المالكي فشل منظومة التعليم يُسقط الشباب المغربي في براثن التطرّف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المالكي فشل منظومة التعليم يُسقط الشباب المغربي في براثن التطرّف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المالكي فشل منظومة التعليم يُسقط الشباب المغربي في براثن التطرّف

الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب
الرباط - المغرب اليوم

قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، إن فشل المدرسة العمومية كان مِن بين العوامل التي ساهمت في بروز التطرّف في صفوف الشباب المغربي، بسبب عدم تمكّن المدرسة من تمليكهم مناعة تحميهم من السقوط في براثن الأفكار المتطرفة.

وقال المالكي: "شبابُنا تُرك أعزلَ وحيدا أمام تعبيرات الغلو والتطرف الفكري وانحراف الرؤى والاستيهامات والتخيل المجاني في ظل منظومة تربوية تعليمية لم تجعله مؤهلا وقادرا على تملك إمكانيات الحجاج والاستدلال، بل أحيانا غير قادر حتى على تملك إمكانيات التعبير البسيطة، وهو ما أسهم بقوة خلال المرحلة الماضية في أنواع من الاختلال في الزمن المعاصر".

واعتبر رئيس مجلس النواب، في ندوة نظمها مجلس النواب حول مشروع قانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية  والتكوين والبحث العلمي، أن المسؤولية عن الوضعية التي آلت إليها المدرسة العمومية المغربية "هي مسؤولية جماعية ومجتمعية وتاريخية وثقافية، فضلا عن أنها مسؤولية سياسية بالتأكيد".

المالكي عزا عدم النجاح في إصلاح المنظومة التربوية إلى "وجود ممارسة معينة من التوترات الوطنية خلال المرحلة الماضية"، وزاد: "علينا اليوم أن نقول ذلك، وفي هذا السياق الوطني الجريء من التأمل والمراجعة والإصلاح".

ودون أن يوضح طبيعة "التوترات الوطنية" التي أعاقت إصلاح منظومة التربوية والتعليم، أضاف رئيس مجلس النواب: "لطالما حاولنا أن نصلح منظومتنا التربوية والتعليمية، ووجدنا أنفسنا نضيع وقتا وجهدا في ترتيب الاختلافات وطمْأنة هذه التوترات كي نصل في آخر المطاف إلى تركيبة من الرؤى والاجتهادات والخيارات المرجعية والنظرية والمنهجية، إلى ترضيات لم تكن دائما ضرورية".

ودعا المالكي إلى "النزوع نحو العقلانية والحكمة والجرأة والحسم في خيارات الإصلاح التربوي والتعليمي"، مضيفا: "علينا أن نتساءل بهذا الخصوص حول ما يهم هويتنا الوطنية وقيَمنا المغربية المشتركة لندرك أي مواطن نريد".

وشدد رئيس مجلس النواب على أن إصلاح الحقل التربوي والتعليمي لا يمكن أن يكون إصلاحا قطاعيا، "بل هو مشروع إصلاح مجتمعي بنيوي شامل وأفقي وعمودي، يتطلب تعبئة كافة إمكانيات الدولة وتعبئة المجتمع، وأن ينخرط فيه الجميع، من حكومة وأحزاب ونقابات وقطاع خاص ومجتمع مدني".

المالكي دافع عن المدرسة المغربية بقوله: "أرفض محاكمة أو خدش صورة المدرسة المغربية"، لكنه استدرك بأنها "في حاجة إلى تجديد عميق في روحها ومنهجها ومقرراتها، في ظل المتغيرات العلمية والتقنية التي تطرح سؤال مدى نجاعة المنظومة التربوية التعليمية، سواء من حيث الحكامة أو الأداء، وهل تحققت الأهداف المرجوة منها، وهل تُكسب الخريجين القدرة على الاندماج السلس في سوق الشغل والقدرة على اكتساب المهارات التي يتطلبها العصر".

وبخصوص المقررات المدرسية، قال المالكي إن ثمّة حاجة إلى ملاءمة مضامينها لمتطلبات العصر وأولوياته، لتواكب حجم التحولات المتصلة بسوق الشغل وآليات الإنتاج، مضيفا: "الشعوب لن تعيش بالخبز وحده، بل لا بد لها من تغذية روحية وثقافية ورمزية وجمالية".

من جهته قال حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، إن إصلاح منظومة التربية والتعليم يُعدّ رافعة حاسمة للمشروع المجتمعي والنموذج التنموي الذي يرمي المغرب إلى بلوغه، لافتا إلى أن المشاريع الإصلاحية السابقة "لم تتمكن من بلوغ حد معقول من أهدافها، لأنها لم تتحول إلى نصوص قانونية مُلزمة".

واعتبر بنشماش أنه بعد تبنّي الرؤية الإستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030، والقائمة على بناء مدرسة الإنصاف والجودة، ووضع مشروع القانون الإطار المفعّل لها، سيتم إضفاء المشروعية القانونية والإلزام المؤسساتي على عملية الإصلاح، ما سيشكل ضمانة لإنجاحها.

وربط رئيس مجلس المستشارين نجاح إصلاح المنظومة التربوية التعليمية "بتوفّر القدر الكافي من الطموح الوطني والنسقية في التفعيل وإعطاء القوة القانونية لمشروع القانون الإطار، والتزام السلطات العمومية المعنية بتوفير الظروف الملائمة لتنفيذه عبر توفير التدابير اللازمة".

وأضاف بنشماش: "نعتقد أن المغرب بحاجة إلى تعاقدات وتوافقات صلبة لإنجاح الأوراش الكبرى، وعلى رأسها التربية التي أضعنا فيها كثيرا من الفرص"، لافتا إلى أن "هناك كوابح تعيق عملية الإصلاح، وما لم تتوفر الإرادة الوطنية، والانخراط الصادق والمسؤول من طرف الجميع، فلن يتحقق الإصلاح المنشود".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المالكي فشل منظومة التعليم يُسقط الشباب المغربي في براثن التطرّف المالكي فشل منظومة التعليم يُسقط الشباب المغربي في براثن التطرّف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya