لندن ـ كاتيا حداد
يكشف الكاتب آدم غوليتلي (اسم مستعار) عن كيفية التغلب على وفاة أحد الأحباء، ويضيف " كانت كتاباتي شاذة واستفزازية وبصراحة تهدف إلى المرح أكثر من الخيال، وتعلمت الكثير عن الحزن ولكن اكتشفت أكثر عن نفسي، وعلى الرغم من أن العمود الخاص بي لم يعتبر كدليل عام، إلا أنه يمكنني تقديم بعض المساعدة للآخرين الذين يشعرون بالحزن أو يحتاجون إلى التعامل مع التغيير، وإذا اردت المزيد من التوضيح يمكنك مراسلتي بعد القراءة على البريد
[email protected] ، بالنسبة للحب فلا يمكنك أن تحب شخص توفى كما كنت تفعل عندما كان حيا، والفشل في إدراك ذلك سيجعلك تنتهي مثل السيدة هافيشام، حيث يتطور حبك من اليوم الذي التقيت فيه شريك حياتك والحزن هو مجرد تغيير لأن الحب الحقيقي يسود".
وتابع غوليتلي "أما عن الأطفال فإذا كنت محظوظا بما يكفي لتحظى بهم فإنهم سيرجعوك إلى الأيام الأولى، وكلما كنت أفضل سيكونون أفضل، قم بإشراك الأطفال في حزنك ولا ترتدي وجهًا شجاعًا من أجلهم فالأطفال يحتاجون إلى إذن للبكاء بقدر التشجيع على الضحك، شكرا ميلي ومات، أما الوقت لا يعد معالجًا كبيرًا، وهذه جملة حقيقية حيث تعد السنة الأولى صادمة حرفيا، ولكن الثانية أكثر صعوبة، فالحزن والفقد لن ينكمش أبدا في الحجم، ويجب عليك استخدام الوقت الذي يمر لتشكيل وتوسيع العالم الجديد حول حزنك بحيث تقلل من هيمنته، وبالنسبة للمال فالحرمان أمرا مروعا، ولا يجب عليك القلق بشأن الفواتير، وإذا لم تكن محروما فيمكنك الحصول على المزيد من تأمين الحياة اليوم، وإذا فات الأوان حدد التكلفة الحقيقية للمعيشة واضبط الأمر قبل أن تحدث أزمة، ومن السهل القول أنا أعرف ولكن وضع رأسك في الرمال لن يساعدك".
وأردف غوليتلي "ولا تغلب نفسك في عدم البكاء فسيحدث ذلك في الوقت المناسب، ويمكنني حقا البكاء عند التأثر بخسارة شخص آخر أكثر من خسارتي، وبالنسبة للأصدقاء فلا تحكم عليهم بقسوة، حيث يختلف تعامل الجميع مع الحزن فالبعض يواجه الموقف والبعض الآخر يهرب، وإذا كنت بحاجة إلى أصدقاء جدد يمكن الانضمام إلى WAY(Widowed and Young) ، أما عن الصحة فكونك صالحا للحزن يعني أنك ستكون أكثر صحة مما كنت عليه فلديك ضغوطًا جديدة وتمارس التمارين وتتناول الطعام بطريقة أفضل، وإذا كنت رجلا يمكنك الذهاب إلى الطبيب، ولا تدخن ويمكنك شرب القليل من الكحول، وبالنسبة للمشورة فالأشخاص الذين لا يحتاجون إليها يحتاجون إليها كثيرا بعد أشهر أو سنوات، ويساعدك ذلك في التغلب على ذنب البقاء على قيد الحياة وفكرة أن المستقبل قد يكون سعيدا مثل الماضي وإن كان مختلفا قليلا".
وذكر غوليتلي "وبالنسبة للعمل ستدرك بعد الخسارة أن العمل هو مجرد مهنة للحصول على المال، ولكن هل يستحق الأمر؟ إذا كان لديك أطفال فربما تحصل على القليل ولكن يجب عليك دعمهم بصورة أكبر، فالحرمان هو تغير قسري إجباري وربما ينتهي بك الأمر تفعل شيء تستمتع به، وبالنسبة للجنس فإذا كنت أعزب لا تؤذي الناس أو ترهق نفسك من أجل إيجاد الراحة وإثبات الذات في الفراش أو فوق طاولة المطبخ، إنه أمر عظيم، وإذا احتجت إلى المساعدة اطلب ذلك من الناس وسيستجيبون، واجعل الأمر يتجاوز العائلة والأصدقاء والمعارف، إذا كان لديهم المهارات التي تمنحك المساعدة المهنية والمالية وغيرها، وبالنسبة للحب الجديد فيجب عليك آلا تفاجأ إذا أصبح أول شخص من الطرف الآخر يتقرّب لك، فالعطف وسيلة للشعور بمزيد من التقدير، إنهم يزرعون الانجذاب بداخلك، وبالنسبة للسرطان فيمكنك جمع المال أو منحه لمحاربة هذا المرض اللعين".
واستطرد غوليتلي "أتمنى أن تكون مشاركتي ساعدت البعض ممن يعانون من فقدان أحد الأحباء أو إثارة المحظوظين الذين لم يفقدوا ذويهم، للتفكير بشكل مختلف بشأن ما يرغبون فيه لبقية حياتهم وكيف يعيشون حاليا، كوني آدم غوليتلي منحني التعقل والوعي الذاتي بما يكفي لرؤية تراث هيلين في، وربما أكون والدًا أكثر هدوءًا وسأعيش فترة أطول، واستطيع دعم زملائي الذين يعانون من شعور الفقد، ولكن السخرية حقا أن الفرصة لأن تكون رجل أفضل فتحت في نهاية حياة هيلين، ولكن جزء مني حاليا يعيش من أجل شخصين، وهيلين ما زالت هنا ترشدني لأقاوم العاصفة من أجل أن تعيش ميلي ومات في سلام كما وعدتها عندما كانت تحتضر، فالأشخاص الذين أحبونا حقا لن يتركونا مطلقا، يمكنك دائما أن تجدهم كما قال سيريوس لهاري بوتر، وآخر ما أقوله لك .. شكرا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر