نور تتحدث عن اغتصابها لـ60 يومًا في فرع فلسطين في دمشق
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عندما أرى كم أعاني أتمنى لو كنت متّ والجريمة التقاط صورة

"نور" تتحدث عن اغتصابها لـ60 يومًا في "فرع فلسطين" في دمشق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

صورة من الأرشيف لفتاة سورية
دمشق - جورج الشامي

يُعد "فرع فلسطين" (أحد أفرع المخابرات العسكرية السورية) هو الأسوء على مدار الـ 30 عام الأخيرة، حيث تشهد أقبيته أنواعًا مختلفة من التعذيب، اشتملت على الاغتصاب و التنكيل و الإغراق و التجويع و خلع الأظافر وغيرها من الممارسات الوحشية كإطفاء أعقاب السجائر على أجساد المعتقلين، وتعليقهم في المراوح السقفية وضربهم بالسياط، وهذا لكل من هو ضد النظام الأسدي، أو يشتبه به أنه قد يكشف سرًا من أسراره.
وتشهد سورية انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان عامة وللمرأة خاصة، حيث تتعرض النساء في المعتقلات إلى الاغتصاب والتعذيب، في ظروف لاإنسانية، وهو الأمر الذي لم يكن جديدًا على المنظمات الحقوقية، لكنه بات يحمل طابعًا خاصًا بعد قيام الثورة في البلاد، فما عاد هناك صمت عن الانتهاكات القديمة ولا الجديدة.
نقل موقع "ذي ستار" الكندي عن الشابة السورية نور (إحدى ضحايا هذا الفرع) قصتها، حيث تعرضت للاغتصاب بصورة متواصلة، لأكثر من 60 يومًا، وتتحدث عن تجربتها قائلة "الزنزانة كانت صغيرة، ثلاث نساء، كلهن عراة، قيدن كل واحدة منهن إلى زاوية من الزانزنة، ,انا وضعت في الزاوية الرابعة مكبلة، كلّ يوم، ولمدة تزيد عن 60 يومًا، كنا نُغتصب، في أحد أسوأ فروع الأمن سمعة"، موضحة أن "بعض الوحوش كانت تأتي في زيها العسكري، وآخرين في زي مدني، ينتهكون إنسانيتنا، بسادية ووحشية، لا يمكن لبشر تصورها، حتى أنهم كانوا يعرضوننا للمتعة على زوارهم، الذين كانوا يرافقونهم لقضاء ساعات السهر في لعب الورق، بينما نواجه أسوء المعاملة، مع الضرب و التعذيب و الإهانة، كانوا يخاطبونهم أمامنا بالقول (إذا أردت، فلدينا بنات هنا!)"، وتؤكد نور (وهو الاسم المستعار للضحية) أن اثنتين من نزيلات زنزانتها ماتا تحت التعذيب و الاغتصاب المستمر، وتتذكر بمنتهى الألم ما تعرضت له بين كانون الأول/ ديسمبر 2011 وشباط/ فبراير 2012، كيف انتهك جسمها، وكيف احترقت إنسانيتها، حتى باتت تشعر أنها لا تنتمي إلى جسدها، لكنها تقاوم من أجل الحياة، تحارب لتحمي ما تبقى فيها من روح حرة، كي تواصل مسيرة الوطن، وتقول "هذه الحرب نقلتني من عالم إلى عالم آخر، كنا نقول إن عجلة الحياة لابد أن تدور، لكن العجلة دارت عليّ، بعدما كانت حياتي طبيعية، وجريمتي أني كنت ألتقط صورة مظاهرة مناوئة لنظام بشار في حمص"، وعلى عكس كثيرات ممن تعرضن لعنف جنسي خلال النزاع، وفضلن الصمت لحساسية الموضوع، فإن نور لم يكن لديها ما تخسره (على حد تعبيرها)، فزوجها أخذ ابنهما اليافع إلى البحرين، وباتت "ميتة" في نظر أهلها، الأمر الذي وضحته قائلة "عائلتي أصدرت لي شهادة وفاة، أحد إخوتي تولى إصدارها!".
بينما تقول هدى "أنا لا أكذب ولو بكلمة، لقد حرقن قلبي، في الأسبوع الأول من آذار/ مارس 2012، لا أستطيع تذكر اليوم بدقة، كنت في منزلي في حي باب السباع، حيث تعرض الحي للقصف والنهب، غادرت البيت مع أطفالي، وفي شارع العدوية رأيت صفًا من 10 إلى 15 امرأة، كنّ يمشين أمام دبابات جيش النظام، اغتصبهن جنود بشار، اغتصبوهن أمام الدبابات، في البداية استخدموهن دروعًا بشرية، ليعبروا إحدى مناطق المقاومة، وبعد أن عبروا، قام الجنود بتعرية النساء واغتصابهن ثم قتلهن".
وبالعودة إلى الضحية نور، التي لا تعتقد أن ترى من دمروا حياتها مسجونين، تصدمنا بمشهد أكثر من صاعق، موضحة كيف يستخدم بعض السفلة الفئران كـ"أداة اغتصاب"، "تعرضت لمثل هذا، وكذلك فتاة أخرى، لكنها نزفت بشدة وماتت"، وتؤكد نور أن سجانيها ما زالوا يطاردونها، وأنها تغيّر مكان سكنها كلّ بضعة أشهر، منذ أن اكتشف الرجل المسؤول عن "فرع فلسطين" عنوانها في عمّان، وأرسل لها من يهددها.
ربما لا تكون نهاية اعتقال نور، وتوقف مسلسل اغتصابها، سارَّةٌ بالنسبة لها، لكن الذي حدث أن أحد حراس الفرع، والذي ساهم في اغتصابها، هو الذي ساعد على إطلاقها في شباط/ فبراير 2012، عندما كان بقية الحراس في مهمة لقمع مظاهرة في أحد أحياء دمشق، وهي ترى أن الحارس الذي ساعدها ربما يكون قد شعر بالندم على ما اقترف، مشيرة إلى أنه "قال لي لقد أجبرت على فعل ذلك، أنا لم أرد فعله، بقيت في درعا 3 أيام مع زوجته وأمه، ثم تولت عائلة بدوية تهريبي إلى الأردن".
ويقوم الدكتور محمد أبو هلال، وهو طبيب نفسي من دمشق، هرب إلى عمّان، بعد أن احتجز السنة الماضية، وتم تعذيبه من قوات أمن النظام، بعلاج 200 مريض في عيادتين، بمعونة فريق من المستشارين، ويؤكد أن "صدمات المرضى حادّة، لكن لا أحد اعترف منهم بتعرضه لاغتصاب، نحن نعتقد أن عناصر النظام يمارسون الاعتداء الجنسي على المعتقلات داخل السجون"، بينما تنقل زوجته الدّكتورة هالة الغاوي عن امرأتين لاجئتين في "مخيم الزعتري" تعرضهن للاغتصاب، ثم ما لبثن أن أنكرن ذلك لاحقًا، ربما خوفًا من الفضيحة، إحداهن "كانت عاطفية جدًا، كانت تنتحب أمامي، لكنها في اليوم التالي، أنكرت أنها حدثتني في هذا الأمر، ربما خافت من زوجها أو إخوتها، خافت أن يطلقها زوجها أو يعمد إخوتها إلى قتلها".
ليست النساء المغتصبات وحدهن في خطر، فالنساء اللواتي يحاولن مساعدة الضحايا هن في خطر أيضًا، حيث افتتحت ميمونة السيد، وهي سورية مقيمة في الأردن مع زوجها، الذي يدرّب حراس الملك الأردني على "الجودو"، ملجأً صغيرًا، ساعدت فيه 15 امرأة، من ضمنهن نور، وقدمت لهن علاجًا ودعمًا نفسيًا، حيث أرسلت شبكة من أصدقائها وأقربائها في سورية الضحايا إليها، ومع ذلك تلقت تهديدات بالقتل، بعد أن صوّرت فضائية عربية الملجأ، وبثت تقريرًا عنه، لكنها تقول "لست خائفة، ألعب دورًا في تحرير بلادي، وأجمع الأموال لصالح السوريين عبر خياطة ألبسة تحمل ألوان علم الثورة، ومسبحات، أبيعها في مزادات خيرية في السعودية"، مؤكدة أن "أكثر من 4 آلاف امرأة وبنت اغتصبن من قبل قوات بشار"، مستندة على شبكة اتصالاتها مع نشطاء سوريين يتوزعون في مختلف مناطق التوتر.
أما نور، وبعد أن هربت من المعتقل، تعيش مع 3 بنات يتيمات وعمتهن، حيث تدفع نفقات علاجها من محسنين أردنيين وسعوديين، قالت أنهم عرضوا الزواج بها لكنّها رفضت، واصفة وضعها "أنا محطمة من الداخل، لن أتزوّج ثانية"، معترفة أن "عيش امرأة عزباء بمفردها يجلب الازدراء"، ثم تعود لتتذكر "عندما كنت في السجن مع نساء أخريات كان حلمنا بأنّ نخرج ونعود إلى بيوتنا، ونجد من يتفهمنا ويتعاطف معنا، لكن عندما أرى كم أعاني أتمنى لو كنت متّ في السجن".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نور تتحدث عن اغتصابها لـ60 يومًا في فرع فلسطين في دمشق نور تتحدث عن اغتصابها لـ60 يومًا في فرع فلسطين في دمشق



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya