واحة عين التمر مقصد خلاب لهواة الأساطير والراغبين في الشفاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مكان يعج به أريج التاريخ والطبيعة والصحراء والماء

واحة "عين التمر" مقصد خلاب لهواة الأساطير والراغبين في الشفاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - واحة

واحة "عين التمر"
بغداد – المغرب اليوم

تعتبر منطقة عين التمر أحد أهم وأجمل الواحات الصحراوية، وفيها أنواع مختلفة من بساتين التمور، ولد فيها شاعر الزهد والحكمة أبو العتاهية، والبقعة الخضراء تمثل عين التمر جغرافيا، وتبعد مسافة 80 كم غربي مدينة كربلاء، يحدها من الغرب منطقة شريش، ومحافظة الأنبار، وشريش اسم المنطقة التي يمر فيها نهر قديم يسمى بنفس الاسم ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب.

وعين التمر أو شثاثة أو شتاثة تسميات لمكان واحد يعج به أريج التاريخ والطبيعة والصحراء والماء والنخيل كل شيء في هذا المكان من الممكن أن تجده، وكأن الله أراد أن يعطي دروسا للبشرية من أن الصحراء من الممكن أن تكون واحة خضراء وعيونا تتدفق منها المياه. وإحدى السواقي المحاطة بأشجار الرمان والنخيل والأراضي المستغلة زراعيا يغلب عليها السبخ، ومع ذلك فإن أراضيها تمتاز بصلاحيتها للزراعة، وتملك الواحة معينا لا ينضب من المياه الجوفية، التي خلقت فيها جنة في وسط تلك البوادي القاحلة.

وهناك تدخل مباشرة إلى غابة من النخيل قاطعا قناطر صغيرة ترتفع فوق مياه صافية يجري ماؤها رقراقاً، هناك وسط غابات النخيل تواجدت العيون المشهورة. عيون كبريتية لا يتوقف الماء فيها، تسقي شلالات النخيل والبساتين عبر سواقٍ وأنهار صغيرة وجداول جعلت من الحب آصرة لها لتغدق على الأرض بعضا من حب الله لهذه الأرض، فتكون سرا من أسرار الصحراء فتحولت إلى مركز تجاري للبدو، بعد أن كانت مركزا تجاريا لتجارة القوافل في عهد ما من عهود التاريخ.

ونشاهد قصور المدينة وأطلالها في الطريق المؤدي إلى عين التمر، وعلى بعد مسافة 11كم غربي مدينة كربلاء تقوم بحيرة واسعة تلتقي أطرافها بالأفق البعيد في عناق دائم وتشرئب إليها ذوائب أشجار الكالبتوس، وتلك هي بحيرة الرزازة التي كانت في زمن ما مركزاً سياحياً بخاصة في فصل الصيف، حيث تتحول البحيرة إلى موسم حقيقي للفرح فآلاف المواطنين والمصطافين يتمتعون بسحر الطبيعة ومناخ البحيرة ورمالها الذهبية.

تنتشر في شثاثا (عين التمر) العيون ذات المياه المعدنية التي يخرج من أعماقها، ويجري عبر قنوات ومجاري فرعية تصل إلى مسافات بعيدة في الأراضي الزراعية، ومياهها بصورة عامة قليلة الملوحة ولكنها تحتوي على الكلوريد والكبريتات، مما جعلها غير صالحة للشرب، وتتغذى عيون شثاثا من المياه الجوفية المتجمعة في الصخور الكلسية والجيرية في أنحاء الهضبة الغربية الواسعة.
ويوجد أكثر من 20 عينا وأهمها 3 عيون هي :

*عين السيب: وتعني التفاح أو مجرى الماء ولهذه العين ثلاثة أنهر تسقي البساتين وأشجار الرمان، وتقع في الطرف الشرقي من المدينة، وهناك أسطورة عند البسطاء من الناس الطيبين تقول إن عين السيب يجب أن تأخذ منهم ولدا كل سنة (يموت غرقا)،  والواقع أن هناك من لا يتمكن من السباحة ثم يغرق ولا ينتبه إليه أحد.

 *العين الحمرة: التي لها نهران صغيران على شكل حفرتين يجري منهما الماء عبر فتحتين وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرض المسماة بالحمرة التي تقع فيها العين والعائدة للسادة ( البوضوي ) .

*العين الكبيرة: ويطلق عليها العين الزرقة لعمق الماء ويظهر بلون أزرق وكان يسميها البدو (اليد) أو (العربيد) لسرعة جريان الماء المتدفق في مجاريها.
 كما يوجد في شثاثا أكثر من عشرين عينا كعين الضباط وعين عبيد المهنة وعين بيت السمينة والعونية وعلوان الجاسم. والوافد إلى عين التمر لا بد أن يعرف أن فيها عيونا وإلا أصبحت معرفته في هذه المنطقة سطحية، إن هذه العيون ليست كما العيون المعروفة في الشمال مثلا أو لكونها عيونا يخرج منها الماء من بين الحجر فحسب بل هي أماكن مسورة بجدران مرتفعة فتغدو وكأنها أماكن للسباحة أو حوض كبير يتلألأ فيها الماء الصافي، حتى لكأنك تتابع حركة ما يقذف في داخلها حتى يستقر في قعرها، إنها عيون صافية تمتاز بجمالها وعمقها وألوانها الزاهية وتسمياتها المختلفة التي تدل كل تسمية على أثر ما.

وتتغير درجات حرارتها حسب ميل الشمس عليها ويمكن للزائر أن يلاحظ حركة البخار وهو يتصاعد إلى الأعلى المنبعث مع ساعات الصباح الأولى. ويضاف أن لهذه العيون فوائد صحية أيضا، لذلك فإن الكثير من المواطنين من داخل العراق وخارجه يأتون إلى هذا المكان لطلب العافية من مياه هذه العيون، إنها تتصل بالمزارع والبساتين عن طريق أنهار تتفرع منها. 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحة عين التمر مقصد خلاب لهواة الأساطير والراغبين في الشفاء واحة عين التمر مقصد خلاب لهواة الأساطير والراغبين في الشفاء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين

GMT 20:28 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

توقيف قطار من أجل مواطنة روسية في محطة فاس

GMT 15:33 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

احتجاجات في المغرب بارتداء السترات الصفراء على غرار فرنسا

GMT 07:21 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز وجهات شهر العسل في كانون الأول

GMT 17:17 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل محاكمة راقي بركان إلى غاية كانون الثاني المقبل

GMT 09:08 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على Amilla"" أفضل منتجع في جزر المالديف الخلابة

GMT 02:41 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

استخدمي مكياج خريفي سريع في ثلاثة خطوات

GMT 22:19 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"شاومي" تكشف عن هاتفها "Redmi Note 6 Pro"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya