طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نجلاء الغزالي "برباشة" تصنّف نفسها من جيل ثقافة المهمّشين

طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها

أكوام الفضلات في شوارع العاصمة تونس
تونس - أسماء خليفة

تمضي نجلاء الغزالي الطالبة في مرحلة التبريز في الانكليزية يومها في جمع القوارير البلاستيكية من أكوام الفضلات في شوارع العاصمة تونس كي تضمن قوت يومها. هذه المهنة التي يحمل أصحابها تسمية "بَرْبَاشَة" ظلّت حكرا لسنوات طويلة على فقراء البلاد من ذوي المستويات التعليميّة المحدودة وغالبا الأميّين قبل ان تنضم نجلاء لها لتعطي ل"البرباشة" ملمحا جديدا يجعل منها مهنة فقراء تونس الجدد. تبلغ نجلاء من العمر 38 سنة وهي خرّيجة القسم الانقليزي بكليّة الآداب بمنوبة عام 2011. حين تسألها عن سبب بُطْئِهَا الدراسي خاصة وان معدل أعمار خرّيجي الجامعات في تونس يكون في حدود 24 سنة ترد نجلاء وهي تنصرّ في مكانها "حياتي بطيئة جدّا كل مشاريعي الحياتي تأتي على مهل".
لا تفسير لهذا البطء عدا الفقر والخصاصة، فنجلاء اضطرّت لدخول عالم "البرباشة" منذ حوالي 8 سنوات بقصد تأمين مصاريف الدراسة ومساعدة العائلة على توفير قوت يومها.
تحدثت نجلاء ل"العرب اليوم" في مقهى صغير في العاصمة تونس يرتاده غالبا المخضرمون فنّيا فهو مقصدٌ للسينمائيين والمسرحيين وللفنانين. قد يستغرب قارئ هذا المقال كيف ل"برباشة" ان تختار مقهى فنيّا صغير كي تجري مقابلة صحفية. لا غرابة في هذا الموقف فنجلاء ممثلة مسرحية.
تنحدر الطالبة والممثلة المسرحية نجلاء الغزالي من أسرة تونسية تتكون من خمسة أفراد وهي بكر أسرتها. اضطرها عدم قدرة والدها على تأمين حاجيات الأسرة الى الخروج مبكرا للعمل في مصانع الحي بأحواز العاصمة دون ان تفكّر يوما في التخلّي عن دراستها.
طرقت محدثتنا ذات يوم باب احد النوادي الموسيقية ونشطت في اطارها وكسبت ودّ صاحبة النادي وساعدتها هذه الاخيرة فيما بعد لدخول عالم المسرح من بابه الصغير. وكانت تلك اللحظة المنعرج في حياتي وهو انضمامي الى مسرح الفقير على هامش مهرجان علي بن عيّاد.
التزام نجلاء مع المسرح لم يثنه من الاستمرار في ربش الزبالة لاستخراج القوارير البلاستيكية وفضلات النحاس "وغيرها من الفضلات التي نصنّفها ونتولّى بيعها فيما بعد بمبلغ قدره 300 مي (اقل من واحد دولار)  للكيلغرام الواحد" على حد قولها. تدرّ هذه المهنة على نجلاء الغزالي حوالي 9 دنانير/ حوالي 5 دولار يوميّا ويستغرق منها جمع الفضلات وتصنيفها حوالي خمس ساعات يوميّا.
ترفض محدثتنا تسمية مهنتها ب"البرباشة" وترى في هذا التصنيف تجنّي على ممتهنيها. تقول وهي تمسك سيجارتها بيد خشنة لوّن أظافرها السواد في مشهد يثبت تعب سنينها الثمانية "في هذه التسمية احتقار لفقراء البلاد الذي يصنعون من اللاّشيء قوتا لهم ولمن لا يعرف هذه المهنة أقول له فيها حياة للمعدومين وفيها تفاصيل لا يعرفها سوى من يمارسونها ثمّة علاقة عضوية تولد بين جامع الفضلات والفضلات فهي من تعطيه الطاقة للإستمرار في الحياة".
تصنّف نجلاء نفسها على أنها من جيل ثقافة الاندرقاع (underground) اي جيل الهامشيين. وتقول "ثمّة حياة أخرى في تونس لمن لا يعرفها هي حياة الهامشيين مثلي وحياة المشردين وفقراء البلاد الجدد. هذه الثقافة بدأت تبرز أكثر بعد الثورة بدليل نجاح أغاني الراب بشكل غير متوقع ثقافة الهامشيين تصنع جيلا بأكمله في بلادنا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya