الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

شكل وجودها جزءًا مهمًا من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا

الأشجار التاريخية والمعمرة
أبوظبي ـ سعيد المهيري

ترتبط الأشجار التاريخية والمعمرة في دولة الإمارات العربية المتحدة ارتباطاً وثيقاً بجيل الأمس، ما جعلها تحتضن تحت ظلالها الوارفة موروثاً شعبياً يكسبها أهمية وحضوراً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وجمالياً لا حدود له وسط صحراء جافة مترامية الأطراف، فشكل وجودها جزءاً مهماً من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع ومن أبرز الصور التي تجسد مكانة شجرة الغاف لدى دولة الإمارات في الوقت الحاضر تحولها إلى رمز وهوية، خاصة بعد اختيارها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شعاراً لعام التسامح 2019.
فالغاف شجرة واكبت حياة الإماراتيين والتصقت بوجدانهم وذاكرتهم الشعبية الحافلة بالذكريات والحنين.. فتحت ظلالها نسج الإماراتيون حكاياتهم، وبظلها استظلوا وتحولت إلى مجالس لهم في وسط الصحراء.

رمزية
وكثير من الأشجار حاضرة في وجدان المجتمع، سامقة بين الكثبان وعلى رؤوس الجبال، ما يجعلها رمزا حاضرا في التعامل اليومي مع مفردات الحياة ودائمة البقاء في ذاكرة أبناء الإمارات.
وتعتبر الأشجار التاريخية والمعمرة في الإمارات دليلا وشاهدا حيا على تاريخ وحضارة الدولة ومعالم مهمة لا تقل في أهميتها عن المعالم التاريخية والأثرية.
وتنتشر في الإمارات الكثير من الأشجار التاريخية والمعمرة، خاصة أشجار النخيل والغاف والسمر والسدر، وهي من الأشجار الوطنية التي لها منزلة خاصة لدى المجتمع، وكثيرا ما تم مراعاة ذلك في مشاريع الطرق، حيث تتزين بها الجزر الوسطى في شوارع الإمارات.
ولعبت الأشجار دورا اجتماعيا هاما في الحياة، حيث كان يمارس الأجداد تحت ظلالها مختلف الحرف والأشغال اليدوية، ويقيمون حولها الاحتفالات واتخذوا منها أماكن للتدريس وحفظ القرآن الكريم، وأقيمت كثير من الأسواق في الماضي تحت ظلال أشجار الغاف والقرط والسدر.

اقرا ايضًا:

أزمة تغير المناخ واضطرابات الطقس تدق ناقوس الخطر من جديد

شغف
ومن شدة شغف الإمارات بأشجارها التاريخية والمعمرة نفذت لأجلها الجهات المختصة عدة مشاريع لحصرها وترقيمها باستخدام أجهزة تحديد الأماكن «جي.بي.إس» التي تحدد مواقع الأشجار على مستوى الدولة من رأس الخيمة مرورا بالعين وليوا وصولا إلى السلع، من أجل المحافظة عليها لأنها ارتبطت بإنسان هذه الأرض وأصبحت جزءا أصيلا من تراث وطننا الغالي.

محاور
وما يمكن أن يسمى «ثقافة الأشجار» في دولة الإمارات حاضر في محاور الحياة جميعها، بدءا من القصائد والروايات والأغاني، وصولا إلى الطعام والزينة والبيئة، إلى جانب رمزيتها التي لا يدركها إلا من تمعن في أدق تفاصيلها كونها تمثل نبض المكان وذاكرة الزمان، خاصة عندما تفتح ذراعيها دون تفرقة لعابري الصحارى والقاطنين بين كثبانها.
والزائر لدولة الإمارات يشده الحنين إلى الماضي البعيد مع رؤية الأشجار المعمرة وجذوع الأشجار المتحجرة التي يقال إن عمرها يرجع إلى أكثر من 300 مائة عام وتحولت إلى أحجار لونها كلون عود الطيب ومتمثلة شكله، تدق عليها فتسمع دندنة المعدن وتأخذ شكل الأشجار بسيقانها وأغصانها لتشهد على عراقة الوطن ومدنه.
وذكر المواطن علي بن محمد بن جرش المزروعي، 65 عاماً، أن هذه الأشجار والجذوع اليابسة تنتشر وتظهر بكل وضوح في عدة مواقع وتتميز بضخامة وصلابة جذوعها، مؤكدا أن هذه الجذوع تعود إلى أكثر من ثلاثة قرون مضت.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

اتحاد كرة القدم يكشف رغبة ريال مدريد في ضم محمد صلاح

GMT 04:38 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين سهرة للمحجبات من أحدث صيحات موضة الشتاء

GMT 01:05 2012 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حناج عيين با بنيه - نقوش بحرينية يتناول انواع نقوش الحناء

GMT 13:28 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

أفضل ستة فنادق في مراكش للاستمتاع بالرفاهية

GMT 03:24 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بالتعامل مع زملاء العمل

GMT 00:53 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يعود للغناء مرة أخرى بعد ثبوت صحة موقفه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya