مجيد حمدوشي مغربي بين قسَم أبقراط والعمل الجمعوي بألمانيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مجيد حمدوشي مغربي بين "قسَم أبقراط" والعمل الجمعوي بألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مجيد حمدوشي مغربي بين

مجيد حمدوشي
برلين - المغرب اليوم

يحرص مجيد حمدوشي على التواصل باللغة الدارجة المغربية مع مقاسميه الانتماء إلى المملكة في ألمانيا، على الرغم من ازدياده في هذا البلد الأوروبي.

يشتهر المغربي ذاته، المستقر حاليا في مدينة "أوفمباخ" القريبة من "فرانكفورت"، بأدائه المهني الطبي إلى جانب النشاطات الجمعوية التي يخصها بقسط من وقته.

نشأة قرب "شتوتغارت"

ولد مجيد حمدوشي أواسط سبعينيات الألفية الماضية في ألمانيا، بمنطقة "لوتيكسبورغ" ناحية "شتوتغارت" على وجه التحديد، وهو سليل أسرة مغربية ترتبط بمدينة فاس.

حصل المفاخر بهويته المغربية على تعليمه، بمختلف المراحل الدراسية حتى الظفر بشهادة الباكالوريا، ضمن الفضاء الحضري نفسه الذي جاء فيه إلى الوجود.

يعترف حمدوشي بأن الاعتياد على العيش في "شتوتغارت" قد جعل انتقاله خارجها أمرا صعبا، خاصة أن الألفة التي تنشأ بين أبناء المدينة تتعزّز بطريقة قلّما تحضر في أرجاء ألمانية أخرى.

ازدواجية مفيدة

"المغاربة المزدادون في ألمانيا تتقاسمهم هويتان متباينتان، ما يجعلهم يعيشون تنازعات بفعل الازدواجية الثقافية، وهم يحسون بانتمائهم إلى ألمانيا في المملكة ويلمسون جذورهم المغربية في البلد الأوروبي"، يقول مجيد حمدوشي.

ويؤكد المتشبع بـ"موروث فاس" أنه عاش على الإيقاع نفسه في سنوات إدراكه الأولى، ثم يردف: "عملت على الاغتناء بأفضل ما يوجد في الثقافة المغربية ومثيلتها الألمانية".

حمدوشي يعترف بأن هذا النهج أكسبه الانضباط والنظام والصراحة والصرامة من الألمان، بينما وسمه الانتماء إلى المغرب بالنشاط وصون اللحمة العائلية مع الإيمان بأهمية التضامن والتآزر.

فرانكفورت وأبُقراط

اختار مجيد حمدوشي الانخراط في دراسة الطب بجامعة "غوته" في مدينة "فرانكفورت". ومن أجل هذه الغاية، فارق إيقاع الحياة الذي استأنس به منذ نعومة أظافره.

أسهم استقرار "ابن شتوتغارت" مع أقارب له في تسهيل تأقلمه مع إيقاع الحاضرة التي قصدها بغرض الوصول إلى أداء "قسم أبُقراط" والشروع في ممارسة مهنة الطب.

ويتذكر حمدوشي المرحلة قائلا: "كنت أبحث عن الانسجام وسط صخب فرانكفورت ومجتمعها ذي البعد العالميّ. وبفعل أقاربي، أدركت ذلك في زمن قياسي، كما حظيت بأصدقاء شجعوا تركيزي على الدراسة العليا".

تخصص الطب العام

اختار مجيد الطب العام، الذي يعد من بين التخصصات التي يتيحها التكوين في مجال التطبيب بألمانيا، واستغرق خمس سنوات في دراسته قبل التخرج من جامعة "غوته".

وبخصوص ذلك يقول: "كنت مشغولا بالبحث عن تخصص طبي أثناء خضوعي لفترات التدريب بمجموعة من البلدان، أبرزها البرازيل وفرنسا والمغرب".

ويزيد حمدوشي: "تدربت في مستشفى الغساني بفاس، ووسط المستشفى العسكري في الرباط، واقتنعت بميلي إلى الطب العام وتمكينه من التعاطي مع كل الأمراض قبل الوصول إلى تدخل اختصاصات طبية أخرى".

كما يؤكد المتحدث خمس لغات، بعدما راكم سنوات من الاشتغال في الطب العام، أنه بصم على اختيار يحفزه على بذل المزيد من الجهود ضمن المهنة التي جذبته إليها.

يعمل الدكتور حمدوشي في مدينة "أوفمباخ" وسط مصحة خاصة بها خمس أطباء آخرين، ذوي أصول من تركيا وروسيا وإيران وهنغاريا وأرمينيا، ووصل إلى تخطي عشر سنوات من الحضور في هذا الميدان.

التزام مع المغرب

يحرص مجيد على توجيه جمعية "أمانة"، التي أسسها سنة 2009، صوب الاهتمام بالمغرب عبر أوراش في ميادين الاندماج الاجتماعي والتمدرس والرعاية الصحية.

وتقف الجمعية ذاتها وراء قوافل طبية مجانية عديدة، كانت أولاها بسيدي يحيى الغرب، حيث تستعين بشركاء متنوعين في مبادرات تمتد من أقصى شمال المملكة إلى عمق الصحراء.

يركز حمدوشي أيضا، من خلال الجمعية التي يرأسها، على مساندة المهاجرين المغاربة الوافدين حديثا على ألمانيا في تحقيق الاندماج عموما، وتسوية المشاكل التي تصادفهم على وجه الخصوص.

"جمعية أمانة سهلت ولوج مغاربة إلى العلاجات في ألمانيا، بتركيز على الذين يعانون من أعراض صحية معقدة"، يقول مجيد حمدوشي في لحظة بوح.

استثمار الفرص بشرف

يعترف حمدوشي بكونه حقق حلمه ووصل الموقع الذي يرضيه، ثم يستدرك: "لكن الطموحات تبقى ممتدة صوب المستقبل. لا أكشف سرا إن قلت إني متعطش لمزيد من النجاحات".

"الأهداف تنمو مع تعاقب الأيام، وأبرزها لدّي متمثل في تشجيع التمدرس بين المغاربة من خلال أساليب توعوية، وتقوية التوجيه التعليمي من المغرب نحو الجامعات الأوروبية"، يصرّح الطبيب الجمعويّ.

وينصح مجيد الشباب الساعين نحو تجارب الهجرة بأن يتشبثوا بأحلامهم حتى تتحقق، وأن يتصدوا مرارا وتكرارا لأي صنف من الانهزامية، كما يطالبهم بعدم استسهال التحديات التي تعترض مساراتهم.

وينهي حمدوشي كلامه قائلا: "ما جاء سهلا يرحل بسهولة أكبر، أما بلوغ المبتغيات حقا فإنه يكون متاحا عبر المثابرة، والخطوات المدروسة، استثمارا للفرص بكل عقلانية ومنتهى الشرف".

 

قد يهمك ايضا
جنات تغني بالدارجة المغربية في القاهرة وتنفي شائعات طلاقها
مطالب بالسحب الفوري لمقررات “غريبة” و”البغرير" ومواجهة “العبث”

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجيد حمدوشي مغربي بين قسَم أبقراط والعمل الجمعوي بألمانيا مجيد حمدوشي مغربي بين قسَم أبقراط والعمل الجمعوي بألمانيا



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya