أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكاديميون يكرّمون "أستاذ الأجيال" المختار الهراس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أكاديميون يكرّمون

تكرّيم "أستاذ الأجيال" المختار الهراس
الرباط - المغرب اليوم

في لقاء تكريمي ملؤه الاعتراف بفضل وجميل وأخلاق السوسيولوجي المختار الهراس، تعاقب أجيال من طلبته على تقديم شهادات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، عن تجاربهم الشخصية والمهنية والتعليمية التي عاشوها معه طيلة أربعين سنة من عطائه.

رحال بوبريك، الباحث في الأنثروبولوجيا، قال إن الهراس "إنسان وتربية وحكمة ورزانة وعطف"، واستحضر تجربةَ عاتبه فيها على خطأ التسرّع في قراءة كتاب بالفرنسية، لم تخل من تحفيز لأنه اشترى كتابا وحاول قراءته مستعينا بالمعجم، ثم استعاد ذكرى لقائه صدفة أستاذَه في مطلع تسعينيات القرن الماضي بباريس، إذ أعطاه ساعتين من وقته، في وقت كان بوبريك دون منحة، وكان يشتغل ليلا في فندق، ويدرس صباحا، وعبّر عن امتنانه لتشجيع أستاذه وافتخاره به رغم كل مشاكله المادية واللغوية والعوائق المعرفية التي عانى منها آنذاك.

واستحضر بوبريك شهادة الهراس في حقه عند التحاقه بالجامعة المغربية، وتأثّره عند علمه بها، مضيفا أنه عندما كان يطلب منه أن يشارك في درس أو مناقشة أطروحة كان يجيب بوبريك: "عندما تحتاجني لا تحتاج موافقتي، أكتب اسمي مباشرة". وأكّد الأنثروبولوجي بوبريك في مداخلته نفسها أن "تقاعد السوسيولوجي الهراس تقاعدٌ إداري، ومسألة تقنية، لأنه لن يشفى أبدا من التأطير والتكوين العلميين".

وذكر السوسيولوجي محمد مرجان أن علاقته بعالم الاجتماع الهراس ترجع إلى تاريخ قديم جدا، واعترف بـ"جدارته وعمق القضايا التي اشتغل عليها بحثا وتدريسا، وانخراطه في مسؤولية التكوين العلمي لأجيال من الطلبة بتفان وإخلاص كبيرين؛ وحرصه الدائم على الأخذ بصميم التقاليد العلمية والمنهجية بدرجة أولى".

وتذكّر مرجان أن الهراس قلما جعل نفسه موضوعا، واسترسل موضّحا أنه أول من أسس لما سيعرف بـ"سوسيولوجيا جْبالة"، وأنه استطاع تحقيق التوازن المطلوب بين كونه خبيرا وكونه أستاذا دون إخلاله بطرف من الطرفين، ثم تحدّث عن تجربته المبكرة معه منذ تعرّفه على مهاراته الكروية، وصولا إلى "إنقاذه ما يمكن إنقاذه" بعد "بلوكاج" عرفه المتدخِّل مرّتين عند إعداده دبلوم الدراسات العليا، وعند إعداده دكتوراه الدولة.

من جهته وصف الباحث سعيد بنيس تجربة الهراس في الجامعة المغربية بـ"تفكيك ما بين الشعب"، مستحضرا قَبول استشارة طُلِبَ منه إعدادها وتقديمها أمام لجنة من خمسة عشر شخصا رفض معظمهم ما حضّره خلال سنة كاملة، إلا المكرّم الذي أبدى رأيا إيجابيا فيها، مضيفا أنه رغم تخصّصه في الفرنسية لم يشعر بأنه غريب عن ماستر "التحولات الاجتماعية"، بل كان له شرف الاشتغال مع هذا العالم المتواضع.

واستحضر بنيس سابقة يرجع الفضل فيها إلى الهراس بعدما قبل في سلك الماستر أول باحثة بصيرة في علم الاجتماع، بعدما قابلها هو واللجنة في الامتحان الشفوي ووجدها متمكّنة وتنجز البحث الميداني بمرافقة والدتها، مضيفا أن ما يدل أيضا على رقيّه الأخلاقي وتعاونه أنه لم يكن يريد أن يسبق اسمه اسمَ المتحدّث عند الإشراف المزدوج على الأطروحات.

بدوره تحدّث هشام آيت منصور عن تجاوز تجربة الأستاذ الهراس إدراكه رغم اشتغاله عن قرب معه لخمسة عشر سنة كطالب أولا، ثم في إنجاز الدراسات الدولية، وما شهده من أخلاق في البحث، وأخلاق في معاملته الإنسانية، مؤكّدا أن هذين الأمرين لا يجتمعان بالضرورة في شخص ببلد ليست الممارسة العلمية منظّمة فيه بشكل كاف.

ووضّح آيت منصور أن للهراس غيرة على المؤسسة التي ينتمي إليها، وغيرة على علم الاجتماع في المغرب، مستحضرا عتابه له لعدم مساهمته بعد تخرجه في تكوين طلبة آخرين، وتقديمه أمثلة طيلة مساره عن قدرته على امتصاص الغضب، وعدم تحجّجه بتجربته وسنّه حتى في استماعه للمبتدئين، وهو ما تعلّم منه المتحدّث كثيرا.

وفي كلمة باسم طلبة المختار الهراس قالت أمينة أقديم إنه أحد أعمدة السوسيولوجيا في الجامعة المغربية، وأن عطاءه ساهم في إنتاج جيل من الباحثين، مع كونه أستاذا نصوحا للطلبة، وأبا مرشدا لهم، وأخا معينا ومؤطرا.. طيلة مساره الحافل؛ كما أكّدت أن "عالم الاجتماع الهراس سيستمرّ في العمل خارج شروط الإدارة والوظيفة؛ لأن العلماء لا يتقاعدون".

وقد يهمك أيضاً :

تصنيف دولي يبوئ جامعات المملكة المغربية مراكز متأخرة في التعليم العالي

أساتذة جامعة محمد الخامس يلوحون باللجوء إلى الديوان الملكي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya