زيادة أعداد المشردين في تونس باستمرار وكلهم ضحايا الظروف المتردية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

استغلال الفتيات جنسيًا وسيطرة الإرهاب على عقول الأطفال

زيادة أعداد المشردين في تونس باستمرار وكلهم ضحايا الظروف المتردية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زيادة أعداد المشردين في تونس باستمرار وكلهم ضحايا الظروف المتردية

زيادة أعداد المشردين في تونس
تونس حياة الغانمي

امرأة في العقد الخامس من عمرها تقيم في محطة مترو، وشيخ في السبعين يُقيم في شارع وسط العاصمة، وطفل في العاشرة او اقل يُقيم في حديقة برشلونة واخر في حديقة الباساج وفتاة تقيم في "الخرابة " صُحبة العديد من الشبان، هذه وغيرها مآسي اجتماعية بالجملة، مشرّدون من كل الفئات والمستويات، اطفال صغار اجبرتهم الظروف على السكن في الشوارع وفي المناطق الخطيرة والنقاط السوداء المعروفة بالاجرام. فما الذي قد يجبر طفلا او شيخا او امرأة على مغادرة المنزل وجعل الشارع مأوى وسكن؟؟

لا بد أولا من الإشارة إلى أن عدد المشردين في تونس تزايد بصفة ملفتة للانتباه في فترة ما بعد الثورة .. خصوصا في شوارع العاصمة فهم يتواجدون بمختلف الطرق والحدائق العمومية ووسائل النقل وأماكن أخرى ، بعضهم يُقال عنهم اطفال الشوارع واخرون ينعتونهم بفاقدي السند او فاقدي المأوى، وكلهم تقريبا ضحايا للظروف الاجتماعية المتردية وللمشاكل والفقر.

وتعتبر ظاهرة المشرّدين خطيرة على الأمن العام فهؤلاء يتوزعون على الطرقات وداخل وسائل النقل العمومي وتحت الجسور. وقد اختار بعضهم ان يتحوّل الى بائع للمناديل الورقية والعلكة رغم صغر سنهم فيما اعتمد البعض الاخر على التسوّل وبشكل مباشر بعلّة قِصَر ذات اليد او وضعه الصحي المتردي. وتُستغل العديد من الفتيات جنسيا من طرف عدد من المجرمين والمشردين.

 وافادت رئيسة جمعية "دار تونس" السيدة روضة السمراني، التي تُعنى بفاقدي السند والمشرّدين ان فئة المشردين تضم مختلف الشرائح العمرية.
وأشارت الى أن ظاهرة المشردين في تزايد ملحوظ وما يُعمّق انعكاسات هذه الظاهرة ارتفاع نسب النساء فاقدات المأوى والسند واللائي تمثل نسبتهن 30٪ مقابل 70٪ من الرجال وذلك لمختلف الشرائح العمريّة. كما أنّ 60٪ من هذه الفئة قادمون من المناطق الداخلية المهمشة والتي تفتقر الى أبسط مرافق الحياة.
وأضافت السمراني أن الأسباب المباشرة لتعمّق ظاهرة المشردين هي اجتماعية واقتصادية بحتة الا أنّها تصبح كارثية عندما تتحوّل الى الإنحراف وهو ما يستوجب خطة استراتيجية محكمة من قبل الدولة لإنقاذهم خصوصا وأن هذه الفئة تتجاوز احتياجاتها الحصول على المساعدات البسيطة وهو استنتاج على حد قولها بعد ما قامت به الجمعيّة من معاينات عن قرب لأكثر من 500 حالة.

 ولعل المخيف في هذا الموضوع، أن فئة الأطفال المهمشين والمنقطعين عن الدراسة أصبحت هدفا سهلا للاستقطاب خصوصا من قبل العناصر الإرهابية التي استفحلت في الأحياء الشعبية وتنشط تحت غطاء الجمعيات الخيرية التي تقوم في خطوة أولى بتقديم بعض المساعدات المالية لهم ثم تقدم لهم دروسا لغسل أدمغتهم الصغيرة كخطوة ثانية ليتم فيما بعد الإيقاع بهم وإلحاقهم بالجماعات الارهابية.

 وتمثل نسبة المشردين من الأطفال 40٪ من مجموع الأطفال المهمشين في المجتمع، ولعل ما يتعرّض له المشردون يوميا من إهمال وتهديدات واستغلال تجعلهم عُرضة للجرائم وللإرهاب وبالتالي وجب النظر في مشاكلهم والتعرف على الأسباب التي دفعت بهم إلى الشارع وكيف يمكن مساعدتهم للخروج من أزماتهم.

وحسب مسؤول في إدارة مركز الرعاية والإحاطة الاجتماعية في تونس فإنّه يتم يوميا استقبال أكثر من 50 حالة من المسنين وفاقدي السند المادي والعائلي والأمهات العازبات والأطفال المهدّدين حيث يقدّم لهم المركز الإحاطة الاجتماعية من إقامة وأكل ولباس ومداواة وكذلك الرعاية النفسية والتربويّة.

كما يستقبل المركز سنويّا من هذه الفئة أكثر من 650 مشردًا يقع عليه عاتق إعادة إدماجهم ومساعدتهم على العودة إلى أهاليهم أو إلحاقهم بهياكل أخرى ذات الصلة على غرار دار "المسنين". ويوجد في تونس 3 مراكز للإحاطة والرعاية الاجتماعية بكل من صفاقس وسوسة وتونس. مع وجود 21 مركزا للدفاع والإدماج الاجتماعي موزعة على مختلف الولايات حيث سيتم تعميمها على أنحاء الجمهورية كافة سنة 2020.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيادة أعداد المشردين في تونس باستمرار وكلهم ضحايا الظروف المتردية زيادة أعداد المشردين في تونس باستمرار وكلهم ضحايا الظروف المتردية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya