الإعلاميَّة ليلى ماء العينين نموذج للعمل الإذاعيّ الملتزم والهادف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الإعلاميَّة ليلى ماء العينين نموذج للعمل الإذاعيّ الملتزم والهادف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإعلاميَّة ليلى ماء العينين نموذج للعمل الإذاعيّ الملتزم والهادف

الإعلاميَّة ليلى ماء العينين
العيون - هشام المدراوي

استطاعت الإعلاميَّة ليلى ماء العينين أن تحقق إنجازات وخطوات جبارة في طريق الإعلام المسموع، خلال مشوارها المهنيّ الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، مقدمة بذلك أبدع صور العمل الإذاعيّ الملتزم والهادف.
وكانت بداياتها مع إذاعة العيون الجهوية في يناير من عام 1975، وما زالت فيها إلى يومنا هذا، وتنوعت برامجها وتعددت، لكنها ظلت تستهدف في عموم برامجها توعية المستمع والمشاهد لزيادة علمه، وتقديم ما يفيده بعيدًا عن الإسفاف، أو الإثارة الرخيصة، التي ظلت رافضة لها، لا لشيء سوى أنها تؤمن بأن الإعلام ليس تجارة ولن يكون كذلك، بل إنه يحمل رسالة أسمى وأنبل، تتجاوز أي هامش من الربح بغض النظر عن قدره أو قيمته المادية.
وتعد "ليلي ماء العينين" أقدم صوت إذاعيّ نسائيّ ظهر فوق تراب الصحراء المغربية. حيث التحقت في صفوف إذاعة العيون الجهوية إبان فترة الاستعمار الإسباني للمنطقة، حيث كان عمرها آنئذ لا يتجاوز 17 عامًا،
وقد قدمت "ليلى" بإيعاز من بعض الأقارب ملفها إلى الإدارة المركزية آملة الالتحاق في صفوف الإذاعة، بعد أن شهدت هذه الأخيرة  نقصًا حادًّا على مستوى المذيعات لاسيما الناطقات باللغة العربية الفصيحة ورغبتها الأكيدة في إدماج صحافيات محليات، حيث رأت اللجنة التي أشرفت على عملية انتقاء المترشحات، أنها تتميز بمؤهلات وخصال عديدة من قبيل: قوة الصوت، وسلامة اللغة، وقوة الشخصية، وهي عوامل لم تكتسبها بمحض الصدفة، بل جاءت نتيجة جهد طويل، ومثابرة كبيرة خصوصًا أن والدها الذي جمعتها به علاقة من نوع خاص كان أستاذًا متخصصًا في اللغة العربية، وعمل كل ما في وسعه لتلقين أبنائه أصول وقواعد اللغة.
وقامت  "ليلى" وزملاؤها في الإذاعة بالتصدي للمؤامرات التي حاكتها جهات إقليمية من أجل فصل المغرب عن صحرائه من خلال إطلاق ما سمي بـ"البوليساريو".
ورغم التزامات "ليلى ماء العينين" المهنية، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة مسارها الدراسي حيث حازت على شهادة البكالوريا كمرشحة حرة، لتواصل دراستها الجامعية في كلية الشريعة بـ"أيت ملول" التابعة إداريًّا لعمالة "إنزكان أيت ملول"، لكن عائق المسافة بين "العيون" و"أيت ملول" كان بمثابة حجر عثرة أوقف مسارها الدراسي في حدود السنة الثانية الجامعية،  ومع هذا فقد واصلت سبر أغوار المعرفة في إطار التكوين الدائم والمستمر.
وتجلت أول تجربة إنتاجية تخوضها "ليلى"، في برنامج متنوع اسمه "صباح الخير"، مقسم إلى جزأين. كل جزء يبث على مدار 45 دقيقة،  وقامت بعد ذلك بإنتاج مجموعة من البرامج الناجحة الأخرى، من قبيل: "البيت السعيد" و"تاريخ وتاريخ أشخاص" و"شخصيات إسلامية" و"قال مالك" و"مسابقات رمضان" و"رسائل مفتوحة" الذي حاز سنة 1996 على ثلاثة جوائز مهمة، هي على التوالي: جائزة أحسن منتج، وأحسن مذيع، وأحسن برنامج، ضمن الاستفتاء الذي أجرته الإذاعة المركزية، وحصل أيضًا على جائزة محلية بفضل  جمعية أنشأت خصيصًا لهذا البرنامج، ألا وهي جمعية "أصدقاء برنامج رسائل مفتوحة" التي تم تسميتها في نهاية المطاف بجمعية "أصدقاء إذاعة العيون"، والتي اشتغلت على مدار عشر سنوات كاملة، وخلفت صدى طيبًا.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى مجال تحرير الأخبار إثر حصولها على منصب رئيس التحرير في الإذاعة، ورغم ثقل المسؤولية المهنية الملقاة على عاتقها، فإن ذلك لم يؤثر على مستوى التزاماتها الأخرى، خصوصا أن الله من عليها بالذرية الصالحة: أربعة أولاد وفتاة واحدة، أشرفت على تربيتهم وتلقينهم كثيرًا من الأمور المعرفية، وبدا ذلك واضحًا من خلال مسارهم التعليمي المشرف.
ولا تخفي "ليلى" شغف أحد أبنائها بعملها، فهو يعمل حاليًّا في الإذاعة كمتعاون في قسم الأخبار، ويقرّ بـأن حبه للعمل الإذاعي نبع من حبه لوالدته التي كانت بالنسبة إليه المثل الصالح والقدوة الحسنة في الميدان.
واستطاعت ليلى ماء العينين، بفضل كثير من المؤهلات والمقومات، التي تتوفر عليها، أن ترسم لنفسها مسارًا إعلاميًّا مشرِّفًا للغاية. سيبقى محفوظًا لها في تاريخ الإعلام الجهوي الهادف الذي  يقوم على القرب، والانفتاح على المحيط، وهو ما امتازت به أغلب البرامج الإذاعية التي أشرفت على إنتاجها أو على تقديمها.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلاميَّة ليلى ماء العينين نموذج للعمل الإذاعيّ الملتزم والهادف الإعلاميَّة ليلى ماء العينين نموذج للعمل الإذاعيّ الملتزم والهادف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya