هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح للتطريز في غزة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

درست عدة دورات وحصلت على منحة من الجامعة لتفوقها

هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح للتطريز في غزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح للتطريز في غزة

هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح
غزة - محمد حبيب

تعاني الشابة الفلسطينية هدي أبو عود (33 عاما، من قطاع غزة) من إعاقة ناجمة عن إصابتها بشلل في الأطراف، ولكنها استطاعت أن تصنع لنفسها مكانا في المجتمع، لتتفوق به على الكثير ممن يملكون حواسهم وقدراتهم الجسدية الكاملة، ولم يستطيعوا أن يحققوا أي شيء في حياتهم , لتصبح نموذجا يسطر بأناملها اسمى معاني القوة والثابت, رغم إعاقتها الجسدية.ورغم اجتماع ظروفها المادية السيئة ووضعها الجسدي الخاص، لم تثني عن المضي بكل ثقة، لتشق في حياتها طريقا مملوءا بكل عزم, وإن ما زالت تحتاج إلى الكثير من الدعم للوصول إلى ما تصبوا إليه.وتقول هدى: كنت في بداية حياتي سلبية، أتوقع أن يبادرني الآخرون بالخير، وتلبية ما يجول في خاطري دون طلب منهم أو إيحاء، ولكن الحقيقة إن الناس في الحياة سائرون إلى الأمام لا يعيرون اهتمامًا بمن خلفهم، فمن لم ينهض بنفسه فلن يمد إليه أحد يده لينهضه، وهذا ما تأكدت منه بعد عدة أعوام عشتها دون إنجاز شيء يذكر.وتسرد هدى تفاصيل إعاقتها، قائلة: إن من يراني وأنا أجلس أو واقفة لا يتوقع أنني من ذوي الإعاقة, ولكن عندما أتحرك يكتشفون إصابتي وهي عدم القدرة على المشي والتحرك بطريقة طبيعية وعدم القدرة على التحكم بالأطراف بسهولة، بل أكون أترنح وأمشي ببطء وصعوبة.وبسبب إعاقتها، تركت المدرسة في سن مبكر وهي في سن الـ 13, لتجلس في المنزل، ولتبدأ قصة البحث عن مكان لها في إحدى المؤسسات التي تعتني بهذه الفئة، فلم تجد أية مؤسسة تهتم بها، بل جميعهم كانوا يستغلون وجودها ويلتقطون الصور ولا تحصل في المقابل على شيء، وفي بعض الأحيان، بعد عدة محاولات تحصل على مواصلات فقط.وتقول هدى: إن المؤسسات أخذت منها الكثير من الجهد والعمل المتواصل ولم تعطها شيء يستحق، وإذا أعطتها كانت تعطيها الفتات وكانت ترغب في دراسة الكمبيوتر، وأن تتخصص في هذا للمجال، لتقديرها أنه سيفتح لها المجال في حالة تعلمه في مجال العمل من قبل المؤسسات.واستطاعت أن تحصل على عدة دورات مختلفة في مجال السكرتارية والكمبيوتر، وتقول: رغم أنني حصلت على ما كنت أرغب في تعلمه، ولكنني لم أجد نفسي في هذا المجال، رغم حبي الشديد له، لأقرر بعد ذلك أن أعود لمقاعد الدراسة مرة أخرى، وأدرس الصف الثالث الإعدادي، ومن ثم أدخل امتحان قبول لمستوى توجيهي، وأنجح بعد أن حصلت على العديد من الدروس الخصوصية.لم يكن بالأمر السهل عودة أبو عود إلى مقاعد الدراسة، بحيث اضطرت أن تدفع جميع ما كانت تحصل عليه من عملها في المؤسسات، بحيث كلفها في مرحلة الثانوية 570 شيكل، وهو رقم كبير بالنسبة لها, ولكنها استطاعت أن تتحدى وتنجح وتحصل على شهادة الثانوية العامة. وقالت: لم أكن أتوقع أن أنجح في الثانوية العامة، لكن إصراري على النجاح جعلني أصل إلى ما أرغب فيه، وبعد عدة أعوام ،عدت إلى مقاعد الدراسة لأكمل فيها وأنجح، وأقرر أن أكمل في الجامعة, وعمري 30 عاما, كان قرارا أيضا صعبا، فمن أين يمكن أن أوفر تكلفة الجامعة, ولكن دخلت الكلية التطبيقية الجامعية، بعد أن أعطتني منحة دراسية، بحيث بعت خاتمي وساعدتني الكلية، في ببعض اللوازم الدراسية فأكملت الدبلوم بتخصص فنون حرفية, بحيث كان أقل تكلفة من بقية التخصصات.ورغم أنها أنهت الدبلوم بتخصص، لم تكن ترغب فيه، إلا أنها أحبته وأبدعت فيه لتحصل على منحة من قبل مؤسسة الإغاثة الإسلامية، بعد أن اختارتها الكلية كونها تميزت في تخصصها ولأنها من ذوي الإعاقة لتحصل على منحة مالية، بعد أن أتمت 6 شهور تدريب في مجال الحرف والفنون تخصص تطريز وأعمال يدوية.وأضافت هدى "صحيح أنني مصابة بإعاقة، ولكنني نجحت في تعلم التطريز والإبداع فيه، كما استطعت أن أنجح في الأعمال اليدوية الأخرى، وكنت من بين المتميزين في الدورة، لأحصل عل تمويل لمشروع بمقدار 7000 دولار، وهو حلم كان يراودني وهو أن يكون لدي مشروع خاص بي".وتقول هدى: قمت باختيار مكان افتتاح المشروع وهو الآن يمر عليه 9 شهور, بحيث أنني أثبت جدارة في مجال التطريز، ولكنني أنتظر أن ينجح بشكل أكبر, فتكلفة التطريز غالية، وهي متعبة لشخص لا يعاني من أية مشكلة، فكيف من ذوي الحاجات الخاصة، ورغم ذلك أنا ما زلت في بداية الطريقة وأحب مشروعي وأتمنى أن ينجح.ولقد حصلت أبو عود على دعم من قبل المجتمع ولكنها تواجه العديد من الكلمات المحبطة بدعوتها إلى أقفال محالها والجلوس في منزلها، ورغم ذلك تتحدى وتصبر حتى تحقق هدفها بنجاح مشروعها.وتضيف هدى "مشروعي هو أهم شيء في حياتي، وأركز عليه كثيرا، فأنا اعتبر نفسي قد ولدت بعد أن أنشأت مشروعي الخاص بي، وأنا اعتني به كما تعتني الأم بابنها، بحيث أقوم بالاهتمام به وتطويره بشكل مستمر حتى يكبر وأكبر أنا معه".وتتمنى أبو عود في النهاية أن "تستطيع الحصول على داعم آخر للمشروع، فهي تحتاج إلى تعريف أكثر بمحلها ودعمها في بيع منتوجاتها محليا وعالميا، حتى ساعدها على الاستمرار في هذا المشروع, كما تتمنى أن يتم تفعيل قانون ذوي الإعاقة، لفتح مجال لهم للعمل في الوزارات وللمحافظة على كرامتهم في المجتمع".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح للتطريز في غزة هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح للتطريز في غزة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

اتحاد كرة القدم يكشف رغبة ريال مدريد في ضم محمد صلاح

GMT 04:38 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين سهرة للمحجبات من أحدث صيحات موضة الشتاء
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya