ما الذي تريده النساء مغامرة في علم رغبات الأنثى وكونها أكثر اعتدالاً
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كتاب دانيال بيرغنر يمزج الحكايات المرويّة مع الاكتشافات العلميّة

"ما الذي تريده النساء؟" مغامرة في علم رغبات الأنثى وكونها أكثر اعتدالاً

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

كتاب "ما الذي تريده النساء؟" مغامرة في علم رغبات الأنثى
لندن ـ سامر شهاب

يرى محلّلون أن كتاب دانيال بيرغنر الذي يحمل اسم "ما الذي تريده النساء؟" يقول بعض الأشياء المفيدة عن الحياة الجنسية للأنثى، إذا ما تجاوزنا ما فيه من طرافة وأسلوب مسرحيّ في بعض الأحيان، وكما هو الحال مع الكتب الأخرى التي تناولت الموضوع نفسه أخيرًا - ولا سيّما كتاب ناعومي وولف المثير للجدل، والذي يحمل اسم "المهبل" – يمزج الكتاب بين الحكايات المرويّة، ودراسات الحالة والاكتشافات العلميّة لينقلب على عقب بعض الافتراضات الثابتة: مثلاً أنه، على عكس الرجال، النساء لا تميل للجنس المختلط؛ وأن الإحساس بالأمان والعواطف هي العوامل الأكثر أهمية في علاقات المرأة الجنسية، وقبل كلّ هذا، أن النشاط الجنسي لدى النساء أكثر اعتدالاً من الرجال، وذلك نتيجة للتنشئة الاجتماعية منذ قرون. أو، كما يقول بيرغر: "إن رغبات المرأة – هذه القوة الكامنة الفطرية – مقيّدة ومستهان بها، حتى في عصرنا، حيث يبدو الجميع غارقًا في ممارسة الجنس بشكل يتجاوز كل القيود".
كان من الممكن أن يكون هذا الجدل صادمًا في التسعينات، أما الآن فتشعر أنها أقرب للمبالغة؛ إنه لشيء رائع تحرير الحياة الجنسية للمرأة من القيود التاريخية، ولكن إذا ما قرأت ذلك وأنت في مزاج خاطئ، أو بعد مشاهدة العديد من حلقات مسلسل "بنات"، سيبدو وكأنه التزام آخر. مثله مثل أيّ شىء آخر على قائمة مهامك سيكون هناك حاجة لإظهار مدى القوة الكامنة والسلطة الفطرية التي تملكينها مثل فأر المختبر.
وتلعب الفئران دورًا كبير فى هذا الكتاب غالبًا الدور نفسه الذي تلعبه في عالم العلوم، حيث يمكن اختزال الكثير من البراهين فقط "لأن الفئران فعلت ذلك". بيرغنر يقضي وقته تمامًا كما فعلت وولف، يشاهد العلماء وهي تراقب الفئران بحثًا عن علامات تدلّ على خصائص يمكن أن تنعكس في السلوك الإنساني، الشيء نفسه ينطبق على التجارب البشرية، حيث يتم توصيل النساء بأقطاب كهربائية وهي تمارس الجنس، ومن المؤكّد أن إناث الفئران أكثر عدوانيّة جنسيًا من الذكور، وعندما تشاهد نساء التجارب الجنسيّة يحدث لها عملية إثارة تمامًا كما الرجال المشاركون لهن في التجربة الجنسية، ومن هنا يصلن لمرحلة المضاجعة من دون استخدام مواد مساعدة كالبابون – حتى الشموع أو علبة الحليب ليست مطلوبة هنا.
عامل التعقيد هنا، بطبيعة الحال، هو أن الإثارة ليست كالرغبة، التي هي النقطة الشائكة في البحث عن النسخة النسائية من الفياغرا، والسبب أن لا أحد يرغب في مواعدة القرود، أو، كما يبدو، من الحكايات التى في الكتاب، الرجال اللطيفة، ولدعم نظريّته، يستشهد بيرغنر بدراسات حالة لنساء يشعرن بالذنب لعدم الشعور بالإثارة نحو رجال يمكن الوثوق بهم، ويتسمون باللطف، ويفضلون عليهم الرجال الذين لا يمكن الاعتماد عليهم والمحبين للمخاطرة.
ليس هذا بجديد؛ فكتاب "خمسون من الظلال الرمادية" يردد هذه الكليشيهات نفسها، ولكن النقطة التي يثيرها بيرغنر هنا أن هذا النوع من الرجال يتمكّن من دغدغة مشاعر المرأة عن طريق المواءمة بشكل أكبر - وهو ما يعني عصبيًا - مع نزواتها الجنسية، فهناك مثلاً هذه الفتاة المخطوبة لشخص لطيف، ولكنّها لا تريد أن تمارس معه الجنس لأنها مشغولة بخيالاتها عن صديقها السابق الذي كان جريئًا وخطيرًا.
ويستنبط المؤلف من هذه الحالة العديد من الدروس المستفادة عن نوعيّة الرجال التي ترغب النساء في معاشرتهن. ولكن بالتأكيد هناك قراءات أخرى؛ أن خطيبها اللطيف ليست لديه قدرة كافية على التواصل؛ أو أن الرغبة في "خمسين ظلاً للجنس" ملحّة فقط لأنها من المحرمات، وبالتالي فبقدر ما هي دافع اجتماعي هي دافع حيواني أيضًا.
النقطة الثابتة هنا أن الحياة الجنسية للمرأة لا تزال ملتزمة بأفكار صارمة بشأن التطور، أو كما تقول هيلين أوكونيل، وهى طبيبة مسالك بولية أسترالية" أنها تتلخص في فكرة أن أحد الجنسين يمثل الجنس والآخر يمثل القدرة على الإنجاب"، وربما هذا هو السبب ان النشاط الجنسي العلني للنساء فوق سنّ الإنجاب، أو فوق الـ 35 في هوليوود، لا يبدوا امراً جذاباً ، في حين أن روبرت ريدفورد لا يزال يستطيع القيام بأيّ دور رومانسي. بيرغنر جيد في هذا، الا وهو التعزيز بدوافع سياسية لبعض النظريات العلمية على نظريات أخرى. وقد كتب يقول "لماذا، ومنذ البداية، في بعض المنشورات الأكاديمية الغامضة تتخلل نظريّة الاستثمار الأبوي الافتراضات الثقافية على مدى العقود الأخيرة فيما ظلت الحقائق التى أثبتتها تجارب القرود أقل شهرة بكثير؟".
وتنبثق نظريّة الاستثمار الأبويّ من علم النفس التطوري الذي يقول إن المرأة تميل الى الزواج مرة واحدة فقط في العمر و "الجنس الآمن" لحماية أطفالهم، في حين أن الرجال لأسباب تطوريّة جيدة أيضًا مضطرون إلى نشر نسلهم للقاصي والداني، ولكن بيرغنر كتب يقول "دراسات أخرى تُقوِّض هذا تمامًا، وتُبيّن أنه في البيئات البرية حيث تقتل القردة الذكور مواليد المجموعة بشكل عشوائي، فإن الإناث اللواتي يمارسن الجنس مع العديد من الذكور يحجبن أبوّة مواليدهن وبذلك، توفر فرصة أفضل له للحماية من كل ذكر في المجموعة، وفي بعض مجتمعات القردة، تكون الأنثى هي المهيمنة، والمعتدي الجنسي الذي تسعى للجنس، وتريد المزيد منه من القردة الذكور.
العلاقة السببية في هذه الأمثلة تكون مختلفة قليلاً، لا سيّما عندما يتعلق الأمر بالفئران: حيث يقال إن أنثى الفأر عندما تهرب من ذكرها تفعل ذلك من أجل ألا ينتهي الجنس سريعًا".
والتاريخ الاجتماعي هنا يتناول الأمور بشكل سطحي - من فرويد إلى مادونا في جملة واحدة، وملخص "النسوية الوليدة" الفيكتورى الذي ينسجم مع ما جاء في الإنجيل في ما يخص تفسير كيف تحولت النظرة للنساء على اعتبارهم الأوصياء على أخلاق المجتمع، ومن دون السياق الاجتماعي أو السياسي الأوسع فإن هذا، عمليًا، لا معنى له.
إن حياة المرأة العصرية أفضل حالاً، خاصّة في ما يخص المشاكل الكبيرة والمتزايدة الناجمة عن مضادّات الاكتئاب، هناك 15 مليون امرأة في الولايات المتحدة يتعاطون عقاقير لضبط المزاج العصبي، وأحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لهذه العقاقير تقليل الدافع الجنسي.
ويتناول بيرغنر مشكلة صعوبة الاحتفاظ بقدر الاهتمام نفسه بالشريك على مدار فترات الزواج الطويلة، ويقول إنه كافٍ ليجعل الطبيب المعالج يتنهّد ربما فى تعبير صامت عن الحزن.
وشبّهت إحدى السيدات متعة ممارسة الجنس مع زوجها بمتعة إعادة كتاب إلى المكتبة، بينما تقول أخرى "أشعر نحو زوجي كما أشعر نحو أخي".
وتريحنا هذه المقاطع من تجارب الفئران، وتذكّرنا بأن قراءة تجارب الحياة من خلال كيمياء الدماغ سوف تذهب بك بعيدًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تريده النساء مغامرة في علم رغبات الأنثى وكونها أكثر اعتدالاً ما الذي تريده النساء مغامرة في علم رغبات الأنثى وكونها أكثر اعتدالاً



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya