رسول الهدى والرحمة عامل مارية القبطية بلطف وراعى شعورها
آخر تحديث GMT 06:12:26
الأحد 30 آذار / مارس 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

عاشت في بيت طهر ونسك وعبادة وإيمان

رسول الهدى والرحمة عامل مارية القبطية بلطف وراعى شعورها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رسول الهدى والرحمة عامل مارية القبطية بلطف وراعى شعورها

مارية القبطية
مكة المكرمة ، سعيد الغامدي

كانت مارية القبطية، امرأة مصرية، تربت في بيت دين وأدب، لم تسجد لصنم ولم تصل لحجر، بل كانت قبطية من الرعيل الأول من المسيحيين المخلصين الأوائل تعبد الله، وتعيش في بيت طهر ونسك وعبادة وإيمان، وهو بيت عظيم القبط في مصر. عند ذكر اسم مارية القبطية، نتذكر ارتباطها برسول الهدى صلى الله عليه وسلم محمد، ويتوارد في ذهنك قصتها، وكيف كانت علاقتها بالرسول، وهل أسملت أم لا عند زواجها من الرسول؟، وهل أنجب من الرسول وهي على دينها المسيحي؟ في بداية الأمر، لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم مارية القبطية، بل كانت أمَة له، وكان قد أهداها له المقوقس صاحب مصر، وذلك بعد صلح الحديبية، وقد كانت مارية القبطيَّة نصرانيَّة ثم أسلمت رضي الله عنها، ولم تلقب مارية القبطية بأم المؤمنين، وفق الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، كونها كانت جارية ولم تكن زوجة من زوجات الرسول.

وللتعريف بمارية عن قرب، فهي مارية بنت شمعون، ولدت رضي الله عنها في صعيد مصر في قرية تدعى حفن الزاقعة على الضفة الشرقية للنيل تجاه الأشمونين وقد ولدت لأب قبطي وأم مسيحية رومية، وأمضت شبابها الباكر في قريتها إلى أن انتقلت إلى بيت المقوقس عظيم القبط وملك مصر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل حاطب بن أبي بلتعة يحمل رسالة إلى المقوقس فكان رد المقوقس: أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت من ذكرت وما تدعو إليه وقد علمت أن نبيًا قد بقي وكنت أظن أن يخرج بالشام وقد أكرمت رسلك وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم وكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك.

 ودفع المقوقس بالكتاب إلى حاطب معتذرًا بما يعلم من تمسك القبط بدينهم وموصيًا إياه بأن يكتم ما دار بينهما فلا يسمع القبط منه حرفًا واحدًا وكانت الجاريتان هما مارية وأختها سيرين، ووصل الركب إلى المدينة سنة سبع من الهجرة، وقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية بعد أن عقد الهدنة مع قريش، وتلقى هدية المقوقس واصطفى النبي صلى الله عليه وسلم مارية وأهدى سيرين إلى شاعره حسان بن ثابت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بالسيدة مارية. وما إن جاء العام الثاني للسيدة مارية في بيت النبوة، إلا وقد شعرت ببوادر الحمل فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرعان ما سرت البشرى بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ينتظر مولودًا له من مارية القبطية. وكانت السيدة مارية رضي الله عنها تسكن في منطقة العالية بضواحي المدينة حيث الخضرة احترامًا لكونها جاءت من بلاد النيل حتى لا تشعر بوحشة، وكان صلى الله عليه وسلم يسهر عليها يرعاها في حملها حتى وضعت رضي الله عنها فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فقال قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم منطلق إلى مولاته فقال صلى الله عليه وسلم: أعتقها ولدها فزارها رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتضن ابنه ثم خرج للمسلمين وقال لهم: إن الله رزقني غلامًا وقد سميته على اسم أبي إبراهيم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقب ابنه وهو ينمو يوما بعد يوم ولكن إبراهيم عليه السلام مرض ولم يبلغ العامين من عمره فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدًا على عبد الرحمن بن عوف لشدة ألمه فحمل صغيره من حجر أمه وهو يجود بنفسه ووضعه في حجره محزون القلب ضائع الحيلة لا يملك إلا أن يقول في أسى وتسليم: إنا يا إبراهيم لا نغني عنك من الله شيئًا ثم ذرفت عيناه وهو يرى ولده يعالج سكرات الموت ويسمع حشرجة احتضاره مختلطة بعويل الأم الثكلى والخالة المفجوعة. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمعان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها أخرى فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

وتوفي إبراهيم عليه السلام في العاشر من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة ثم نظر إلى مارية في عطف ورثاء وقال يواسيها: إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له لظئرين تكملان رضاعته في الجنة. واعتكفت مارية في بيتها تحاول أن تتجمل بالصبر حتى لا تنكأ الجرح في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا عز الصبر انطلقت إلى البقيع فاستروحت لقرب فقيدها والتمست الراحة في البكاء. وإكرامًا للسيدة مارية رضي الله عنها وابنها إبراهيم عليه السلام، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين خيرًا بشعب مصر، فقال صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحما - صحيح مسلم - باب وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب مصر. وما إن أهل ربيع الأول من العام التالي لوفاة إبراهيم عليه السلام حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشت السيدة مارية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنوات في عزلة عن الناس لا تكاد تلقى غير أختها سيرين ولا تكاد تخرج إلا كي تزور قبر الحبيب بالمسجد أو قبر ولدها بالبقيع. وعند وفاتها، أخذ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، يحشد الناس لجنازتها ثم صلى عليها ودفنت رضي الله عنها بالبقيع.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسول الهدى والرحمة عامل مارية القبطية بلطف وراعى شعورها رسول الهدى والرحمة عامل مارية القبطية بلطف وراعى شعورها



GMT 05:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

انضمام إيزيديات لمقاضاة شركة فرنسية متهمة بتمويل "داعش"

GMT 05:51 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

امرأة صينية تكتشف أنها ذكر وتُصاب بالذهول والدهشة

GMT 01:33 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رجل بريطاني يتعرض للعنف المنزلي من قبل زوجته

GMT 03:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك مجموعة متنوعة من هدايا عيد الميلاد المجيد

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:51 2015 الثلاثاء ,27 كانون الثاني / يناير

سمك بوري مشوي

GMT 04:17 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

تمتع بأفخر رحلة بحرية على سفينة كريستال كروز

GMT 08:37 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التحقيقات الفرنسية تكشف عن العقل المدبر وراء هجمات باريس

GMT 21:47 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عبد العزيز بوتفليقة يوضح الوضع الاقتصادي للجزائر

GMT 03:22 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

معلمة اليوغا جوسي تتحدى الجاذبية مع صغارها بأوضاع معقدة

GMT 07:05 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت هدسون تجذب الأنظار بفستان باللون الأسود

GMT 07:45 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

زياش يتعافى من الإصابة ويخوض تداريب ناديه

GMT 17:21 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الأهلي: كاف أبلغنا بإسناد مباراة الهلال لحكم مغربي

GMT 07:23 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

خط "بيربري" الأسود على الجسم صيحة الإكسسوارات الجديدة

GMT 14:17 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الهلال تقصف الترجي وتذكرهم بالوداد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya