الدكتور محمد الكنيدري شهادة حيّة صنعت المجد في مراكش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الدكتور محمد الكنيدري شهادة حيّة صنعت المجد في مراكش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدكتور محمد الكنيدري شهادة حيّة صنعت المجد في مراكش

الدكتور محمد الكنيدري
الرباط - مولاي عادل الحصار

ينحدر وزير التربية الوطنية السابق محمد الكنيدري، من سيدي رحال قبيلة زمران، انتقلت عائلته منذ حوالي قرن من الزمن إلى مراكش، فتوزعوا بين حومة باب أيلان، وحومة سيد أيوب، وأسول، حيث لا زال يقطن البعض من سلالة هذه العائلة العريقة هناك.

نزلت الأسرة، التي ينتمي إليها رئيس جمعية الأطلس الكبير محمد الكنيدري، في حومة سيد أيوب، وتحديدًا في درب الحمام، حيث يوجد فيه قبر العلامة القاضي عياض، الذي سيكون ابن هذه الحومة، رئيسًا لجامعة تحمل اسم هذا الرمز الشامخ في العلم والعمل.

يتذكر الرئيس السابق لجامعة "القاضي عياض" في مراكش محمد الكنيدري، عندما كان يأتي من باب أيلان إلى سيدي أيوب لزيارة عائلته بوجود جنود سنغال، يرهبون الأطفال بتصويب بندقياتهم نحوهم، قائلًا "كنا نهرب فور رؤيتنا للجنود الذين يطلقون الرصاص علينا".

وكان الكنيدري كثير التجوال في المدينة الحمراء، فقد كان يجوب الأزقة والحومات للوصول إلى جامع الفنا، حيث كان يشاهد شخصًا كان ينشد ويضرب بالدف، ليمر بعد ذلك إلى حلقة القصص التاريخية، لينهي جولته بالاستمتاع بحركات واستعراضات "أولاد سيد أحمد موسى".

توفي والد الكنيدري، وهو لم يبلغ بعد سنته الخامسة، وتفارق الأم بعد ذلك بسنة واحدة الحياة، تاركة الأبناء يصارعون اليتم، ليتكفل الأخوة الكبار بشقيقهم محمد، الذي لم يتجاوز حينها الستة أعوام.

حظي الكنيدري برعاية كبيرة من قبل إخوته (3 ذكور و3 إناث)، خصوصًا وأنه كان آخر العنقود، فيما كانت عائشة الكنيدري، التي فارقت الحياة قبل حوالي عام ونصف، تقول لشقيقها الصغير "كنت معتمدًا على نفسك، ولم نكن نجد أي صعوبة في تربيتك، توجيهك"، الأمر نفسه طبع علاقة محمد بشقيقه عيسى الكنيدري.

 درس محمد في أول مشواره الدراسي في "المسيد"، نظرًا إلى إيمان الأسرة بضرورة الزاد، وانتساب عدد من العلماء وحملة كتاب الله إلى هذه العائلة العريقة. ويذكر كيف أنَّ العائلة كانت تجتمع كل ليلة قدر وتقرأ القرآن الكريم جماعة، إلى أن "تخرج السلكة"، حيث تفتح كتاب الله بعد صلاة المغرب لتختمه في صلاة الصبح، الأمر الذي سيفتقده محمد عندما يسافر إلى الديار الفرنسية لإتمام دراسته.

تميَّز المشوار الدراسي لمحمد الكنيدري بالتفوق على مدى أعوام؛ لكنه سيحصل على الرتبة الثانية في عامه الدراسي الأخير، حيث كان في الأعوام التي سبقت سنة حصوله على شهادة الباكلوريا متفوقا في مادتي الرياضيات والفيزياء، حتى أنَّه كان يحصل على معدل يفوق المعدل المحصل عليه من قبل تلاميذ البعثة الفرنسية.

وفي عام 1962 حصل محمد الكنيدري على شهادة الباكلوريا،  ليتم اختيار 21 تلميذا مغربيًا من أجل إتمام دراستهم في فرنسا، وهكذا توجَّه الكنيدري، ومدير المدرسة المولوية، وشخص آخر يدعى العمراني إلى فرنسا، بعد أن اختيروا من بين التلاميذ المتفوقين.

ودرس مادة الفيزياء والكيمياء لمدة أربعة أعوام، قبل أن يقترح عليه أستاذ له الدخول إلى المدرسة العليا للأساتذة، واستجاب للفكرة على الفور، حيث اكتسب هناك خبرات في علم النفس والتواصل، مكنته من دخول غمار عدد من المجالات، التي سيوظف فيها ما حصله في مجال السيكولوجيا، فيما أصبح بعدها أستاذا مساعدًا لمدة عام في المدرسة العليا للأساتذة، وأنهى بحثه للدراسات المعمقة في الرباط.

وطلب الكنيدري إجراء بحثه في عام بدلًا من عامين، وأنهى أطروحته مع أستاذه في باريس، ليطلب منه الأخير المجيء إلى باريس، فتوجَّه إلى هناك، وتحديدًا إلى المدرسة العليا، فخيّر بين العمل في 3 مختبرات، ليختار المدرسة "سوتنرال"، التي درس فيها أنس بلافريج، على اعتبار أنَّ مختبرات هذه المؤسسة كانت مجهزة بشكل متطور.

واستقر هناك، حيث كان نادي المغاربة، الذي توجد بالقرب منه جامعة "السوربون" و"بولفار سان جيرمان"، وحيث مقر اجتماع النقابات، تردد ابن مدينة مراكش على المختبر واعتكف فيه إلى أن أنجز أطروحته في علم الأطياف، الذي تستعمل فيه الفيزياء والكيمياء، لتحديد المواد المكونة لأي مادة.

اشتغل الكنيدري على الفيزياء النووية، الأمر الذي جعله يسبر أغوار "اليورانيوم" في فرنسا، ومكنه من الاشتغال على آلة "الرمان"، التي كانت قد ظهرت للمرة الأولى في العالم، مما أدى إلى اكتساب المجموعة التي يشتغل برفقتها الكنيدري شهرة في العالم.

 في سنة 1985 شغل الكنيدري مهمة الرئيس الشرفي لجمعية العلماء الكيماويين المغاربة، بعد أن حصل سنة 1976 على جائزة المغرب في العلوم الحقة، وذلك بعد أن ألف كتابين عام 1970، الأول حول تطبيق انكسار الأشعة الالكترونية في دراسة التراكيب في الكيمياء العضوية، والثاني دراسة للمحتوى الحراري للروابط الكيماوية بين الفيول وأكسيد الأثير بواسطة التحليل الطيفي للأشعة فوق البنفسجية.

  وبعد تعيينه رئيسًا لجامعة "القاضي عياض" عام 1986، حيث كان الرئيس الوحيد الذي رفض تدخل القوات العمومية داخل الحرم الجامعي، لاعتقال وتعنيف الطلبة، إذ يحكي أحد الطلبة الذين عاصروا ولايته على رأس الجامعة، كيف أنَّ الكنيدري وقف في وجه والي مراكش في تلك الفترة، محملًا إياه عواقب تدخل قوات الأمن ضد الطلبة، مقترحًا أن يكون وزيرًا للتربية الوطنية في حكومة كريم العمراني عام 1993، وتلقى الكنيدري اتصالًا من الوزارة الأولى، يخبره فيه أنَّ الوزير كريم العمراني يريد لقاءه على عجل، قبل أن يخاطبه العمراني قائلاً "جي غير بشوية عليك راه باقيين باغيينك".

استقبل الحسن الثاني وزراء الحكومة كلا على حدة، باستثناء الوزيرين محمد الكنيدري، وإدريس التولالي، وزير السكنى، هذا التأخر خلق "كثرة القيل والقال"؛ لكن استدعاء الملك الراحل للوزيرين ومجالستهما جعلته يبيّن لهما سبب هذا التأخير، عندما قال "الإنسان يدرس من أول منذ ولادته إلى أن يموت، والمغربي يعمل على إيجاد سكن ويموت ويترك سكنه لأبنائه".

صار محمد الكنيدري بعد أن أدى مهمته الحكومية رئيسًا لجمعية "الأطلس الكبير"، ليقرر إنشاء مهرجان الفنون الشعبية، هذه الفكرة خرجت إلى الوجود، عند ترؤس الوزير في حكومة التناوب حسن الصبار بطولة العالم للعدو الريفي عام 1989، بمجرد أن سلم عليه محمد الكنيدري، أكد له على ضرورة المساهمة لإخراج هذه الفكرة إلى الوجود، خصوصًا وأنَّ الوزير الصبار كان يقطن في بنصالح في مراكش، ودرس معه في ثانوية محمد الخامس.

ومنح الوزير للمهرجان مبلغ 100 مليون ليتصل الكنيدري بالوزير الأشعري فمنحه بعد نقاش 500 ألف درهم، لينتقل ابن مراكش إلى مكتب الوالي أمجد، الذي رحب بالفكرة، خصوصًا بعد أن جلب الكنيدري مليونا و500 ألف  درهم.

هذا، وحصل الكنيدري على الدكتوراه الفخرية من جامعة "بوركون" الفرنسية، وكذا العلامة الذهبية للاستحقاق الفرنسي عام 2001، إضافة إلى وسام العرش من درجة ضابط في 2001.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدكتور محمد الكنيدري شهادة حيّة صنعت المجد في مراكش الدكتور محمد الكنيدري شهادة حيّة صنعت المجد في مراكش



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya