عمر منظور مغربي يمزج العلوم والاستثمارات لرسم طريق النجاحات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عمر منظور.. مغربي يمزج العلوم والاستثمارات لرسم طريق النجاحات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمر منظور.. مغربي يمزج العلوم والاستثمارات لرسم طريق النجاحات

عمر منظور
الرباط - المغرب اليوم

بين البيولوجيا والاستثمار في الميدان الطبي والتسويق الصيدلاني عبر مسار عمر منظور كي يعانق نجاحا يفوق توقعاته، ويواصل هذا المغربي الحلم بمكانة أرفع في الطاقات المتجددة.

المهاجر نحو الديار الألمانية كـ"خيار بديل" يؤمن بأن إنضاج شروط تحقيق الأحلام كفيل بجعل المرء ناجحا، مثلما يعتبر أن الأحلام يمكن تمطيطها كي تغدو خادمة للوطن الأمّ أيضا.

نحو البيولوجيا

ارتبطت طفولة عمر منظور بحي بوركون في الدار البيضاء، وبالتجمع السكاني نفسه قضى سنوات شبابه حتى حل الوقت الملائم لخوضه تجربة هجرة صوب الديار الألمانية.

المزداد سنة 1968 ارتاد مدرسة الإدريسي قبل التوجه إلى إعدادية البيروني، ثم دخل إلى فصول ثانوية مولاي إدريس، حيث نجح في الحصول على شهادة باكالوريا علمية.

واصل منظور التعليم العالي في الدار البيضاء، بجامعة الحسن الثاني في "طريق الجديدة"، إلى أن نال شهادة إجازة في البيولوجيا، متخصصا ضمن "البيولوجيا الدقيقة".

هجرة مجهضة

يقول عمر منظور إن الهجرة كانت طموحا بالنسبة إليه، لكنها ارتبطت بأهداف دراسية صرفة، ويزيد: "كنت أنتظر الحصول على الإجازة لقصد فرنسا والانخراط ضمن السلك الثالث من الدروس الجامعية".

حظي "ابن بوركون" بتسجيل قبلي في مؤسستين فرنسيتين، بمدينتَي "ديجون" و"نانسي"، واجتاز الاختبارات الضرورية في "ثانوية ديكارت" بالدار البيضاء، لكنه لم يفلح في اللحاق بحلمه.

يقول عمر: "لم أحصل على التأشيرة من القنصلية الفرنسية لأني لم أكن أتوفر على منحة دراسية، كما أن الضمانات المالية كانت تعوزني، لذلك بقيت في المغرب مفوتا الفرصة المتاحة".

البديل الألماني

لم يشأ عمر منظور تغيير تخصص تكوينه الجامعي في الدار البيضاء بما يتيح انتقاله للتعلم في إحدى دول أوروبا الشرقية، وبالتشاور مع أحد أساتذته قرر تجريب الدراسة في ألمانيا.

ويكشف البيضاوي عينه أنه قرر الالتحاق بوجهت الأوروبية على الفور، اختصارا للوقت، ليبدأ المسار من دروس مكثفة رامية إلى جعله يتقن التواصل باللغة الألمانية قبل دخول الجامعة.

وصل منظور إلى مدينة "ڤيسبادن"، وبها كان الاحتكاك الأول بالمجتمع الألماني بحثا عن فهم طبيعة العلاقات التي تحكمه، حريصا على التقدم في تحقيق الاندماج بالموازاة مع ضبط لسان أهل البلد.


لبيولوجيا في "ماينس"

حرص عمر منظور على التوجه إلى مدينة "ماينس"، المجاورة لـ"ڤيسبادن"، بغية اطلاع مبكر على طبيعة الدروس التي تقدم فيها، إذ كان ينفذ إلى الفصول قبل التسجيل في المؤسسة.

ويورد المعني بالأمر عن هذه المرحلة: "التقيت مع مغربيين في كلية ماينس، وقد كنت أعرفهما خلال الدراسة بالدار البيضاء، ولم يبخلا في تقديم إرشادات ثمينة سهلت علي معاملات دراسية ثقيلة".

تمكن عمر من اجتياز اختبار اللغة الألمانية ثم أتبع ذلك بقبوله في شعبة البيولوجيا بالمؤسسة الجامعية ذاتها، وبعد سداسيتين تكوينيتين حظي بشهادة تخرج في تخصص "الإنتاج النباتي".

توجيه إلى الهندسة

غير المنتمي إلى صفوف الجالية مساره، مرة أخرى، صوب مدرسة العلوم التطبيقية الكائنة بمدينة "هامبورغ" الألمانية، وبها عمل على نيل تكوين أكاديمي في "البيوتكنولوجيا".

أنهى عمر أشواط الدراسة في هذه الشعبة البيولوجية، متخرجا بدبلوم مهندس متخصص في "تقنيات التخمّر"، ومستجمعا خبرة مهنية مسبقة للمرور إلى مرحلة العمل، بدوام كامل.

ويفسر منظور ما جرى بالتشديد على أن شهادة الإجازة، التي تحصل عليها في المغرب، حازت ثقة أحد الأساتذة كي يزكي عمله في مختبر بيولوجي بالتزامن مع السلك الجامعي الثالث.

على أرض الواقع

بدأ عمر منظور مشواره الوظيفي في شركة لمراقبة جودة المياه، قبل تخرجه رسميا من الجامعة، ثم قبل عرضا بالعمل لدى شركة أخرى تهتم بالعمليات الداخلة في إطار "التحليل الجزيئي".

ترسّم الخبير البيولوجي في الشركة نفسها مباشرة بعد حصوله على الدبلوم، وقد استمر الالتزام المهني مع هذا المشغل حتى وصول سنة 2004، وبعدها قرر تغيير إيقاع حياته من جديد.

ويرى منظور أن هذا التدرج في الاشتغال عمل على تقوية مكتسباته النظرية بشكل واضح، كما منحه فرصة للقيام بتطبيقات ومواكبة المستجدات التي لا يمكن أن ترصد إلا بالممارسة الفعلية.

رياح الاستثمار

أخذ عمر منظور يفكر في الاستثمار ضمن مشروع خاص به بعدما علم أن 4 من المستخدمين في الشركة التي يعمل بها، يعرفهم منذ مرحلة التكوين الجامعي، قد غادروا من أجل الاشتغال لحسابهم.

"شكلت الواقعة رجة لدي، إذ لم أكن أفهم كيف يمكن للمرء أن يفرط في مقابل شهري مضمون ويقبل المخاطرة، خاصة أن المشاريع تستلزم معرفة مسبقة بالمسؤوليات التدبيرية المنتظرة"، يعلق عمر.

خضع منظور لسلسلة من التكوينات في تدبير الأعمال والتسويق الصيدلاني، على مدار سنوات عديدة، ثم قرر إنشاء شركته بحلول صيف 2009، مفردا كل جهوده لهذه الانطلاقة المبنية على اقتناع.

توالي النجاحات

عمل عمر منظور على تقديم خدمات في التنسيق الطبي والتسويق الصيدلاني، وبعد تدرّج في تحسن أعمال شركته استثمر في عيادة لطب الأسنان، سنة 2014، قبل أن يفتتح مختبرا تقنيا في المجال ذاته.

يعد المنتمي إلى "مغاربة العالم" شريكا، أيضا، في مشروع متصل بالبيولوجيا، مساهما في شركة خاصة بذلك منذ سنة 2017، ليراهن على كل تطبيقات هذا العلم في التعاطي مع النفايات وتقوية الفلاحة وتوليد الطاقات المتجددة.

ويعلن منظور، بعد سلسلة النجاحات الاستثمارية في جمهورية ألمانيا الفيدرالية، أن الاشتغالات التي يشرف عليها من مدينة "هامبورغ" تخطت سقف انتظاراته، وتواصل التوجه صوب مزيد من الثمار مستقبلا.

ورش مغربي

يبقى المغرب حاضرا في وعي عمر منظور رغم استقراره في أوروبا؛ ورغبة في إفادة المملكة من تجربته أطلق مشروعا لمعالجة النفايات لا يرتكز على مخطط اقتصادي فحسب، وإنما يستند على مدخل اجتماعي.

ويقول "ابن الدار البيضاء" إن التدخل الذي يقوم به يرتبط بفضاء قروي، خلال المرحلة السارية، من أجل إيجاد حلول لتدبير المخلفات الصلبة عبر خلق الطاقة، كما يعمل على توفير فرص شغل مباشرة لأبناء المنطقة.

يراهن منظور على ازدهار مبادرته في الوطن الأم، مرتكزا على اختيار الدولة المغربية منح الثقة لميدان الطاقات المتجددة، مسايرة في ذلك توجهات بلدان ذات اقتصاديات هائلة من مختلف قارات الأرض.

حرق المراحل

ينصح عمر منظور الشابات والشبان المغاربة الراغبين في هجرة دراسية إلى ألمانيا بتعلم لغة "بلاد الجرمان" قبل التحرك، مشددا على أنه قد واجه صعوبات جمّة بعد "التحرك من الدار البيضاء بلا لسان".

ويضيف المستقر في "هامبورغ" أن الحياة يجب أن تسوق الإنسان عبر مراحل ضرورية لتشكيل الشخصية، واستجماع المعارف ومراكمة الخبرات، لكن الفرص المتاحة ينبغي اغتنامها بالطريقة الصحيحة.

"أرى أن من الضروري تحقيق الاندماج دون السقوط في استلاب هوياتي. كما لا يجب حرق المراحل استعجالا للنجاحات المبتغاة، فكل شيء يأتي في وقته إذا نضجت شروط التحقق"، يختم عمر منظور.

قد يهمك ايضا
الجامعة الوطنية المكسيكية تخصص كرسيًا استثنائيًا لعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي
كُرسي باسم "عبدالله العروي" قريبًا بكلية الآداب في الرباط

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر منظور مغربي يمزج العلوم والاستثمارات لرسم طريق النجاحات عمر منظور مغربي يمزج العلوم والاستثمارات لرسم طريق النجاحات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة

GMT 05:38 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

ديكور فخم في منزل عارضة الأزياء سيندي كراوفورد

GMT 22:52 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سان جيرمان يضاعف محنة موناكو في القمة

GMT 07:09 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

نهان صيام تَمزج التراث بالحضارة في تصميمات الإكسسوار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya