الزواج من المقاتلين الأجانب ظاهرة تغزو المدن السورية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

على الرغم من العوائق التي تواجهها وأبنائها

الزواج من المقاتلين الأجانب ظاهرة تغزو المدن السورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الزواج من المقاتلين الأجانب ظاهرة تغزو المدن السورية

النساء السوريات
دمشق - المغرب اليوم

غزت ظاهرة جديدة بعض المدن السورية، وهي زواج بعض النساء السوريات بأجنبي، بعد قدومه إلى البلاد من أجل القتال ضد قوات نظام بشار الأسد، في الوقت الذي يمثل فيه هذا الأمر عائقًا كبيرًا لها ولأبنائها؛ بسبب القوانين الموجودة.

وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على هذه الظاهرة، والتقت بعض النساء اللاتي خضن هذه التجربة، في تقرير لها الأربعاء 21 مارس/آذار 2018.

وقالت سيدة للصحيفة البريطانية "تزوجتُ مقاتلًا أجنبيًا من جزر المالديف في عام 2016، وقُتل في الاشتباكات ضد قوات النظام في العام نفسه، أصبحتُ حاملًا من هذا الرجل، وأنجبتُ بعد 3 أشهر من وفاته".

وكان شعور هذه المرأة، التي تبلغ من العمر 30 عاماً، وهي من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب السورية، بعدم الأمان هو الذي دفعها إلى الزواج.

وقالت "قُتل والديّ في غارة جوية من قِبل النظام. ونتيجةً لذلك، استمررت في الانتقال بين منازل إخوتي الخمسة المتزوجين، ولكنَّ معظم الوقت الذي قضيته كان في منزل أخي الأكبر. لم أكن أشعر بالراحة؛ بسبب عدم الاستقرار، وكنتُ أشعر بأنَّني امرأة عالة. فقررتُ أن أتزوج"، وفقًا إلى الصحيفة البريطانية.

وتُعد القصص مثل هذه شائعةً في أجزاءٍ من سوريا؛ ولكن حملةً شعبية تُسمى "من هو زوجك؟"، تهدف إلى ردع النساء السوريات عن إقامة علاقات مع المقاتلين الأجانب، ومحاولة تثقيف العامة من خلال الملصقات والكتابة على الجدران حول التحديات التي تواجهها هؤلاء النساء وأطفالهن.

واستُقطِبَ مقاتلون أجانب إلى سوريا منذ بداية النزاع، على أمل الانضمام إلى الجماعات الجهادية التي أصبحت بارزةً هناك، وبعضها مُنتسب إلى تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش"، وفقًا للصحيفة البريطانية.

أعباء يعانينها

ويتحمل النساء اللاتي يتزوجن هؤلاء المقاتلين العديد من الأعباء؛ إذ لا تستطيع السورية نقل جنسيتها إلى زوجها، في حين أنَّ المرأة الأجنبية يمكن أن تصبح مواطنة سورية إذا تزوجت رجلًا سوريًّا، وفقًا إلى "الغارديان".

وتنتقل الجنسية السورية إلى الأبناء من خلال الأب، فحتى لو كان الطفل مولودًا لأمٍ سورية وأبٍ أجنبي ولم يعش في أي مكان آخر غير سوريا، فلا يحق له التمتع بالحقوق والامتيازات التي تُمنح للمواطنين السوريين، وكانت هناك جهود لتغيير القانون، ولكنَّها في الوقت الحالي لا تزال كما هي.

وهناك أيضًا وصمة العار المرتبطة بزوجات وأرامل الجهاديين غير السوريين؛ إذ يقول عاصم زيدان، مؤسس حملة "من هو زوجك؟"، للصحيفة البريطانية: "هؤلاء المقاتلون الأجانب الذين يُقتلون، أو يختفون، أو يهربون، يتركون وراءهم أطفالهم وزوجاتهم، وهذا يؤثر عليهم بشدة. تتأثر حياتهم الاجتماعية".

وتدعم المرأة من مدينة معرة النعمان -التي طلبت عدم استخدام اسمها؛ خوفًا على سلامتها من العقاب الاجتماعي- هذا الادعاء؛ إذ تقول "اعتادت الفتيات قول "كيف قبلتِ أن تتزوجي من هذا الشخص؟ كنتِ ستجدين شخصاً أفضل منه وأكثر جمالًا".

وتابعت "كان أقاربي أيضاً ضد هذا الزواج؛ لأنَّه -في رأيهم- كان شخصاً غريباً وليس لديهم أي فكرة عن ماضيه، والأهم من ذلك أنَّه كان عضواً في هيئة تحرير الشام".

ويضم ائتلاف هيئة تحرير الشام، عدة تنظيمات، من بينها "جبهة النصرة"، التي كانت في السابق مرتبطة بتنظيم القاعدة.

لماذا تتزوج السوريات بالمقاتلين الأجانب؟

وذكرت صحيفة "الغارديان"، أسباب الزواج بالمقاتلين الأجانب، حيث أكدت أنها  مختلفة ومتنوعة؛ بعض النساء يشعرن بأنَّه ليس لديهن خيارات أخرى، وهناك أخريات مُتحمسات للزواج بشخص يرونه شجاعًا وبطلًا.

وتحاول حملة "من هو زوجك؟" مساعدة النساء السوريات في إدلب ومنطقة حلب في سوريا على فهم المخاطر.

ويقول زيدان للصحيفة البريطانية، إنَّه منذ بدء الحملة في ديسمبر/ كانون الأول 2017، سجَّل فريقهم، المكوَّن من 150 متطوعاً، 1735 امرأةً في إدلب وغرب حلب متزوجات بمُقاتلين أجانب، وكان لدى 1124 امرأةً من هؤلاء النساء من أزواجهم الأجانب 1826 طفلاً.

وقال أحد المتطوعين - طلب عدم الكشف عن اسمه؛ بسبب الخوف من عقاب هيئة تحرير الشام "إنَّ الفريق يأمل وقف هذه الظاهرة، ولكنَّهم واجهوا تهديداتٍ من المجموعة"، وأضاف المتطوع "حاولت هيئة تحرير الشام تتبُّع فريق العمل؛ لمعرفة هويته الحقيقية"، وقام بعض المقاتلين الأجانب بإزالة الملصقات ثم مزقوها في مدينة أريحا.

هدف آخر للحملة

وتهدف الحملة أيضًا إلى مساعدة الأطفال الذين يُولدون من هذه الزيجات، في الحصول على اعتراف المجالس المحلية. ففي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، تُشكل هذه المجالس الوسيلة الوحيدة التي يمكن للأطفال من خلالها الحصول على وثائق رسمية لتلقي اللقاحات والتسجيل في المدرسة.

ويقول عبد الرحيم حمادي، هو رئيس المجلس المحلي بقرية كفرومة في إدلب، إلى الصحيفة البريطانية "إنَّه في حين يشجع معظم الناس في مدينته أقاربهم من النساء على الزواج بالمقاتلين الأجانب، فإنَّ مخاوفهم على الأغلب تتعلق بالمستقبل القريب، مثل خطر وفاة الزوج في أثناء القتال. ويقول عبد الرحيم: "نصائحهم لا تتعلق بالمستقبل، مثل حقوق الأطفال وجنسياتهم".

وتقول فاطمة الأبرش التي تعمل في مركز "مزايا"، وهو مركز للنساء يدير أيضاً ببرامج للأطفال، إنَّ هناك عواقب أخرى أيضاً.

وتوضح فاطمة "العديد من المقاتلين الأجانب لا يسمحون لأطفالهم بالاندماج مع الأطفال الآخرين في المجتمع، حتى إنَّهم يمنعونهم من الذهاب إلى المدارس العامة؛ لأنَّهم يعتبرون أنَّ هذه المدارس علمانية. لذلك، يُرسلون أطفالهم إلى المؤسسات الإسلامية التي أسستها هيئة تحرير الشام، بدلاً من ذلك. وهذا الأمر يخلق صدعاً اجتماعياً ضخماً لدى الأطفال"، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويقول زيدان إنَّ امرأتين على الأقل، رفضتا حتى الآن الزواج بمقاتلين أجانب، وأضاف "واجبنا حل هذه المشكلة. وعلينا تحمُّل المسؤولية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزواج من المقاتلين الأجانب ظاهرة تغزو المدن السورية الزواج من المقاتلين الأجانب ظاهرة تغزو المدن السورية



GMT 05:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

انضمام إيزيديات لمقاضاة شركة فرنسية متهمة بتمويل "داعش"

GMT 05:51 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

امرأة صينية تكتشف أنها ذكر وتُصاب بالذهول والدهشة

GMT 01:33 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رجل بريطاني يتعرض للعنف المنزلي من قبل زوجته

GMT 03:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك مجموعة متنوعة من هدايا عيد الميلاد المجيد

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya