قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وسط آمال في تحديد النسل وخفض معدل وفيات الأمهات والفقيرات

قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب

عامل في مجال الصحة الانجابية يسمى باجبهاري بابار تعلم اقرانها حول وسائل منع الحمل
إسلام آباد - جمال السعدي

تتنقل سامينا خاشيلي البالغة من العمر 25 عاما كل يوم من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر من باب الى باب في ريف باكستان، كي تقدم للنساء عينات مجانية من الواقي الذكري وحبوب منع الحمل ووسائل أخرى لمنع الحمل.

وتشير الى أن الأشخاص المعارضين لحملة تحديد النسل، أخبروها مرارا أن ما تفعله خاطئ، فأخذت بعدها تعمل بحذر. وتعيش الشابة في قرية خارج الخريطة تدعى "الله باشايو خاشيلي" والتي تحتوي حوالي 1500 شخص وتقع في اقليم السند الواقع في جنوب شرق البلاد، وتغطيها سهول الماشية وتعاني فيها النساء من الفقر ويكدحن فيها جنبا الى جنب مع الرجال في العمل في الحقل وتربية الماشية وجمع القطن.

وتعمل سامينا في مبادرة " الصحة الانجابية في المناطق المهمشة" وتختصر باسم "مارفي" وهو شعار شعبي يشير الى استقلالية النساء في فلكلور السند، اما اليوم فتشير مبادرة مارفي الى شبكة من النساء القرويات الأميات أو شبه الاميات التي تتراوح أعمارهن بين 18 سنة و 40 سنة واللواتي يسافرن من باب الى باب كي يبعن وسائل من الحمل.

وتوضح سامينا " في قريتنا ليس هناك الكثير من المعلومات حول تنظيم الاسرة، العديد من النساء تلاقي حتفهن أثناء الولادة."

قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب

وتضم مبادرة مارفي حوالي 1600 امرأة في جميع أنحاء القرى النائية في باكستان بعد أن تدربن على يد جمعية التغذية والتنمية الصحية (هاندز) في كراتشي، وتفتقر القرى الباكستانية الى مرافق الرعاية الصحية الحكومية، ففي منقطة سانجار حيث تقع قرية سامينا يوجد حوالي 600 امرأة من مبادرة مارفي لملء الفجوة بسبب عدم وجود تمويل  حكومي في برنامج صحة السيدات (ال اتش دبيلو.)
 
ولدى باكستان وتيمور الشرقية أعلى معدلات في وفيات الأمهات في اسيا بعد افغانستان، ففي عام 1994 تأسس برنامج "أل اتش دبيلو" لتقديم خدمات الرعاية الصحية العاجلة للمرأة الباكستانية الريفية لخفض معدلات المواليد في سادس أعلى دولة من حيث عدد السكان، ومع ذلك ما يقرب من 30% من البلاد ليست مشمولة في البرنامج.
 
ويعتبر معدل انتشار وسائل منع الحمل في باكستان منخفضا، ويبلغ عدد سكان البلاد 190 مليون نسمة، 35% منهم فقط من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 سنة يستعملن وسائل منع الحمل، ومع ذلك فان الطلب مرتفع في المناطق الريفية حيث تلد المرأة ما متوسطه 4.2 طفل، مقارنة مع 3.2 طفل في المدن.
 
ويوضح نائب أمين السر في خدمات الصحة الانجابية الدكتور طلعت ابر " في القرى لا يوجد كهرباء ولا يوجد مرافق صحية، وهناك حاجة لوسائل منع الحمل." وتتلقى عاملات مارفي التدريب الاولى لمدة ستة ايام على يد منظمة هاندز التي تعنى لصحة النساء، ثم يخرجن للعمل مع الفئات السكانية المهمشة، ليقدمن ويشرحن للنساء وسائل تنظيم الأسرة.
 
وتشير عظيمة خاشيلي التي تعمل كمربية للماشية وتبلغ من العمر 45 عاما " كنت اتمنى لو أني عرفت عن وسائل تحديد النسل منذ 15 عاما."
 

قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب

وأقر زوج عظيمة عندما زارتهم عاملة مارفي لتعرض عليهم حبوب منع الحمل لأول مرة أن التقليل من عدد المواليد في عائلتهم سيكون خيارا جيدا، لأن هذا من شأنه أن يقلل عدد زيارة الاسرة للمستشفى في كل مرة تلد فيها عظيمة، والتي تكلف حوالي 2500 روبية أي ما يعادل 16 جنيه استرليني، بسبب وقوع المستشفى مسافة نصف يوم بعيدا عن قريتهم، اضافة لاعتقاده بأن هذا الامر سيساهم في تعزيز عمل عظيمة في الحقل، والذي تراجع بسبب رعاية الاطفال، فتضطر ان تحمل ابنها الاصغر على ظهرها بينما ترعى الأبقار والماعز كل صباح.
 
وأضافت عاملة مارفي باجبهار بابار " أقول للنساء: اذا كانت لديك عائلة كبيرة كيف ستستطيعين تلبية احتياجاتهم من الطعام نظرا الى تكلفت؟" وتقوم باجبار بحوالي 50 زيارة منزلية في الشهر وعادة ما تزور المنزل خمس أو ست مرات قبل أن يوافق أصحابه على شراء أي من وسائل منع الحمل.
 
وتتابع أن أكثر وسائل منع الحمل شعبية هي الحقن والحبوب، نظرا لسهولة استخدمها، وتبيع النساء في المبادرة كل وسيلة لمنع الحمل مقابل خمس روبيات لكل عائله مما يسمح للمبادرة بأن تحظى بالقليل من المال من خلال بين المنتجات، وتدعم الحكومة كل وسيلة بثلاث روبيات.

وتؤكد امبرين خاشيلي من برنامج ال دبيلو اتش " الان النساء لديهن معرفة أكبر حول الاجراءات، ويسعين الى وسائل منع الحمل باختيارهن."  وبالإضافة الى بيع وسائل منع الحمل، فان مارفي تقدم للنساء دورات تثقيفية حول ضرورة المباعدة بين الولادة.

وتشير المديرة العامة للصحة في مؤسسة هاندز انجوم فاطمة " نحن لا نحاول الحد من عدد الاطفال، فالمرأة او العائلة لديها الحق في اختيار ان تنجب العدد الذي تريده من الاطفال، لكن يجب أن يضعن في اعتبارهن فترة الحمل التي تعتبر مهمة لصحة المرأة."
 
وغالبا ما يسوق المعارضون لتحديد النسل في باكستان السبب الديني، لذلك تتدرب نساء مارفي لتوعية الزعماء الدينيين المحليين على الفوائد الصحية لتنظيم الاسرة، وتعتمد المبادرة على توعية المجتمع بداء من القادة الدينيين الى الملاك المؤثرين للتواصل الى فوائد وسائل منع الحمل.
 
ووافق في عام 2014 ما يقرب من 40 زعيما دينيا اسلاميا على فكرة المباعدة بين الولادات للنساء في باكستان، وتشير سافينا أنها تحظى بتأييد النساء في القرية والسلطات الدينية التي تؤيد حملتها من باب الى باب، والتي لم تصدر أي مكافحة لوسائل منع الحمل عبر مكبرات الصوت في المسجد.

وتقول " قبل كانت الثقافة متحجرة، ولكن اليوم أصبح تنظيم الأسرة مقبولا تدريجيا، انا فخورة لأني أستطيع أن اعلم النساء حول القران وتحديد النسل."

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب قرويات في باكستان يعملن في بيع وسائل منع الحمل من باب الى باب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya