بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بسبب تراجع كمّيّات الأسماك فيها

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر

بلدات عائمة في كمبوديا
 نيويورك ـ المغرب اليوم

 نيويورك ـ المغرب اليوم عاشت أجيال من الصيّادين الكمبودييّن في بلدات عائمة على تونلي ساب أكبر بحيرة للمياه العذبة في جنوب شرق آسيا إلا أنّ تراجع كمّيّات الأسماك يدفع الشّباب إلى العودة إلى اليابسة ما يهدّد نمط حياة تقليديّاً قديماً . وتبعد قرية شنورك ترو العائمة ثلاث ساعات عن العاصمة الكمبودية بنوم بنه، كما تعتبر أبرز معالم بحيرة تونلي ساب التي تصب في نهر ميكونغ، وفي هذه القرية مدرسة وطبيب أسنان وصالون لتزيين الشعر وعيادة طبية.
وكما الحال بالنسبة للعدد الأكبر من مئات آلاف القرويين الذين تتمحور حياتهم حول البحيرة، يعتاش سكان شنورك ترو من الصيد وتربية الأسماك، ولا يمكن تصور حياتهم خارج هذا الإطار.
ويؤكد الصياد سوك بونليم (62 عاما) أن "الحياة في البلدات العائمة أفضل بكثير"من أي مكان آخر.وبونليم مولود في هذه البلدة التي يستخدم سكانها، حتى باعة الخضار المتجولين، المراكب للتنقل أو السفن الصغيرة المزودة بمحرك، ويقول أحد الصيّادين ممسكا بشبكته "أحب العيش على البحيرة.بائعو الخضار يأتون إليّ، لسنا بحاجة للذهاب إلى السوق"، إلا أن عدد الأسماك يسجّل تراجعا متواصلا.
ويقول سوك بونليم "إذا ما تعيّن علينا الذهاب للعيش على البر الرئيسي، ماذا يسعني فعله؟ لا أعرف كيفية زراعة الأرز، لا أجيد أعمال الحراثة".
وتوفر بحيرة تونلي ساب وسيلة للاستمرار لأكثر من مليون شخص يعيشون على مقربة من البحيرة الكبرى التي تعد 149 صنفاً من الأسماك، بحسب اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ.
وبحسب هذه الهيئة الحكومية البينية التي تجمع كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام، بين موسمي الجفاف والأمطار، يتغير مظهر البحيرة بشكل كامل، إذ تزداد مساحتها من 3500 كلم مربع في أدنى مستوياتها (مع عمق قرابة 0,5 متر في نيسان/أبريل) إلى 14500 كلم مربع (حتى 9 أمتار من العمق بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر).
وهذا التبدل الهائل في الحجم يحتم تنظيم انتقال هذه المساكن العائمة تماشيا مع مستوى المياه في البحيرة. لكن مع التراجع الكبير في كميات الأسماك في البحيرة، فإن عددا كبيرا من السكان يقررون المغادرة. ويقول يورنغ ساراث الصياد البالغ 25 عاما "لا أصطاد ما يكفي من السمك والمال لا يكفي"، مؤكدا تراجع كميات الأسماك التي يصطادها.
ويوضح هذا الشاب، الأب لولدين، "حين تكون الرياح هادئة، أصطاد ما يقارب الخمسة كيلوغرامات من الأسماك يوميا. عندما تكون الرياح عاصفة، أصطاد كيلوغراما واحدا فقط"، مؤكدا أنه يسعى إلى أن "يجرب حظه على اليابسة".
وغادر ما لا يقل عن 400 عائلة شنورك ترو خلال العامين الماضيين، أي ما يقارب 20 % من سكان البلدة، بحسب المسؤول عن هذه البلدة ساماريث فينغ. ويؤكد زعيم البلدة "أولادي يريدون العيش على اليابسة".
ويضيف "في الماضي كان هناك الكثير من الأسماك، الناس كان بإمكانهم أن يعتاشوا منها. لكن مخزونات الأسماك تتراجع. لو كنا على البر الرئيسي، لكان بإمكاننا زراعة الخضار لكن هنا، علينا شراء كل شيء".
ويشير سوك بونليم أيضا إلى أن "الأشخاص الأصغر سنّاً، كما الحال بالنسبة لولدي، يريدون العيش على اليابسة لأنهم تلقوا تعليما ويعرفون أمورا أكثر لذلك يطلبون المزيد".
وتوفر البحيرة ما بين 200 ألف و218 ألف طن من الأسماك سنويا، ما يمثل قرابة نصف الاسماك التي يتم اصطيادها في المياه العذبة في كمبوديا، بحسب تقديرات أوردتها اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ عام 2006.
ويعيد الناشطون البيئيون هذا الوضع خصوصا إلى ازدياد الكثافة السكانية وبناء السدود في نهر ميكونغ.
وفي محاولة لتغيير مسار الأمور، قامت الحكومة الكمبودية بحظر الصيد الصناعي على البحيرة، ما يمثل نصرا لصغار الصيادين.
إلا أن أنشطة الصيد غير القانوني والتي يتم أحيانا استخدام الكهرباء فيها، لا تزال تمثل مشكلة كبرى.
ويبدي مدير منظمة "فيشريز اكشن كواليشن تيم"أوم سوفات غير الحكومية في بنوم بنه قلقا حيال الوضع قائلا "نظرا إلى حجم التجاوزات لقانون الصيد اليوم، لا نتوقع عودة مخزونات الأسماك إلى معدلاتها الطبيعية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya