الاعتداء على الأصول في الجزائر يحطِّم الرقم القياسي في منطقة المغرب العربي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تحصي سنويًا أكثر من 9 آلاف قضية متورطيها ما بين 16 إلى 45 عامًا

الاعتداء على الأصول في الجزائر يحطِّم الرقم القياسي في منطقة المغرب العربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاعتداء على الأصول في الجزائر يحطِّم الرقم القياسي في منطقة المغرب العربي

الاعتداء على الأصول في الجزائر
الجزائر - سميرة عوام

يعتبر الاعتداء على الأصول في الجزائر من الملفات السوداء التي فشلت الهيئات المعنية في معالجتها، في وقت عرفت فيه الظاهرة تنامي آخر، خصوصا في الولايات الجزائرية الكبرى، فظاهرة الاعتداء على الآباء والأمهات، أخذت منحنى آخر في الجزائر، مما يهدد كيان واستقرار الأسرة الجزائرية ويؤثر بالسلب على استمرار ترابط العائلة، بعد انحراف الأبناء من خلال الاعتداء على آبائهم واستعمال مختلف وسائل العنف على غرار الإهانة، التهديد بالقتل والاعتداء الجنسي.
وتحصي الجزائر سنويا أكثر من 9 آلاف اعتداء على الأصول، بحيث تمت خلال العام الجاري إحالة العديد من قضايا العنف ضد الآباء إلى أروقة العدالة، وتورط فيها أبناء أغلبهم منحرفين ومسبوقين قضائيا ينحدرون أغلبهم من الولايات الكبرى منها العاصمة، عنابة وهران وقسنطينة، أعمارهم تتراوح ما بين 16 إلى 45 عاما، وهي الفئة الأكثر تورطا في هذا النوع من القضايا، في الوقت الذي تم فيه إيداع 500 شخص آخر في الحبس المؤقت خلال العام 2013، غالبيتهم من فئة الذكور، أما النساء فيمثلون قرابة 20%، تم طردهن من طرف عائلتهم إلى الشارع، ومن ثم التورط في مختلف قضايا الفساد والسرقة.
وعالجت مصالح الشرطة في الجزائر قرابة 1000 شكوى، تم إيداعها من طرف الآباء والأمهات خلال العام الجاري، بعد تعرضهم لعملية العنف الجسدي، ومن ثم الطرد التعسفي إلى العراء والشارع.
ولاحتواء ظاهرة الاعتداء على الأصول في الجزائر، برمجت وزارة التضامن مراكز للشيخوخة ودور المسنين، بحيث تم تحويل قرابة 12 ألف مسن خلال عامي 2012 و2013. فيما تستقبل كنيسة القديس أغسطين في مدينة عنابة قرابة 900 مسن سنويا، ينحدرون من 7 ولايات شرقية، وهي: الطارف وسكيكدة وقالمة، بالإضافة إلى سوق أهراس عنابة، تبسة وقسنطينة، مما أدى إلى عجز هذه المرافق عن استيعاب العدد الكبير للآباء، والذين يقدر عددهم بـ 12 ألف مسن.
فيما يعيش قرابة 35% من آباء آخرين في أقبية العمارات، والشوارع، حيث يتعرضون للاعتداءات الجنسية من طرف المنحرفين، والذين فرضوا منطقهم على المصالح الأمنية الجزائر، بحيث يستحوذون على الشوارع الرئيسية باستعمال الأسلحة البيضاء من أجل تهديد النساء المسنات بالقتل، ومن ثم استلاب جميع ما يملكن من بعض الصدقات التي يستجدينها من المارة.
وقد أكد مخبر علم الاجتماع في عنابة أن ظاهرة الاعتداء على الأصول في الجزائر بلغت نسبة 40%، بسبب عدة عوامل مختلفة أدت إلى تنامي الظاهرة بعد تزايد مشاكل العنف الجسدي والقتل العمدي في الجزائر. وحسب الجهة ذاتها، فإن اتساع دائرة الفقر والبطالة ساهم في تأجيج عمليات العنف، خصوصا أن 60% من الشباب عاطل عن العمل، الأمر الذي ساعد على الانحراف الأخلاقي، ومن ثم استعمال العنف للاعتداء على الآباء بالضرب المبرح أو القتل من أجل الاستيلاء على ما يملكونه إذا كانوا ميسوري الحال أو التخلي عنهم في ديار العجزة للاستحواذ على الممتلكات مثل المنزل والعقارات وما شابه ذلك.
وأشار أساتذة علم النفس من جامعة باجي مختار إلى أن "فترة التسعينات لها تأثير قوي على المجتمع الجزائري، والذي تعرض لمختلف أنواع الترويع والترهيب الذي خلق أشخاصا مزدوجي الشخصية، غالبيتهم غير أسوياء، خصوصا أن الجماعات الإرهابية التي ردت العائلات، بالإضافة إلى عمليات التهميش والإقصاء من البرامج السكنية، بحيث يضطر الآباء وأبناءهم السكن في غرفة واحدة، كل هذا انجر عنه العنف ضد الآباء
وتطرقت دراسة كان قد قدمها أساتذة في علم الاجتماع في عنابة، خلال ملتقى بشأن الأصول أن الأقراص المهلوسة والمخدرات بشتى أنواعها والتي تروج في الأسواق الجزائرية، ساهمت في تزايد عمليات الاعتداء العشوائي على الأولياء والتهديد بالأسلحة، لسرقة بعض الأغراض الخاصة، من أجل اقتناء السموم، وقد تتحول المشاجرة مع الأب أو الأم إلى جريمة قتل تدخل الجاني إلى الحبس، ومن ثم الحكم عليه بالإعدام لتورطه في جريمتين الأولى الاعتداء على الأصول والثانية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.
ولاحتواء الظاهرة، أجمع المختصون على ضرورة تدخل الحركات الجمعوية وكذلك الأئمة في المساجد لإشعار الشباب بخطورة الوضع. كما أن الدولة مطالبة ببناء مراكز للعجزة، وإعادة ترميم بعض دور الإنسانية لتوفير المرافق الضرورية للآباء والأمهات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتداء على الأصول في الجزائر يحطِّم الرقم القياسي في منطقة المغرب العربي الاعتداء على الأصول في الجزائر يحطِّم الرقم القياسي في منطقة المغرب العربي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya