقنية والعلوم الحقة منذ المرحلة الثانوية.

في جامعة "دورتموند" تخصصت قرطاس ضمن دراسة العلوم الفيزيائية، ثم عرجت على مدرسة تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات التابعة لها من أجل سلك المسار الذي يجعلها مهندسة؛ وخلال هذه الفترة استحضرت النصح الذي استفادت منه بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية في القنيطرة، وتقول: "كانت تلك لحظة فاصلة، اختصرت عليّ طريق البحث وفتحت أمامي مستقبلا أفضل".

بين كبار الشرطة

استهلت المنتمية إلى صف "مغاربة العالم" مشوارها المهنيّ، فور تخرجها، من خلال الالتحاق بأطقم شركة "سيمنس" المرتكز نشاطها على ميدان الاتصالات، وبقيت في المؤسسة نفسها 14 سنة كاملة.

بكثير من التحفظ تورد خديجة قرطاس: "قطعت تجربتي العملية الأولى بعدما نلت عرض اشتغال في الميدان الحكومي بألمانيا، وأنا أمسك بالمهمة الموكولة إلي منذ ما يعادل 10 سنوات من الزمن".

ثم توسع مهندسة الاتصالات هامش الكلام لتردف: "أعمل ضمن الخدمات المركزية للشرطة الألمانية مديرة للمشاريع، مكلفة بجميع إدارات الأمن بحيز جغرافي ولائيّ، وألازم نفس تخصصي في الاتصالات".

تحدّي الذكورية

تعتبر خديجة قرطاس أنها منتوج لإيمان ألمانيا بالكفاءات، خاصّة أنها ولجت ميادين علمية وممارسات مهنية ذكورية بامتياز، وتزيد: "درست في فوج به 3 فتيات فقط، وخلصت إلى أن المرأة هي من تفرض احترامها".

"الاتصالات يبقى ميدانا ذكوريا إلى حد كبير. البعض يراني في العمل ويخالني قائمة بمهام الكاتبات؛ لكنني أنتزع الإعجاب والاحترام حين يتم رصدي أسيّر الفريق الذي أرأسه"، تبوح ذات الأصل المغربي.

وتعلن قرطاس أن غالبية الألمان يبقون بصور نمطية عن المغربيات، إذ يتم وضعهن وسط "كليشيهات" جاهزة فكريا، ثم تقول: "أدافع عن بنات بلدي بإخبار المستفسرين عن المكانة التي يحظين بها في الوطن الأم، وبأنني الأدنى مرتبة بينهن".

طموحات مسترسلة

تستحضر خديجة قرطاس مسارها الممتد من المملكة المغربية إلى جمهورية ألمانيا الفيدرالية، ثم تدقق في لحظات وسمت ما يقارب ثلاثين سنة مضت، لتخلص إلى أن "المرتبة التي بلغتها جاءت بسداد رباني ودعم من الوالدين".

وتسترسل المنتمية إلى الجالية المغربية: "أحمد الله على كل ما تحقق لي على الصعيدين الشخصي والمهني، رغم البداية التي كانت قسوتها تجعلني نادمة على الابتعاد عن عائلتي بالمملكة".

من جهة أخرى، تشدد قرطاس على أن طموحاتها تبقى مسترسلة إلى الحين، إذ تحرص على حضور ورشات علمية ودورات تكوينية من أجل الظفر بمراتب أرفع ضمن الجهة الحكومية الألمانية التي تعمل فيها.

استغلال الأنترنيت

تنصح خديجة قرطاس كل الراغبين في الهجرة، تحت تأثير أي دافع كان، بالحصول على المعلومات كاملة قبل التحرك من "زاوية الراحة" التي يستقرون ضمنها، مؤكدة أن هذا يجنب الاصطدام المؤلم مع الواقع.

وترى الناشئة بين القنيطرة ومراكش أن استغلال شبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي التي توفرها يعطي صورة واضحة عن كل مجتمع، بينما تعلم لغة البلاد المقصودة بالهجرة يبقى ضرورة ملحة قبل السفر.

"على المهاجرين من أجل الدراسة أن يتشبثوا بمراميهم وينأوا عن المغريات التي يصادفونها. أؤكد لهذه الفئة أن التعلّم جيدا أساس النجاح المستحق، كما أن العمل الصادق مفتاح لتحقيق الأهداف في أبهى صورها"، تختم خديجة قرطاس.

 

قد يهمك ايضا
ابن كيران يهاجم وزير "التربية الوطنية" ويأمره بالتراجع عن فَرْنَسَةُ التعليم
"أكاديمية فاس" الأولى في امتحانات الثانوية و"بولمان" في الصدارة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خديجة قرطاس مهندسة اتصالات مغربية تواكب أداء الشرطة الألمانية خديجة قرطاس مهندسة اتصالات مغربية تواكب أداء الشرطة الألمانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya