أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

روايات عوائل من مدينة الموصل في العراق

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد "داعش"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها
بغداد – نجلاء الطائي

دخل داود حودي وحيدًا وخائفًا بعد أشهر من الغياب إلى منزله الذي تركه حين سيطر "داعش" على المدينة لإحضار عدد من الوثائق المهمة، ورثت زوجة الشهيد زوجها بعبارات حزينة وهي تتذكر أخر اللحظات التي جمعتها بزوجها قائلة: أوصلني الى كركوك وقبل أن يعود للموصل لاحضار وثائق مهمة من بيتنا الذي هربنا منه علّقت الصليب في رقبته، ودعوت أمنا العذراء طويلاً أن تحفظه"،  وتابعت الزوجة وهي تبكي " لقد عرف جيراننا بوجوده بالبيت فأبلغوا عنه رجال داعش.. قبضوا عليه، وقطعوا قلادة الصليب من رقبته وأجبروه أن يبتلعها... ضربوه بوحشية حتى صار ينزف من كل مكان وسقط مغمياً عليه.. فمروا بسيارتهم فوق جسده الطاهر وقتلوه، بينما انشغل الجيران بنهب أثاث البيت..!!، مرددة عبارة "الألم لا يموت، بل يتجدد، ولن يسكنه غير الثأر".

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش

 لم يكن حودي إلا واحدًا من بين الالاف الذين قُتِلوا بوحشية على يد "داعش" ومع دخول عملية استعادة مدينة الموصل أسبوعها السادس، يستمر تنظيم داعش في استحداث أساليب وأدوات جديدة في المعركة لإبطاء تحرك القوات العراقية نحو المدينة، نوال بولص التي قطع رأسها بعد تعذيبها بوحشية واحدة ممن امتنعن عن علاج حرجى داعش، إذ لم تكن الشهيدة سوى حمامة بيضاء حاولت ان ترسم للبلاد أبهى صور السلام، وتروي ابنة خال الشهيدة قصة بولص قبل أن تذهب الى جنان الخلد وهي ترفض مساعدة المتطرفين في تدمير بلدها قائلة" اختطفها داعش مع طبيبين من أمام المستشفى الأهلي وسط الموصل.. وبعد ثلاثة أيام عثر الناس صباحاً على رأسها مقطوع ومعلق من الشعر على باب جامع "النبي شيت"..!! عرفنا لاحقاً من أحد الطبيبين المختطفين أن الدكتورة نوال رفضت علاج جرحى داعش، وكانت تلعنهم وتشتمهم وتبصق بوجوههم بكل شجاعة، فاعتدوا عليها وعذبوها وقطعوا لسانها بالسكين، وأذنيها وصدرها، ثم ذبحوها".

 ورثت ابنة خال الشهيدة "أتذكرك كل يوم وقلبي يقطر دماً.. قتلوك وقتلوا كل جميل في حياتنا، لكن يوم القصاص قريب.. فليرحم الله روحك الطاهرة، ويسكنها جناته، ويصبر قلوبنا على مصابنا الأليم"، فيما يرقد حميد والدم يتسرب من ضمادتين ملفوفتين حول جروح بساقيه ناجمة عن انفجار، بعدما عاد إلى منزلهم السابق في منطقة استعادتها القوات العراقية من الموصل لكن لا تزال عرضة للخطر، ويؤكد حميد وزوجته كردية "بالنسبة لعائلتي تضررت .. اثنين من أبنائي قطّعت أيديهما وثالث أخذوه ولا أعرف عنه شيئا وأخي أيضا أخذوه و لا أعرف عنه أي  شيء وابن أخي وابن أختي كل هؤلاء في عداد المفقودين. وأنا أمامك مصاب .. يعني داعش آذانا".

وفي مشهد آخر لمأساة العائلة الموصلية المنكوبة جلس أرام حميد ويده مربوطة بضمادة بعد أن فقدت الإحساس بفعل مخدر أمام حشد ينتظر قطع متشددي تنظيم داعش يده عقاباً له، لكن آل حميد ، الذين حررتهم قوات عراقية من حكم تنظيم داعش في الموصل في إطار مسعى السلطات لاستعادة المدينة، يحملون جراحا أكثر من معظم الأسر الأخرى جراء عامين من الخلافة التي أعلنها المتشددون، وتضاهي مأساة الأسرة التاريخ الحديث للموصل من اقتحام داعش لها في 2014، وفرض الحكم المغالي في التشدد في معقلها الرئيس في العراق وصولاً إلى حملة الجيش العراقي لاستعادتها والتي أدت إلى قتال ضار في أحيائها الشرقية.

وعرض أمام محكمة تابعة لداعش نزاع بشأن شحنات الطحين (الدقيق) اتهم فيهما شقيقان من أسرة حميد قبل أكثر من عام. وكان المتشددون قد أخذوا شقيقا آخر لهما قبل بضعة أشهر، وأعطيت للأسرة وثيقة تقول إنه أُعدم بالرصاص للاشتباه في عمله مع الجيش العراقي لكنهم لم يروا جثته على الإطلاق، ولم ترحم اليد التي يبطش بها "داعش" في الموصل، وقوانينه القاسية أسرة حميد، فقط قُطعت أمام الملأ يد أزاد حميد وشقيقه محمد بزعم السرقة، ويحتفظ أرام على ناقل بيانات (يو.إس.بي) بنسخة من تسجيل مصور يظهر الحادثة آملا أن يحصل يوما ما على شكل من أشكال العدالة.

وقال الأخوان حميد، "إنهما وقعا في خلاف مع تنظيم داعش في مايو/ أيار من العام الماضي، لأنهما كانا يبيعان الطحين لخباز موال للمتشددين لم يدفع الديون المستحقة عليه، وفي يوم من الأيام اقتحم الشقيقان مخبزه لأخذ الطحين عوضا عن المال"، وأوضح أرام أن قضاة تنظيم داعش استدعوهما واحتجزوهما واتهموهما بالسرقة. وحكم عليهما قاض عراقي يعرف "بقاضي الدم" بقطع رأسيهما وصلبهما لكن قاضيًا سعوديًا خفف الحكم إلى قطع اليد.

وأُخذا لاحقًا إلى ساحة عامة حيث جمع تنظيم داعش المئات لمشاهدة تنفيذ الحكم منذ الصباح الباكر. وحقن طبيب معصميهما بمخدر، وفي التسجيل المصور لداعش كان مقاتل من التنظيم أول من عوقب حيث صاح قائلا: "الله أكبر" بعدما قطع متشدد ملثم يده بساطور، ثم جاء الدور على محمد (25 عامًا) ثم أخيرًا قطعت يد أرام بعدما مُدت ذراعه اليمنى على طاولة. وقام متشدد آخر بلف الذراع الدامية بضمادات، ويعلق أرام  البالغ من العمر 21 عامًا على تنفيذ "حد السرقة" به وبشقيقه قائلا: "قاموا بقطع يد أخي أول مرة.. وتلك اللحظة طبعا لن أنساها طوال حياتي.. هذه لحظة مؤلمة.. وبعدها جاء دوري قاموا كذلك بقطع يدي. بصراحة شعور لا يوصف.. تمنيت الموت في ذلك الوقت حتى لا أرى أخي تقطع يده أمامي، الوضع مأساوي صراحة. ما دمت حيا لن أنسى تلك الحظة.. لقد تمنيت أن تخسف القاعة بكل الموجودين… بما فيها نحن".

والآن يتطلع كل من الأخوين المتزوجين واللذين لا يعملان ويعيشان على دعم الأسرة إلى المساعدة من وكالات الإغاثة لتقديم أطراف صناعية لهما. وليس لدى أي منهما أمل يذكر.

أما شقيقهما الأصغر نياض (20 عامًا) فقد سلك طريقا آخر إذ انضم إلى فصيل سني مسلح ترعاه الحكومة ويشارك في حملة الموصل، ونقش نياض على ساعده الأيمن وشما لوجه امرأة شعرها منساب وهي صورة يقول، إنه نقشها تحديا لتنظيم داعش، وأضاف: "رسمت هذه علي يدي لأنه ممنوع من داعش وأنا رسمتها ضد داعش".

وأُجبر الرجال على إطلاق اللحى بأطوال يعتبرها المتشددون إسلامية. والنساء اضطررن لتغطية أجسادهن من رؤوسهن حتى أرجلهن. وبعض الناس ضُربوا لارتكابهم مخالفات وقُتل آخرون بالرصاص ، وصلبت جثثهم أحيانا ، وكلها عقوبات تحددها محاكم التنظيم المتشدد، وعرض نازح في مخيم الخازر خارج المدينة آثار جروح يقول، إنها ناجمة عن اقتلاع أسنانه وشق لسانه عقابا له على التدخين في العلن.

ونفذ "داعش" بصورة منهجية في منطقة محيطة بالموصل  شمال العراق عمليات قتل وأسر واستعباد لآلاف من الأقلية اليزيدية الذين يعتبرهم المتشددون عبدة للشيطان واستهدفوا بلدات مسيحية ودنسوها كما استهدفوا الشيعة الذين يعتبرونهم كفارًا، وعندما اجتاح المتشددون المدينة في منتصف 2014 كان أرام يساعد الأسرة في نشاط شحن الطحين.

وأشار أرام إلى أنه "قبل دخول داعش كانت حياتي مستقرة .. ما شايل (أحمل) هم لأي حاجة .. عايشين الحمد لله .. عندنا دكان صغير نشتغل فيه وأدرس. الحمد الله كنت متفوقًا بدراستي. ودخل داعش 10 يونيو 2014 وقلب حياتنا"، وأضاف: "داعش بالبداية أول ما دخل بحجة الثوار العشائر وبعدها انقلب على المواطنين .. المواطنون في البداية أرادوهم (لكن) انقلبوا على المواطنين بحيث قاموا يعاقبون بقطع الرأس بالسيف و قطع الأيدي والإعدامات صارت بالجملة .. أي منتسب (للجيش) يقوم التنظيم بإعدامه والتعذيب طبعا عندهم لا يوصف .. التعذيب بشكل عديم الإنسانية".

واستعادت القوات العراقية المنخرطة في حملة بدأت منذ تسعة أسابيع بدعم من الولايات المتحدة لسحق تنظيم "داعش" في آخر معقل حضري كبير له في البلاد نحو ربع المدينة، لكن تقدمها كان بطيئًا ومكلفًا، وبينما تستعيد القوات الأرض ببطء يفر النازحون من المدينة ويسترجع أولئك الذين يعيشون في الداخل حياة وحشية في ظل تنظيم داعش الذي يُسيّر شرطته الدينية (الحسبة) دوريات في المدينة ويفرض قوانينه.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين

GMT 20:28 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

توقيف قطار من أجل مواطنة روسية في محطة فاس

GMT 15:33 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

احتجاجات في المغرب بارتداء السترات الصفراء على غرار فرنسا

GMT 07:21 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز وجهات شهر العسل في كانون الأول

GMT 17:17 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل محاكمة راقي بركان إلى غاية كانون الثاني المقبل

GMT 09:08 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على Amilla"" أفضل منتجع في جزر المالديف الخلابة

GMT 02:41 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

استخدمي مكياج خريفي سريع في ثلاثة خطوات

GMT 22:19 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"شاومي" تكشف عن هاتفها "Redmi Note 6 Pro"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya