عمال النظافة في الدار البيضاء يسهرون على النظافة بمعاشات متدنية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المدينة تتحول إلى تلال من الأزبال

عمال النظافة في الدار البيضاء يسهرون على النظافة بمعاشات متدنية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمال النظافة في الدار البيضاء يسهرون على النظافة بمعاشات متدنية

عامل نظافة بأحد شوارع مدينة الدارالبيضاء
الدار البيضاء - جميلة عمر

تحولت مدينة الدار البيضاء، للأسف طيلة أيام بيع خرفان العيد ويوم عيد الأضحى إلى تلال من الأزبال، هنا وهناك، وروائح كريهة مصحوبة بالحشرات الضارة خاصة الذباب الأخضر.

ففي ليلة عيد الأضحى، تغلق الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي والدكاكين التي تبيع الفحم والقش وأعلاف الأكباش وكل ما يتعلق بمستلزمات العيد، ليبدأ عمل عمال النظافة والذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، يحكم فيها على هؤلاء العمال بالأعمال الشاقة.

ففي الساعات الأولى من صباح اليوم أي عيد الأضحى، شرع عمال النظافة التابعون لشركتي “أفيردا كازا” الفرنسية و ”سيطا بلانكا” اللبنانية، المتخصصتين في جمع نفايات في الدار البيضاء، عملهم في تنظيف "المصلات" التي أقيمت بمختلف المناطق من أجل أداء صلاة العيد.

وبعد ساعتين وبعد عملية نحر الأضاحي ورمي أزبالها يتحول هؤلاء العمال إلى جنود الخفاء، جنود تسهر على نقل أكوام من الأزبال في انتظار مهمة أخرى وهي  جمع مخلفات عمليات الذبح.

معاناة جنود الخفاء

قبل العيد، يتجند جنود الخفاء من أجل حماية بيئة المدينة البيضاء، يسخرون كل وقتهم في هذا اليوم الكريم لتنظيف أحياء المدينة، لتكتسي جميلة وتدب فيها الحياة من جديد.

سلاحهم تقليدي وأحيانًا يستعملون أيديهم لجمع النفايات، أسلحة عبارة عن مكنسات تقليدية، يجمع بها بقايا الذبائح وبقايا الأضاحي ما يشكل عبئًا كبيرًا على عمال النظافة، يبذلون مجهوداتهم لتنظيف الساحات والحدائق والمصلى وجمع النفايات المنزلية، ليس من حقهم التوقف، إنهم أمام مهمة صعبة وهي إضفاء ساكنة المدينة على حساب سعادتهم.

هكذا يجد عمال النظافة أنفسهم في مواجهة هذه الأكوام، التي تؤرق الساكنة بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منها والحشرات الضارة التي تنمو فيها، خصوصًا في المساكن القريبة من هذه الفضاءات، حيث يكون عمال النظافة “في قلب المعركة” لمواجهة هذه النفايات “بأسلحة تقليدية”، تتجلى في المكنسات وبعض الأجهزة المتواضعة.

عمال يتحولون إلى متسولين مساء يوم العيد

في مساء نفس اليوم، أي يوم العيد تحولت هذه الفئة إلى متسولين من نوع  آخر، عمال يتسولون ببذلة النظافة، يستعطفون سكان المدينة من أجل لقمة عيش، فراتبهم لا يتجاوز ألفًا وأربعمائة درهم ( 1400درهم)، يطرقون أبواب المنازل لــ"يطلبوا "فلوس العواشر" أو جلود أكباش العيد، من أجل إعادة بيعها لتجار الجلود بثمن بخس لا يتجاوز 20 درهمًا.

منظرهم يزعجك ويقرف من بعيد، ولكن حكاياتهم تؤلمك خاصة تعاملهم من طرف الشركة المشغلة، عمال مسؤولون على عائلات قد تتجاوز أربعة أفراد، وبمعاش لا يسمن ولا يسد رمق الجوع، وهو الشيء الذي يجعل هؤلاء العمال في كل مناسبة يمدون يدهم من أجل التسول لعلهم يجمعون بعض النقود لإعانة عائلاتهم.

 أربع ساعات فقط لذبح الأضحية

 والغريب في الأمر أن هؤلاء الجنود وللأسف لا تمنح لهم إلا أربع ساعات من أجل ذبح أضحياتهم قبل العودة للعمل في الساعة الثانية زوالًا، ليبدأ عملهم الشاق وهو جمع تلك التلال المتراكمة من الأزبال والتي في الغالب تتكون من الجلود، ونفايات الذبيحة والعلف.

وقد سخرت شركتا أفيردا كازا وسيطا بلانكا 80 شاحنة تتوزع بين شاحنات الأشغال، والشاحنات الصغيرة وشاحنات حمل الصناديق، إضافة إلى كراء 30 جرافة.

6 آلاف طن من الأزبال سيتكلف بها جنود الخفاء

تتوقع شركتا النظافة، “سيطا” و”أفيردا”، أن تتضاعف كمية الأزبال يوم العيد وفي اليومين الموالين، لتصل إلى 6000 طن، بدل 3000 طن التي يتم تجميعها يوميًّا، من جميع أحياء الدار البيضاء.

وكانت الشركتين وشركة التنمية المحلية، برفقة 60 جمعية مدنية قاموا قبل أسبوع، بتجنيد فرق متنقلة لتحسيس السكان بأهمية النظافة، وتوزيع الأكياس البلاستيكية الخاصة بجمع نفايات الأضحيات، بالإضافة إلى الإجابة عن استفساراتهم بخصوص برنامج عمل الشركتين خلال هذه المناسبة وطرق النظافة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمال النظافة في الدار البيضاء يسهرون على النظافة بمعاشات متدنية عمال النظافة في الدار البيضاء يسهرون على النظافة بمعاشات متدنية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya