واشنطن - عادل سلامة
اكتشف علماء من جامعة "بريستول" ديناصورًا يمكنه تغيير لون جلده كآلية دفاع لم تكن معروفة من قبل في أنواع الديناصورات الأخرى. ووجد العلماء من خلال فحص حفريات Chinese Psittacosaurus أن الحيوان استخدم نوعًا من التمويه يسمى مكافحة الظل، حيث يصبح الجانب السفلي فاتحًا، أما الجزء العلوي فهو داكن، ما يجعل الحيوان يظهر بشكل مسطح وهو ما يربك الحيوانات المفترسة، كما أن وجهه مصبوغ بشكل كبير ولديه قدمان خلفيتان مخططتان في الداخل.
وأفاد عالم الحفريات والمؤلف المشارك للدراسة جاكوب فينثر بأن "المخلوق لطيف للغاية وربما إذا تحول إلى حيوانات أليفة لن ينقرض"، وتغني حفريات Psittacosaurus " الببغاء والسحلية" وسميت كذلك بسبب منقارها الذي يشبه الببغاء، ويعد هذا الكائن من أفراد عائلة حيوان Triceratops ، وعاش المخلوق ذات القدمين والذي يبلغ طوله 5 أقدام في شمال شرق الصين منذ 133 أو 120 مليون عام مضت.
وتابع الدكتور فينثر في دراسته التي نشرت في مجلة Current Biology : "توقعنا أن هذا الحيوان يجب أن يكون قد عاش في الغابة، ويشير ذلك إلى أن أنماط ألوان هذه الحفريات توفر لنا صورة أفضل لما بدت عليه الحيوانات المنقرضة، ويتيح أيضا أدلة جديدة حول بيئات الحيوانات المنقرضة وموائلها". وتشير أنماط الألوان في حيوانات Psittacosaurus إلى أنها عاشت في بيئة الغابات مع ضوء الشمس المنتشر من بين الأشجار الكثيفة. وبين الباحثون أنهم أنشأوا نموذجًا بالحجم الطبيعي بالألوان الكاملة ثلاثي الأبعاد بشأن النتائج التي توصلوا إليها.
وأشار الدكتور فينثر " الى أن النموذج الخاص الذي صنعوه حيوان لطيف للغاية، بحيث إنه يبدو مثل E.T" في إشارة إلى الكائن الفضائي الودود في فيلم عام 1982 "E.T. the Extra-Terrestrial."، وكان ما يقرب من حجم لابرادور ، وربما كان وجبة شائعة للحيوانات المفترسة في العصر الطباشيري مثل حيوان Yutyrannus.
وقال الدكتور فينثر: لقد "كانت تأكل الكثير من الحيوانات الأخرى وبالتالي كان يجب أن يطور أنماطا لونية مثالية للتمويه"، ويعد الحيوان المكتشف من الكائنات التي تخزن صبغة "الميلانين" في الشعر والريش والجلد، وكانت هذه المرة الأولى التي استطاع فيها الباحثون افتراض أن البيئة مأهولة بالديناصور بناء على ألوانها، وتعد حيوانات Psittacosaurus من أوائل أعضاء مجموعة الديناصور التي تتضمن Triceratops، ولديه وجه قصير ومنقار قوي لأكل النباتات، ويتفاخر بوجود خيوط خشنة طويلة فوق ذيلة، وتساعد آلية مكافحة الظل في إخفاء الظلال على الحيوان ما يجعله يظهر بشكل مسطح بصريًا وأقل وضوحًا.
وتابع الدكتور فينثر " أنها في كل مكان، نحن نرى هذه الآلية في البحر والبر والطيور المحلقة، وربما يكون البطريق مثال على ذلك والدلافين والماكريل والغزلان والثعالب والظباء، يمكنك أن تسميها بما تشاء لكنها آلية موجودة في كل مكان".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر