كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ارتكز عملهن على أكبر تطورات الطيران في القرن العشرين

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

ترجي هينسون واوكتافيا سبنسر وجانيل موني في Hidden Figures
لندن - سليم كرم

نشأت مارغو لي شيترلي في فيرجينيا وأحيطت بمجموعة رائعة من إناث العلماء الرائعات وعلماء الرياضيات الذين عملو لدى ناسامثل والدها، مؤكّدة: "كنت أراهم في سياقات منظمات المجتمع أو الكنيسة أم أصادفهم في محل البقالة، لقد كانوا أصدقاء والدي"، ولم يبدو غريبا على شيترلي أن تحظى النساء المحيطة بها بمسيرة مهنية طويلة في "لانغلي" مركز أبحاث ناسا، وكانت الكثير منهن من النساء السود، وأشارت شيرتلي عام 1940 في كتابها Hidden Figures إلى أن 2% فقط من النساء  السودحصلن على شهادة جامعية ونصفهم أصبحن معلمات، إلا أن عدد قليل منهم تحدى كافة العقبات وانضم إلى وكالة ناسا (اللجنة الوطنية الاستشارية للملاحة الجوية)، وارتكز عملهن على بعض من أكبر تطورات الطيران خلال لحظات حاسمة في القرن العشرين مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وسباق الفضاء وحركة الحقوق المدنية وتبني الحوسبة الإلكترونية.

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

وتم الاعتراف ببعض من هذا الجيل من العلماء السود من الإناث إلا أن بعضهم ظل غير معروفا، ففي عام 2014 حصلت كاثرين جونسون على أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة وهو الميدالية الرئاسية للحرية بشأن عملها والذي شمل عمليات حسابية ساعدت في الهبوط على سطح القمر، وأضافت شيترلي "لفترة طويلة لم يكن مسموحا للأميركيين من أصل أفريقي بالقراءة أو الكتابة، لقد نسينا الأمر لكنه لم يكن منذ زمن طويل للغاية، لقد مُنعت النساء من الدراسة في العديد من الكليات، وإن لم تستطع القراءة أو الكتابة فلن يمكنك إخبار القصة الخاصة بك، ولم يكن هناك جماهير حاسمة من النساء والأقليات، لكني أعتقد أن هذا شيء يتغير حاليا"، وتحول كتاب شيترلي وقصة مجموعة من النساء الأميركيات من أصل أفريقي إلى فيلم من بطولة اوكتافيا سبنسر وتراجي هنسون وجانيل موني، ولعبت هينسون دور الرياضي الرائع جونسون والتي يبلغ عمرها حاليا 90 عاما، وكانت هينسون أول من أخبرت شيترلي عن "دورثي فوغان".

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

واستقلت فوغان عام 1943 الحافلة وجلست في قسم الملونين للمرة الأولى في أول عمل لها في معمل لانغلي باعتبارها "حاسب بشري" حيث كانت تقوم بعمليات حسابية بحيث يتمكن المهندسون من تطوير تكنولوجيا الفضاء، وكان فوغان طالبة رياضيات مميزة وأصبحت معلمة فيما بعد، وقدمت للعمل في معمل لانغلي وهي متزوجة ولديها 4 أطفال، وانضمت فوغان لمجموعة صغيرة من الرياضيات الإناث السود والذين عرفوا باسم " الحاسبات الغربيات" لفصلهم عن نظرائهم البيض، ومُنع الموظفون السود من دخول مرحاض الموظفين البيض من خلال لافتة كُتب عليها " الحاسبات الملونات".

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

وتابعت شيترلي " اليوم يبدو الأمر غير وارد على الإطلاق ولكن سابقا كان أمرا طبيعيا، في كل جوانب حياتهم كان هؤلاء النساء يواجهون تفرقة عمت حياتهم، وكان من المنطقي في هذا السياق أن يمتد التأثير إلى العمل، ولم يتوفق الناس لإيجاد وسيلة لكسر تلك القيود"، وظلت النساء السود يزلن اللافتات الخاصة بالملونين وكان يتم استبدالها دائما حتى جاء يوم ولم يتم استبدالها، وتبين أنه من الصعب للحاسبات السود تجاوز الأدوار والحصول على ترقيات إلى مناطق أخرى من المؤسسة مثل العمل مباشرة مع فريق الهندسة على خلاف علماء الرياضيات البيض، وبالنسبة للأدوار الإدارية، فكان أعلى دور تصل إلى امرأة سوداء هو رئاسة مكتب الحاسبات الغربيات، وأصبحت فوغان عام 1951 أول رئيس سوداء للوحدة في معمل لانغلي.
وأصبحت ماري جاكسون مثل فوغان معلمة أولا، حيث حصلت على شهادة في الرياضيات والفيزياء، لكنها عادت إلى وطنها في هامبتون وعملت كسكرتيرة وغادرت العمل عندما أصبحت أم، وأصبحت سكرتيرة عسكريا بعد سنوات قليلة، وعرض معمل لانغلي عليها وظيفة كحاسبة عام 1951، وبعد عامين كانت جاكسون تعمل مع فريق هندسي في نفق الضغط الأسرع من الصوت حيث تم اختبار بعض النماذج، وبعد فترة وجيزة كانت جاكسون تتدرب لتصبح مهندسة، وطُلب منها الحصول على إذن خاص لتأخذ دروسا في مدرسة البيض، وفي الوقت نفسه بدأت جونسون العمل في معمل لانغلي، وهي معلمة سابقة وعملت أيضا كحاسبة لكنها انضمت سريعا إلى قسم البحث في دفع الرحلات، وكانت رائعة وواثقة من نفسها حتى أنها رفضت استخدام مراحيض الملونين، ونجحت في دخول الاجتماعات التي كانت ممنوعة منها وفرض نفسها في العمل، وكان أول تقرير بحثي لجونسون عن إحدى الرحلات المدارية أول تقرير صادر عن قسم الأبحاث وتكتبه إمرأة، حيث قامت جونسون بحساب مسارات أول مسارات لرحلات الفضاء البشرية التابعة لناسا، وكان عملها حاسما بالنسبة لهبوط أبوللو على سطح القمر، وأمضت جونسون (98 عاما حاليا) عقود بعد تقاعدها في زيارة المدارس وتقديم الخطابات، وأردفت شيترلي " إنهم لم يكفوا عن محاولة إيجاد طرق لتوسيع مساحة لأنفسهم والذين جاءوا من بعدهم، أعتقد أن هؤلاء النساء لديهم شعور عظيم بأنهم إذا نجحوا في وظائفهم فأنهم سيزيدوا  فرص النساء السود الأخريات للتعاقد معهم، وسيُنظر إليهم على أنهم قادرين على هذا العمل، إنهم يشعرون بهذه المسؤولية".

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا

ووقعت كريستين دارين في حب الهندسة في المدرسة الثانوية، إلا أن والدها أصر على أن تتدرب كمدرسة بعد حصولها على الماجستير في الرياضيات التطبيقية، ولم تكن هناك وظائف كافية للنساء السود، لكنها حصلت على دورات إضافية في حساب التفاضل والتكامل المتقدم ونظرية الأعداد، وانضمت إلى معمل لانغلي كحاسبة وعملت في هذا المنصب لعدة سنوات إلا أنها أرادت أن تصبح مهندسة لكنها شهدت ترقية الرجال قبلها، وواجهت دارين رئيس القسم عن سبب عدم ترقيتها في حين تتم ترقية الرجال الحائزين على نفس مؤهلاتها وأقل، وتتذكر دارين " كانت إجابته أن النساء لم تشتكي من قبل وكان هناك اعتقاد بأن النساء ستتوقف عن العمل عندما يصبح لديهم أطفال، لكنك ستجد أن هذه الفكرة ليست صحيحة للعديد من النساء السود فعندما يذهبون للعمل عليهم مواصلة العمل".

ونجحت دارين في الترقية إلى فريق الهندسة حيث حققت مسيرة مهنية في مجال البحوث، وأكملت فيما بعد شهادة الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية، وقدم عملها في وقت مبكر بعض الأساسيات في مجال التكنولوجيا الصوتية، وأصبحت دارين خلال مشوارها المهني على مدى 40 عاما في وكالة ناسا أحد كبار خبراء العالم في هذا المجال، وبدأت دارين عملها لدى ناسا في مجال الحاسب عام 1967، وعرفت العديد من النساء في الفوج الأول من الحاسبات الغربيات، وتقول دارين " أعلم أنني وقفت على أكتافهم واستطعت عمل بعض الأشياء بسبب ما فعلوه، وأحب فكرة أن بعض الشباب الأصغر سيقفون على أكتافي وجهودي".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا كيف نسي التاريخ النساء السود اللواتي عملن لدى سباق فضاء ناسا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya