الزاهي والتريكي يدعوان إلى تشكل الوعي بالصورة في العالم العربي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الزاهي والتريكي يدعوان إلى تشكل الوعي بالصورة في العالم العربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الزاهي والتريكي يدعوان إلى تشكل الوعي بالصورة في العالم العربي

فريد الزاهي ورشيدة التريكي
الرباط - المغرب اليوم

قال فريد الزاهي، الناقد الفني الأكاديمي المترجم، إن مشكل الترجمة بالمغرب هو الإحساس بصرير اللغة عند قراءة الترجمات بسبب مشاكل فيها تجعلنا لا نحس بأننا نقرأ اللغة العربية، بينما هدف الترجمة هو أن تقرأ الآخر بلسانك ناسيا أنه ترجم من لغة أخرى.

ووصف الزاهي، مجازا، الخميس بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالعاصمة الرباط، مترجمي النصوص المغاربية المكتوبة بتعبير فرنسي بأنهم "يُرجعون الشّياه الضالة إلى القطيع"، مستحضرا الجهد الأكبر لترجمة نصوص الكتاب المغاربيين باللغة الفرنسية مقارنة بنصوص الفرنسيين؛ "لأنهم لا يكتبون بفرنسية الفرنسيين، بل بلغة ينحتونها من ثقافتهم ومعيشهم".

وذكر الزاهي أن الباحثين في العالم العربي ما يزالون متخلّفين عن دراسة الصور رغم عيشهم معها وفيها وبها، مؤكّدا أهميتها كـ"وسيلة للبحث تمكّن من تجاوز الاستبيانات عن طريق قراءة نبرات المستبيَنِين بعد تصويرهم".

وأكد الزاهي ضرورةَ إنتاج معرفة بالعالم العربي، لكوننا نعيش عصرا استعماريا جديدا هو الاستعمار التكنولوجي وعولمة الصور، مضيفا أننا حاليا عميان أمام الصورة التي ترانا ولا نراها في ظل قلة بؤر الاهتمام بالصورة في العالم العربي.

رشيدة التريكي، كاتبة تونسية متخصصة في الصورة، قالت، من جهتها، إن "حروب الصور قديمةٌ وهدفها فرض السيطرة"، وأعطت مثالا بـ"استبدال كاريزما الملوك وأصحاب السلطة، وربط الصور التلفزيونية المتكرر والمستمر لمشاهد العنف بالأفراد أنفسهم، مما يجعل لا وعي المشاهدين يربط العنف ببعض النّاس، في مبالغة شديدة".

وأشارت المحاضِرة إلى "خطورة عدم تعليم التعامل مع الصورة الذي يمكن أن يؤدي إلى الموت، كما في حالة الكاريكاتورات التي لم يتم فيها التفريق بين ما تمثّلُهُ والممَثّل"، معطية مثالا بـ"علاقة الطفل بالمرآة التي تحتاج مرافقة من والديه لأنها مرحلة بداية وعيه بفردانيته".

وتحدثت الباحثة الفلسفية عن حرب الصورة بين الشمال والجنوب، التي تتمحور حول التمكن من التقنيات وإيجابياتها وأخطارها، وقالت: "نحن بعيدون عن فهم كنه الصورة التي ليست شيئا، بل يمكنها أن تسكن حوامل متعددة أيقونية، ومجازية، وسينمائية، ومتخيَّلة مثل الحلم"، مستشهدة في هذا السياق بما قاله ميرلوبونتي حول لُعبة إنتاج الصورة والإيمان، وهو ما يتمظهر في حديث الناس عن رؤيتهم أمرا من الأمور في التلفاز، دون إدراك ما يختفي وراء ما يرونه.

ووضحت التريكي أن النظرة لا تكون بالعين، بل بالجسد والأحاسيس والحالة النفسية، مستشهدة بـ"مغامرتها" مع التقنية وصناعة الأفلام، بعد 24 فيلما متوسط الطول، حول الفنانين داخل ورشاتهم الفنية، ومرحلة المنتجة التي جعلتها تعي مدى تحوُّل الصورة من أجل تقريبها أكثر من تجربة الفنان وطريقة رسمه.

واستحضرت الكاتبة مشاركَتَها في ليلة الفلاسفة في اليونسكو التي تم فيها الحديث عن الإرث المتوسطي للفلسفة والترجمات الأساسية لابن رشد، والغزالي، وابن سينا، وأعمال ابن الهيثم حول البصريَّات التي مكَّنَت فنَّاني النهضة الإيطالية الكبار، مثل دافنشي، من إنتاج صورة تحاكي العالم، وتكون نافذة عليه.

وذكرت رشيدة التريكي أن كتابها "الصورة كما نراها وكما نتصورها"، الذي ترجمه فريد الزاهي، كان نتيجة بحث في الصورة، والنقد الفني، وتعاملها مع الفنّانين والسينمائيّين، موضّحة أنها انطلقت فيه من الحوار الذي كان بين الخطيبي وسارتر ورؤيتَيْهِما حول الصورة، بين الذاكرة الموشومة عند الخطيبي التي تحمل فيها الصورة دلالاتها وذاكرتها، وبين رؤية سارتر أن ما نراه هو ما يتخيله وعينا البصري، مضيفة أن الفيلسوفين التقيا في حُكمهما على الحرية في الفن.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزاهي والتريكي يدعوان إلى تشكل الوعي بالصورة في العالم العربي الزاهي والتريكي يدعوان إلى تشكل الوعي بالصورة في العالم العربي



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي

GMT 00:25 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

9 مليارات درهم أرباح سوق الأضاحي في المغرب

GMT 02:03 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

شرطي متخفي يكتشف رصاص حي معروض للبيع في آسفي

GMT 01:23 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة ميساء مغربي تخطف الأضواء مع رئيس الشيشان

GMT 22:54 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أدوية حرق الدهون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya