المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خلال استضافته في مؤتمر الأمم المتحدة

المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ

الطاقات المتجددة
الدارالبيضاء: فاطمة علي

أشاد تقرير صادر عن مجلة البيئة والتنمية بيروت في ديسمبر/كانون الأول بالنجاعة التي حققها المغرب في مجال الطاقات المتجددة من خلال الطاقة الشمية والرياح، وهي التدابير التي اعتمدها لمواجهة تغير المناخ.

أوردت التقرير إن المغرب حضّر جيدًا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني في مراكش، وحرص على إبراز مؤهلاته الخضراء لريادة العمل البيئي والمناخي في أفريقيا.

وأضاف خلال العام الماضي ، حظر المغرب استعمال الأكياس البلاستيكية، وأطلق خططًا جديدة لتوسيع شبكتي الترام الكهربائي في الدار البيضاء والرباط ، وباشر عملية استبدال أسطول الحافلات وسيارات الأجرة القديم الملوِّث، وبدأ أول مشروع في أفريقيا لتأجير الدراجات في المدن، وأطلق مبادرة جديدة هي "تكيف الزراعة الأفريقية" لمساعدة مزارعي القارة في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ".

وقال التقرير "لكن الإهتمام الأكبر انصبّ على مشاريع البنية التحتية الضخمة لخطة طموحة تحوِّل مزيج الطاقة في البلاد، فالمغرب لا يمتلك احتياطات من النفط أو الغاز، ويعتمد بشكل كامل تقريباً على الواردات".

 وفي عام 2015 ، أعلن الملك محمد السادس خطة تلزم بلاده بزيادة حصة الكهرباء المتجددة إلى 52% من مزيجها الطاقوي بحلول عام 2030، بحيث تبلغ قدرتها المركّبة 10 غيغاواط من طاقة الشمس والرياح والسدود الكهرمائية، كما فتح المغرب الباب لتبادل الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة مع أوروبا.

ويقول "أما خطة المساهمات المعتزمة المحددة وطنياً" التي قدمها المغرب إلى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ فلا تقل طموحاً، وهي تلزم البلاد بتخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة ، خصوصًا في الزراعة ، بنسبة 32% بحلول عام 2030، وزرع 200 ألف هكتار من الغابات ، وبزيادة كبيرة في كفاءة الري. وفي العام 2015 رفع المغرب الدعم كليًا عن المنتجات البترولية".

وحسب التقرير فإن محطة "نور1" بقدرة 160 ميغاواط شكلت المرحلة الأولى من مجمع "نور" العملاق للطاقة الشمسية قرب بلدة ورزازات الصحراوية في جنوب المغرب، وقد افتتحها الملك محمد السادس في شباط (فبراير). ومحطة "نور 2" هي قيد الإنشاء. ومع "نور 3" ستضاف 350 ميغاواط شمسية إلى الشبكة الوطنية، ويُتوقع إنجاز المحطات الثلاث في 2017 و2018، أما محطة "نور 4" فسوف تقام في أعالي جبال أطلس.

وقد أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) خلال مؤتمر تغير المناخ في مراكش أنها سوف تستقبل عطاءات لمحطتين شمسيتين بقدرة 400 ميغاواط.

ويؤكد التقرير أن إطلاق مشروع نور قد ساعد في تخفيض سعر الكهرباء المنتجة بالطاقة الشمسية المركزة إلى نحو 16 سنتًا لكل كيلوواط ساعة، لكن هذا السعر ما زال عالياً مقارنة بسعر الطاقة الشمسية الكهرضوئية الذي انخفض خلال السنتين الأخيرتين إلى 3 سنتات لكل كيلوواط ساعة.

إلى ذلك، فاز كونسورتيوم بمناقصة في مارس/أذار 2016 لبناء ثلاث مزارع رياح جديدة في مواقع مختلفة من المغرب، ستبلغ قدرتها المشتركة 850 ميغاواط، بكلفة هي من الأدنى في العالم إذ بلغت 3 سنتات فقط لكل كيلوواط ساعة.

يدرك المغرب أنه سيتأثر بتغير المناخ، والسؤال هو إلى أي مدى بدأ بالفعل يشعر بآثار ذلك التغير، إذ انخفض معدل نموه الاقتصادي إلى 1.5% هذه العام بسبب موجة جفاف حادة عام 2015.

وكان الاقتصاد المغربي قد ترنح تحت وطأة شح المطر لموسم واحد مما تسبب في رداءة المحصول، فكم سيكون حجم الخسائر التي سيتكبدها عندما تحل النوبات المناخية الجامحة مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

تقول ماري فرنسواز ماري نيلي، المديرة الإقليمية لدائرة المغرب العربي لدى مجموعة البنك الدولي: "لقد أطلق المغرب مخطط المغرب الأخضر لمواجهة الخطر الذي يمثله تغير المناخ إنه مكسب ثلاثي، يتضمن تأهيل البلاد للتكيف مع حقيقة تغير المناخ، واتخاذ خطوات نحو تقليص آثاره على الناس والبيئة، تزامناً مع خلق الفرص كمساعدة المزارعين على تبني التقنيات الذكية مناخياً وزيادة إنتاجيتهم وتوفير روابط أفضل مع الأسواق لبضائعهم".

ويعد الحفاظ على المياه المخزنة في المكامن الجوفية الطبيعية خير مثال على ذلك، فثمة سياسات جديدة تحمي هذا المورد الطبيعي الثمين، مع التأكد من وجود مياه كافية لتلبية احتياجات الزراعة التي تعد مصدرًا مهمًا للتشغيل.

ووفقًا لمدير برنامج التنمية المستدامة في البنك الدولي أندريا ليفيراني، أدرك المغاربة منذ مدة طويلة أهمية تنظيم كميات المياه الجوفية التي يضخها الناس من تحت الأرض.

في الوقت نفسه، تم تحسين شبكة الري لجعل استخدام المياه أكثر كفاءة، مع إدخال تقنيات حديثة مثل الري بالتنقيط، وإتاحة حصول المزارعين على المياه بشكل مضمون أكثر من ذي قبل.

 كما يتضمن مخطط المغرب الأخضر إجراءات استباقية لتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الشجرية بدلاً من الحبوب، وتساعد جذور الأشجار على حماية التربة بالحفاظ على تماسكها.

كما تشجع الاستراتيجية "البذر المباشر"، وهي طريقة موائمة بيئياً حيث يتم زرع البذور في الأرض مباشرة من دون حرثها تفادياً لخسارة العناصر المغذية في التربة السطحية.

واعتبر ليفيراني أن سياسات خضراء كهذه يمكن أن تعني نشاطًا تجاريًا رابحًا يجذب القطاع الخاص. 

هنا خمسة تدابير يقوم بها المغرب لحصد الفوائد الثلاثية للتكيف مع تغير المناخ والتقليص من آثاره وخلق فرص جديدة:

 يسعى المغرب إلى توليد 52% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ، وهو يحفز الصناعة المحلية إذ يستهدف الحصول على 35 في المئة من مكونات المرحلة الثانية لمحطة نور للطاقة الشمسية من مصنعين محليين.

وألغى المغرب كل أشكال الدعم للديزل والبنزين وزيت الوقود الثقيل، لتشجيع الاستخدام الكفوء للطاقة وتحرير مزيد من الموارد للاستثمار في الانتقال إلى اقتصاد أخضر.

ويهدف مخطط المغرب الأخضر إلى حماية البيئة وسبل كسب الرزق للمغاربة. وتشكل الزراعة 15 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، إلا أنها ما زالت تشغل 40% من القوى العاملة.

وبدأ المغرب في التعامل مع المحيط الأطلسي والبحرالمتوسط كمورد طبيعي لا يقل أهمية عن البر، مع تحسين إدارة المناطق الساحلية وتطوير المزارع السمكية المستدامة، ويشكل صيد الأسماك 56 في المئة من الصادرات الزراعية للبلاد.

فيما يبذل المغرب جهوداً للحفاظ على مستودعاته من المياه الجوفية، وهي مصدر طبيعي للمياه العذبة، إذا ما تم الحفاظ على نظافتها وعدم العبث بها. وهذا مكسب للبيئة ولأجيال الحاضر والمستقبل في المغرب.
 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ المغرب الأخضر يتخذ خمسة تدابير لمواجهة تغير المناخ



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya