صفحات فيسبوكية تحرض على عمليات للإجهاض ترفع جرعة آلام مغربيات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

للتخلص من الحمل بطريقة آمنة بسبب مشاكل أسرية ومادّية

"صفحات فيسبوكية تحرض على عمليات للإجهاض ترفع جرعة آلام مغربيات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

حبوب للتخلص من الحمل
الرباط - المغرب اليوم

دفعت بهنّ الحياةُ إلى متاهات عَديدة.. حكاياتهن هي حكاياتُ الكثير من النّساء والفتيات اللواتي قادتهن تلك الرّحلة التي يُقرّر فيها رجل وامرأة أنْ يسيرا معاً يدا بيد، ليعبرا كل الجُسور والشوارع ويرتشفا من كأس واحدة قطرات الحُبّ وأإكسير الحياة إلى متاعب وأحزان لمْ يُدركنها حتّى أضْحى النّدم يجلد أرواحهُنّ. منهن أيْضا من فضّلن وهم الحب على اللاّحب.. تهَافتْن في البداية على تناوُل جُرعات الاهتمام والودّ حتّى وجدن أنّها فتكت بأجسادهن حين انتُزعَتْ منْهُنّ الرّوح.. روحُ ذلك الجنين البريء الذي لمْ يرْغبُن فيه، لكنّهن وجدنه بين أحشائهنّ غصبا عن إرادتهن، فكان التخلّص منه الحلّ الأمثل، وإن كانت الطريقة التي يتم بها هذا "الخَلاص" تُمثّل خطرا كبيرا على حياتهن. حبوب مُهرّبة "إجهاض آمن بالحبوب".. "حُبوب للإجهاض بالمغرب".. هي حسابات بالعشرات على مواقع التواصل الاجتماعي، تلجأ إليها العديد من النساء لإجراء عمليات للإجهاض خوفا من أنْ ينكشف أمرهن، خاصة أمام قانون لا يسمح بذلك إلاّ في حالات قليلة. تواصلنا مع العديد من هاته الصفحات التي غالبا ما تديرها نساء يرتدن قُبّعة الدّكتورة كلّما تحدّثت معهن إحدى الراغبات في عمليات الإجهاض.. يقمن بتحديد كمية الحبوب التي يتوجّب على الفتاة استعمالها بالنظر إلى فترة الحمل التي تمرّ منها، ثم يعدنها بفعالية هذه الحبوب ومصداقيتها لأنها "سلعة مستوردة من إسبانيا". "ايلا عندك 5 شهور خصك تشرب الكينات وتعمل ليباري، والثمن انحسبوملك بـ1700 درهم"، تقول سميرة، وهو اسم مستعار اخترناه لإحدى بائعات حبوب الإجهاض على "فيسبوك". اتخذت سميرة من صفحتها متجرا تبيع فيه أعشابا وحقنا وحبوبا للإجهاض، كما تشارك من خلالها ارتسامات زبوناتها من اللواتي أجرين العملية، لتُشجّع بذلك كلّ من كتبَ عليها القدر أن تعيش وجع الحرمان القسري من الأمومة على خوض تجربة الإجهاض عبر اقتناء المنتجات التي تعرضها. "الحبوب ايفيكاس وماشي حتا د المغرب، ماجين من إسبانيا ومكاين لا خطر لا والو حيت كنبقا متبعة مع البنت حتا كطيح دكشي لي فكرشها بمرّة"، تُضيف المُتحدّثة بلكنة شمالية، والتي لا تُخفي أنّها أدوية ممنوعة من البيع بالمغرب منذ سنتين. بعد رسائل مكتوبة واتصال هاتفي مع سميرة، ادعينا من خلاله أننا بحاجة إلى هذه الحبوب والحقن للتخلص من الحمل بسبب مشاكل أسرية ومادّية، وأنّ مبلغ هذه المنتوجات مرتفع بالنّظر إلى ثمنه الحقيقي، لم تُبد البائعة أيُّ رأْفة بالمُتحدِّث إليها؛ فلم تمر سوى دقائق معدودة على المكالمة حتّى أغلقت الخط في وجهنا قبل أن تقول بنبرة حادّة: "أنا مغنضيعشي وقتي معاك، هاد الثمن هو لي كاين هاد الساعة.. منين يوجدو الفلوس عيطلي وايلا معندكش مشي عمل العملية وهنينا". وجع ونصب.. غير آبهات بالمخاطر، تقُوم العديد من النساء بابتلاع جُرعات حبوب طبية، يحسبن بعدها السّاعات والأيام وهُنّ ينتظرن نزول الجنين من عدمه. حنان من بين هؤلاء النسوة اللاّئي لم يتوقعن يوما أن تنطفئ أضواء الحياة أمامهن لمجرّد علمهن بخبر الحمل، أو كما أسمتها.. "المُصيبة". ما كان لحنان شاغل سوى ترتيب حقيبة أحلام اختُصِرَت مُعظمها في الزوّاج، فقرّرت الدُّخول في علاقة عاطفية بنيّة تحقيق "الحُلم" الذي سرعان ما تحوّل إلى كابوس بعد أشهر قليلة؛ "معمري متخيلت انوصلو لهادشي لأننا في الأول كنا بغينا نتزوجو ولكن من مورا ما حملت معقلش عليا.. واللي زاد ألمني أنني درت الإجهاض بديك الطّريقة وشفت الروح مقتولة بعينيا"، تروي المُتحدّثة بصوت مبحوح وحزين وقد التمّت بعض قطرات العرق على جبينها. أيّ محاولة لإدخال بعض العزاء إلى قلْبها ثرثرة فارغة.. وحيدةٌ تُلملم جرحها وتبحث عن مُتنفس لروحها لعلّه يُتيح لها الردّ على أسئلتها والإصغاء لشيء مخالف لصدى الخطيئة ويُخرس بذلك صرخات ضميرها. تحكي حنان أنّ مغص وألم الإجهاض بالحبوب لا يُضاهي نزيف الروح وعذاب الضمير الذي يلاحقها، خاصة أن حلم الأمومة- الذي لطالما راودها - بدّدته "حماقات" الرّجل الذي قاسمته جنون المواعيد المبهرة والكثير من المشاعر الصّادقة، وهو ما زاد حزنها عمقا ومرارة؛ "لم أعد أومن بالحب بعد اليوم الذي أجهضت فيه.. لم يتحمّل المسؤولية، ولم يكترث للجنين؛ بل وأمرني بالإجهاض من دون أن يمدّ لي يد المساعدة"، تقول حنان وهي تمسح على وجنتها بعض دمعات الأسى. لم يكن من السّهل أيضا أن تحصل حنان على نقود تشتري "راحتها"، إذ تعرّضت للنّصب من طرف العديد من بائعي حبوب الإجهاض على "فيسبوك"؛ "كاينين صفحات داو لي الفلوس وموصلونيش الكينات..الحمد لله لي كانت واحد السيدة لي وراتني واحد الصفحة موثوق منها شريتهم أما الأغلبية كيكونو نصابة"، تضيف المُتحدّثة.    مخاطر متعدّدة   سنة 2018، قرّرت وزارةُ الصحة منع بيع دواء "Artotec" الخاص بمعالجة مرضى الروماتيزم، بعدما تبين أن عدداً من المستهلكين المغاربة يستعملونه في الإجهاض سرياً؛ وهو ما يدفع بالعديد من النساء إلى التوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الحصول عليه. شفيق الشرايبي، طبيب مُتخصّص في أمراض النساء والتوليد، ورئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري، قال إنّ خطورة هذه الحبوب تتمثل في "تناولها من دون مراقبة طبية، إذ يُمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة تهدد حياة الحامل، إضافة إلى مشاكل خطيرة على الصحة بصفة عامة". وأكد الشرايبي أنّ تناول هذه الحبوب بكميات "غير معقولة دون إشراف طبي قد يتسبب في تعفن أو نزيف داخلي أو تكبّد للدم ومشاكل في الهضم والمعدة، إذ يجب أن تؤخذ الحبوب بجرعات محددة حسب عمر الجنين، كي لا يتمزق الرحم". وأضاف المُتحدّث، ضمن التصريح ذاته، أنّ "دواء ARTOTEC غير فعال للإجهاض"، وأنّ "الكثير من الدول التي تسمح بالإجهاض تستعمل أدوية أخرى أكثر فعالية وأقل خطورة لصحة النساء، بل وتعتبر أفضل بكثير من الجراحة". وتقول الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري إنّ "عدد عمليات الإجهاض السري تتراوح بين 50 ألف حالة إلى 80 ألف حالة، أي بمعدل 200 عملية يوميا"؛ فيما يعاقب القانون المغربي بالحبس بين سنة و5 سنوات للطبيب، وللمرأة المجهضة بالحبس من 6 أشهر إلى سنتين. ولا يسمح القانون بالإجهاض إلاّ إذا تعلق الأمر بحمل ناتج عن اغتصاب أو زنا المحارم، والحالات التي تكون فيها الحامل مصابة بمرض من الأمراض المعتبرة في حكم الخلل العقلي، وحالات ثبوت إصابة الجنين بأمراض جينية حادة أو تشوهات خلقية خطيرة غير قابلة للعلاج وقت التشخيص، أو عندما يشكل الحمل خطرًا على حياة الأم أو على صحتها.

قد يهمك ايضا :

تولسي غابارد مرشحة ديمقراطية للرئاسة تعلن رفع دعوى تشهير ضد كلينتون

أغنى سيدة أفريقية في "ورطة" وتبدأ في تصفية بعض استثماراتها في أوروبا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحات فيسبوكية تحرض على عمليات للإجهاض ترفع جرعة آلام مغربيات صفحات فيسبوكية تحرض على عمليات للإجهاض ترفع جرعة آلام مغربيات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya