بيروتفيلم يعرض تفاصيل حياة أسطورة الهندسة المعمارية العراقية زها حديد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

غيرت بنظرتها المبدعة اتجاه هذا المجال في العالم

"بيروت"فيلم يعرض تفاصيل حياة أسطورة الهندسة المعمارية العراقية زها حديد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

العراقية زها حديد
بغداد - نجلاء الطائي

رمقت العراقية زها حديد الحضارات الهندسية بنظرة تغيير وأهدت الحجر منحة النطق فصار زمنها المعماري صاحب لغة خاصة ازدهرت معها هندسة مرهفة وغير تقليدية، بل تشكل انقلابا على السائد، وطوعت زها حديد  "بريطانية الجنسية" الحديد فجاء على ورقها لينا وبحساسية عالية حتى سطع اسمها في سماء الهندسة المعمارية.

سيرة المهندسة العراقية الشهيرة جرى تناولها في فيلم وثائقي عرض في بيروت تحت عنوان "تخيّل... زها حديد: من يجرؤ يكسب" من إنتاج محطة "بي.بي.سي"، وجاء عرض الفيلم بمبادرة من مهرجان بيروت للفيلم الوثائقي الذي كان يستعد لعرضه في الخريف. لكن بعد رحيل زها فجأة في مارس آذار الماضي وهي في أوج عطائها فضلت إدارة المهرجان إطلاقه تكريما لنجاح أسطوري لامرأة استثنائية.

يعرض الفيلم جوانب من حياتها في "لفتة حب لكل ما هو جميل ومبدع ورائد في الثقافة العربية" كما جاء في منشور للمهرجان وزع قبيل عرض الفيلم، ويبرز الفيلم كيف جابت بنت حضارات العراق المدن مزودة بخرائط عابرة للتقليد فبنت مملكتها المميزة وتمكنت من نشر ذوقها ونثره على شوارع وجامعات وعواصم تحكي اليوم لغتها.

الفيلم عبارة عن زيارة لأبنيتها من النمسا إلى أذربيجان ضمن إنجازات المهندسة العراقية اللامعة. ومن المقرر إطلاقه في بيروت في افتتاح النسخة الثانية من مهرجان بيروت للفيلم الوثائقي في الفترة من الثامن إلى الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، وتظهر زها الطفلة في الفيلم عبر صور فوتوغرافية كابنة لأحد قيادات الحزب الوطني الديمقراطي العراقي ووزير المالية الأسبق محمد حديد الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة من عام 1958 حتى 1963.

تنقلت من طالبة للعلم في لندن إلى واحدة من أبرز المهندسين المعماريين الذين غيروا نظرة الناس للعالم من خلال الأبنية، وقالت زها حديد في الفيلم الوثائقي الذي أنتج قبل وفاتها بأشهر "كنت طفلة فضولية جدا. العراق كان آنذاك مكانا رائعا والناس فيه رائعون والمجتمع منفتح."

وأضافت "تعلمت في مدرسة للراهبات. كنت فتاة مسلمة في مدرسة للراهبات.

كان وقتا مثيرا للاهتمام في بغداد آنذاك، كانت الحرية حاضرة بشكل جميل، صغيرة أردت أن أصبح مهندسة. كان لأهلي عقل منفتح، وأنا في الثامنة من عمري كنت أختار ثيابي. عام 1972 سافرت إلى لندن."

وفي عام 1975 أسست عملها الخاص،فكانت ترسم حتى ساعة متأخرة من الليل، وفي 1983 فازت بمسابقتها الأولى، وبعض الذين جرت مقابلتهم في الفيلم قالوا إن كونها امرأة زاد من صعوبة عملها في مهنة كان يهيمن عليها الرجال في العالم العربي.

وقال أحد أساتذتها الجامعيين "كان واضحا أنها ستصبح اسما محوريا في تاريخ الهندسة، كان من المستحيل إيقاف مسارها"، وقال إلياس زنجاليس "كانت مصدر إلهام، كانت زها ريادية".

ويصور الفيلم جوانب أخرى من حياتها حيث أنها لم تكتف بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضا أشياء أخرى بدءا من الأثاث ووصولًا إلى الأحذية.

وقالت أليس مغبغب مديرة مهرجان بيروت للفيلم الوثائقي "الفيلم ممتاز لامرأة ممتازة. الشغل الذي قاموا به لتصميم الفيلم بديع جدا ويصب في خدمتها منذ طفولتها إلى حين وفاتها"، وأضافت بعد نهاية العرض "لا شك أنها ساهمت في تطور الإنسان وتغيير نظرته إلى العالم، عندما شاهدنا وسمعنا كيف تصمم وكيف تفكر فإن هذا غير من نظرتنا إلى الأمور، صرنا نفهم أكثر ما هو معنى المباني والتصاميم التي تقوم بها.

"لقد ساهمت بتغيير مدن بأكملها كما هو الحال في المباني التي أنشأتها في أذربيجان مثلا، لقد غيرت كل المدينة"، وقالت ميرنا خوري مديرة العلاقات العامة للمهرجان "هذا الفيلم يجعلنا نكتشف ما هي معاناتها وماذا حلمت وكيف صممت،اليوم هذا الفيلم يجعلنا ننظر إلى زها حديد بطريقة مغايرة".

ولدت زها حديد في بغداد عام 1950 واستقرت في لندن حتى أصبحت المرأة الأكثر نجاحا في الهندسة المعمارية، هي واحدة من حفنة من النجوم العالميين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة غيروا نظرة الناس إلى العالم من خلال الأبنية، والتزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم ونفذت 950 مشروعا في 44 دولة. وتميزت أعمالها بالخيال حيث كانت تضع تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية، كما تميزت أيضا بالمتانة حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها.

ومن أبرز المشاريع التي قامت بها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما وجسر أبوظبي ومركز لندن للرياضات البحرية والذي تم تخصصيه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012 ومحطة الأنفاق في ستراسبورج والمركز الثقافي في أذربيجان والمركز العلمي في ولسبورج بألمانيا ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو.

نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004 وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012، وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016 لتصبح أول امرأة تحظى بها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروتفيلم يعرض تفاصيل حياة أسطورة الهندسة المعمارية العراقية زها حديد بيروتفيلم يعرض تفاصيل حياة أسطورة الهندسة المعمارية العراقية زها حديد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya