المناخ وتغير معدلات سقوط الأمطار وتكلفة الحصاد تهدد زراعة الشاي في أسام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وسط مطالب أطلقها ناشطون وزعماء حركات طلابية لرفع الأجر العاملين

المناخ وتغير معدلات سقوط الأمطار وتكلفة الحصاد تهدد زراعة الشاي في أسام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المناخ وتغير معدلات سقوط الأمطار وتكلفة الحصاد تهدد زراعة الشاي في أسام

زراعة الشاي في أسام
أسام ـ سمير ديراوي

ارتسمت على وجه أوشا جاتوار ابتسامة لا تخلو من امتعاض، عند سؤالها عن الأجر الذي تتقاضاه نظير قطف أوراق الشاي في مزرعة يرجع عهدها إلى الحقبة الاستعمارية في ولاية أسام الهندية.

وأكدت مغمغة فيما تعتمر قبعة من نوع "غابي" المصنوعة من خوص النخيل وأعواد البامبو الرفيعة، وترتشف الشاي من كوب معدني في يدها: "هل تظن أنّ ثلاثة آلاف روبية، 48 دولارًا، تكفي عندما تكون نفقاتك الشهرية ضعف ذلك الرقم؟".

وأومأت النساء العاملات حول جاتوار بالموافقة، وبدأت السماء تمطر بغزارة مثلما حصل خلال الأيام الأخيرة بعد ثلاثة أشهر عمّت خلالها موجات جفاف، فيما ينتاب القلق "قبائل الشاي" في أسام التي جاء المستعمرون البريطانيون من أصحاب المزارع، بأسلافهم إليها من مناطق بيهار وأوديشا المجاورة قبل أكثر من قرن، بسبب تغيّر أنماط الطقس الذي أدى إلى الإضرار باقتصاديات هذه الصناعة.

وأشار العلماء إلى أنّ تغيّر المناخ؛ المسؤول عن تغيّر أنماط سقوط الأمطار، ما يؤدي إلى تناقص الغلّة وارتفاع التكلفة التي تتجشّمها شركات الشاي، مثل: "مكلويد راسل" و"تي غلوبال بيفيريجس" و"جاي شري تي".

ومع تراجع سقوط الأمطار وتركّزها في مناطق بعينها؛ ترتفع درجات الحرارة، ما يوجد الظروف المثلى لازدهار آفات مثل يرقات الحشرات، وبعوضة الشاي التي تتغذى على المجموع الخضري لنبات الشاي قبل قطف أوراقه، ونتيجة لذلك تضاعف تقريبًا استخدام مبيدات الآفات والمخصبات في مزارع الشاي الكبيرة في ولاية أسام التي يصل عددها إلى 800 مزرعة، فيما جعلت التكلفة الباهظة الشاي الهندي أقلّ قدرة على المنافسة.

وتعمل الشركات في أسام على مقاومة مطالب أطلقها ناشطون وزعماء حركات طلابية، برفع الأجر اليومي للعاملين في مزارع الشاي من دولارين، أجر جرت الموافقة عليه في الآونة الأخيرة، بعدما تذرّعت الشركات بانخفاض الأسعار وتضاعف كلفة الإنتاج خلال الأعوام العشرة الماضية.

وانحاز رئيس وزراء ولاية أسام تارون جوجوي الذي مُني حزبه "المؤتمر" بالهزيمة على يد حزب "بهاراتيا جاناتا"، بزعامة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي في الانتخابات العامة التي جرت عام 2014، إلى صفّ العاملين قبل الانتخابات التي تجري في الولاية في مطلع العام المقبل.

 وتكتسب انتخابات الولاية أهمية قومية في الهند، فيما يسعى مودي إلى كسب معظم أصوات الجمعيات التشريعية للولايات خلال الأعوام الأربعة المقبلة؛ للسيطرة على البرلمان الاتحادي لتيسير تمرير برنامجه الإصلاحي، وفي إمكان أصوات قبيلة الشاي ترجيح كفة النتائج في نحو ربع مقاعد أسام، مركز زراعة الشاي في البلاد.

وأبرز رئيس جمعية "مزارعي الشاي" في أسام راج بارواه، أنّ الجمعية ستبحث في مطالب جوجوي؛ لكن يجب رصد أجور عادلة للإبقاء على هذه الصناعة، ولفت الخبير في جمعية "بحوث الشاي" في جورهات مركز الشاي في أسام رم بهاجات، الى أنّ متوسط درجات الحرارة في الولاية ارتفع بواقع 1.4 درجة مئوية خلال الأعوام المائة الأخيرة، وتراجع سقوط الأمطار بواقع 200 ملليمتر في العام.

وأضاف بهاجات: "لاحظنا خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، أن تأثير تغيّر المناخ زاد بمقدار لا بأس به، وكان سقوط الأمطار غير مستقرّ، أي إما زاد تساقطه وإما انخفض، ما دفع المزارعين إلى استخدام أساليب الري بالرش خلال موسم المطر الغزير".

 ونوّه عدد كبير من العاملين في مزارع الشاي إلى أنّ مصانع الشاي في أسام لا تعمل الآن سوى نحو ستة أشهر، بعدما كانت تعمل على مدار العام سابقًا، بينما نبهت جمعية "الشاي الهندي"، إلى أن تراجع سقوط الأمطار أسفر عن انخفاض صادرات الشاي بنسبة ثمانية في المائة العام الماضي، والهند ثاني أكبر دولة منتجة للشاي في العالم؛ لكنها أقل إقبالًا على مجال التصدير بالنسبة إلى منتجين آخرين، بفضل سوقها الداخلية الضخمة، فيما تعزّز سريلانكا تقدّمها بوصفها ثالث أكبر دولة مصدّرة للشاي في العالم بعد الصين وكينيا.

 وتمثّل كلفة اليد العاملة 60 في المائة من التكلفة الإجمالية لشركات الشاي في أسام التي كانت أسعارها أعلى في العام الماضي من تلك المعروضة في مومباسا في كينيا، وتشيتاجونغ في بنغلادش، وليمبي في ملاوي، والعاصمة الإندونيسية جاكرتا، وتفيد بيانات، أن هامش الربح في أكبر منتج للشاي في العالم شركة "مكلويد راسل" ومقرّها كولكاتا، هبط إلى أدنى مستوى له خلال ستة أعوام في السنة المالية المنتهية في 31 آذار/مارس.

وحتى يتسنّى لها خفض تكاليف العمال، تستطلع شركات الشاي مثل "أديوباري تي استيتس"، التوسّع في استخدام الماكينات في الحصاد مع رش المواد المغذية أو مبيدات الآفات، ويفكّر بارواه الذي تعمل لديه عاملة قطف أوراق الشاي جاتوار (48 عامًا) وزوجها ثم ابنها الأكبر، في التوسّع في زراعة الشاي الأبيض المصنوع من براعم أزهار الشاي الذي يدرّ أرباحًا طائلة.

وتحوّلت مزارع الشاي الأخرى إلى زراعة الفلفل الأسود والكركم والزنجبيل والخضروات والفاكهة، إلى جانـب زراعة الشاي، فيما يجري العلماء الهنود تجارب على أنواع الشاي المختلفة، التي يمكنها التكيّف والنمو تحت ظروف أكثر حرارة وجفافًا؛ لكن في ظلّ تغيّر المناخ على المدى الطويل، ربما لا يكون ذلك كافيًا.

وشدد الخبير في زراعة الشاي سوبهاش تشاندرا باروا، على أنّه مع هذه الأمطار الشحيحة، ربما يأتي يوم لا تزرع فيه أسام الشاي، فإن زراعة محصول أمر طيّب؛ لكن الزراعة ذات العائد الاقتصادي المنخفض ربما لا تكون مجدية.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناخ وتغير معدلات سقوط الأمطار وتكلفة الحصاد تهدد زراعة الشاي في أسام المناخ وتغير معدلات سقوط الأمطار وتكلفة الحصاد تهدد زراعة الشاي في أسام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya