فريدة الصمدي  أم ثانية تنثر الحنان على تلميذات قرى تطوان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

فريدة الصمدي "أم ثانية" تنثر الحنان على تلميذات قرى تطوان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فريدة الصمدي

الأستاذة فريدة الصمدي
الدار البيضاء - المغرب اليوم

بين حوالي مائتي تلميذة بداخلية ثانوية خديجة أم المؤمنين، تجد الأستاذة فريدة الصمدي سعادتها وهي تسهر على راحتهن وتلبية حاجياتهن، ساعية بجميل عملها التخفيف عليهن وطأة الشعور بالوحدة بعيدا عن عوائلهن.

بين جدران المؤسسة الداخلية، التي شيدت عام 1946 بالحي المدرسي بمدينة تطوان، لا تكف أستاذة التعليم التأهيلي والحارسة العامة للداخلية، فريدة، عن التجوال بين مرافق البناية، لتراقب جودة ونظافة المطبخ، وشؤون المطعم، وحاجيات مراقد الفتيات، بل وتسهر على تنظيم عدد من الأنشطة الفنية والترفيهية التي تدخل البهجة على قلوبهن، وتجعلهن يعشن جوا حميميا، يعوض بالكاد الجو العائلي.

بكثير من الحب والإيثار، تتعامل الأستاذة فريدة مع التلميذات اللواتي وجدن بين رحاب المؤسسة الداخلية كل الرعاية الضرورية لمواصلة مسارهن الدراسي المتميز بعدد من الثانويات التأهيلية بمدينة تطوان، ليعملن بجد ومثابرة على شق طريقهن، تحت الأعين الحارسة للطاقم الإداري والتقني للمؤسسة الداخلية، الذي يسهر على توفير كل متطلبات التلميذات.

وأسرت الأستاذة فريدة، في تصريح صحافي، أن توشيحها من قبل الملك، كان بمثابة لحظة عرفان بسنوات من التضحية بالوقت للقيام بمهام رسمية وأخرى تطوعية تعين هؤلاء الفتيات على تجاوز مصاعب الانتقال من القرى إلى مدينة تطوان لمواصلة الدراسة، معتبرة أن "التوشيح تشريف وتكليف، فعطائي في القادم من السنوات يتعين أن يكون أكبر".

ولم تكن الأستاذة فريدة، التي رأت النور بوجدة عام 1973، تدري حين انضمت إلى أسرة التعليم كأستاذة للفرنسية بالمستوى الثانوي عام 2000 بمدينة أكنول، أنها ستجد شغفها في رعاية شؤون التلميذات، وهي تترقى 2008 إلى منصب حارسة عامة لداخلية خديجة أم المؤمنين بتطوان.

وقالت "أقوم بهذا الأمر بدافع الحب للمهنة، بدافع حب هؤلاء التلميذات اللواتي يعلقن علينا الكثير من الأمل"، مبرزة أنها "مهمة تتطلب تضحية دون حدود بالوقت للقيام بمجموعة من الأنشطة والتدابير التي لا تعتبر بالضرورة من الواجبات الملقاة على عاتقي".

وتابعت الأستاذة فريدة، التي تعمل حاليا على إعداد دكتوراه في الأدب الفرنسي المقارن، على أن الدعم النفسي يكون في أحيان كثيرة أهم من الدعم المادي، لهذا أحرص على أن أكون قريبة من كل النزيلات، متفهمة لمشاكلهن، ومساهمة في حلها، معتبرة أن هذا الموقف الإنساني يساعد كثيرا التلميذات على تفادي الهدر المدرسي، وبذل مزيد من الجهد للتميز والنجاح.

وعيا منها بحساسية مهنتها التي تتعلق بالفتيات ومستقبلهن الدراسي، قالت الأستاذة فريدة الصمدي إنني "لا أكتفي بمهمتي الإدارية والتربوية والبيداغوجية فقط، أحاول أن أكون أما لهؤلاء الفتيات لأنهن بعيدات عن آبائهن. لكي يتمكن من تحقيق نتائج متميزة، كان يتعين علي أن أملأ الفراغ الذي يتركه بعدهن عن العائلات"، مضيفة "أحاول ما أمكن أن لا أكتفي بالواجب، بل أضيف إليه كثيرا من الحب والعطف، أحببت هذه المهنة فحققت فيها غايتي ووجدت فيها ذاتي فبادلتني كل النزيلات حبا بحب".

في هذه الأجواء العائلية، وجدت النزيلات الظروف الملائمة للتركيز على التميز في التحصيل الدراسي، إذ بلغ معدل النجاح في الموسم الماضي نسبة 100 في المائة بالنسبة للجذع المشترك، و96 في المائة بالسنة أولى باكالوريا، و 73 في المائة في السنة الثانية باكالوريا، العديدات من بينهن حصلن على ميزات مشرفة.

في كل موسم دراسي، تقف الأم الفريدة، كما تسميها العديد من النزيلات، على تفاصيل الحفل السنوي التقليدي الذي تنظمه إدارة الداخلية، تؤثثه عروض مسرحية وفقرات غنائية ولحظات حميمية لتكريم أطر الداخلية والتلميذات المتفوقات، حيث يعتبر الحفل مناسبة لإدماج النزيلات الجدد في هذا الجو العائلي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريدة الصمدي  أم ثانية تنثر الحنان على تلميذات قرى تطوان فريدة الصمدي  أم ثانية تنثر الحنان على تلميذات قرى تطوان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya