دراسة علمية تكشف خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تُشجِّع على تطوُّر البكتيريا الفائقة المقاومة لها

دراسة علمية تكشف خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة علمية تكشف خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار

خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار
واشنطن ـ المغرب اليوم

تتلوّث مياه الأنهار حول العالم ببقايا ونفايات الأدوية الموصوفة طبيا والأخرى التي تسوّق في الصيدليات والمتاجر، وهو ما يشكل تهديدا رئيسيا لحياة الإنسان بسبب تدهور جودة مياه الشرب وازدياد سمّيتها، وفقا إلى دراسة علمية جديدة.

وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد ديلفت للتعليم المائي في هولندا وقدمت أمام مؤتمر لاتحاد علم الجيولوجيا الأوروبي في فيينا عاصمة النمسا الأربعاء، أن استمرار هذا التسرب قد يزيد من تركيز المواد الصيدلانية بنحو الثلثين قبل حلول منتصف القرن الحالي.

وقال فرانسيسكو بريغولي الباحث في المعهد الذي أشرف على الدراسة إن "جزءا كبيرا من الأحواض والمنظومات النهرية مهدد بسبب ازدياد تركيز نفايات المواد الصيدلانية"، وطور مع زملائه في فريق دولي طريقة لرصد "المناطق الساخنة للتلوث الدوائي".

كان العلماء عثروا على عدد كبير من الأدوية الملوثة للمياه في الوسط المحيط، من الأدوية المسكنة للألم، المضادات الحيوية، الأدوية المضادة للتخثر، الهرمونات، أدوية الأمراض العقلية، والأدوية المضادة للهستامين. ورصدت مستويات عالية من تركيز بقايا الأدوية في المياه، وهو الأمر الذي يهدد الأحياء والنباتات القريبة. وعلى سبيل المثال فإن بقايا أدوية علاج اختلال الغدد الصماء في المياه أدت إلى تحفيز حدوث تغيرات في جنس السمك والأحياء البرمائية.

ووظف بريغولي "دكلوفيناك" وهو مادة دوائية فعالة تدخل في تركيب العديد من مسكنات الآلام الشائعة، كوسيلة للدراسة، إذ أخذ يقيس تركيزه بهدف وضع تقديرات على وجود وانتشار الأدوية الأخرى في مياه الأنهار. ويعتبر هذا المركب الدوائي عاملا مهددا للبيئة وفق تقارير الوكالات البيئية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ووجدت الدراسة أن أكثر من 10 آلاف كيلومتر من مجاري الأنهار حول العالم تحتوي على تركيز من هذا الدواء يزيد على التركيز المسموح به أوروبياً وهو 100 نانوغرام لكل ليتر (النانوغرام هو 1 من المليار من الغرام). وقال الباحثون إن "تسرب دكلوفيناك مماثل لتسرب آلاف الأدوية والمواد الصيدلانية وكذلك المواد الموجهة للعناية الشخصية".

ويصل استهلاك "دكلوفيناك" إلى 2400 طن سنويا في العالم، تطرح منه مئات الأطنان مع فضلات الناس المتناولين لأدويته. ولا تقوم معدات الترشيح والتنقية إلا بإزالة 7 في المائة منه، بينما تمتص المنظومات البيئية الطبيعية نحو 20 في المائة منه، وتتسرب النسبة الكبرى المتبقية نحو المحيطات.

ووضع الباحثون نموذجا رقميا بهدف رسم التوقعات بشأن مستويات التلوث بالمواد الصيدلية اعتماداً على كثافة عدد السكان ومنظومات تنقية مياه الصرف ومبيعات الأدوية، وقارنوا بين النتائج الكومبيوترية وبين البيانات التي استخلصت من قياسات أجريت في 1400 موقع للتلوث بـ"دكلوفيناك" حول العالم.

وقال بريغولي إن المقارنة كانت جيدة رغم محدودية الدراسة بمنظومات الأنهار في أميركا الشمالية وأوروبا. وأضاف أن الوقائع تشير إلى نتائج مماثلة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية التي لا يعالج فيها في المتوسط إلا ربع مياه التصريف ولا تنقى منها أغلب المواد الصيدلانية.

وحذر علماء آخرون في المؤتمر من أن انتشار وتوسع عمليات بناء منشآت تنقية مياه التصريف في المناطق الحضرية، أدى إلى ازدياد تلوث مياه الأنهار، لأن أغلب المواد المتسربة لم تتم معالجتها بشكل مناسب، وقالت مارينا ستوراكال الباحثة في جامعة واغننغن الهولندية إن "مياه التصريف شكلت مصدراً للتلوث في 50 في المائة من الأنهار في العالم عام 2000، وفي عام 2010 أصبحت مياه التصريف مصدراً للتلوث في كل أنهار العالم تقريباً".

ووفقا لأحدث تقرير بيئي صدر نهاية العام الماضي عن منظمة الأمم المتحدة فإن النفايات الصيدلانية مثل بقايا المضادات الحيوية، تشجع على تطور البكتيريا الفائقة المقاومة لها. وتتسرب 70 - 80 في المائة من بقايا هذه المضادات التي يتناولها الإنسان وقطعان الماشية، وهو ما يقابل آلاف الأطنان - إلى الوسط المحيط.​

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة علمية تكشف خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار دراسة علمية تكشف خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya