الكاتبة سارة شعراوي تسرد قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

قدمت "هانا" التي تجمع بين كل النساء داخل الدول العربية بصورة شاملة

الكاتبة سارة شعراوي تسرد قصة "بطلة خارقة" تعاقب متحرشي شوارع القاهرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الكاتبة سارة شعراوي تسرد قصة

التحرش ف شوارع القاهره
القاهرة ـ منى المصري

وقفت شابة ترتدي الأسود، على منصة إحدى صالات العرض في لندن، تصرخ بشدة مهددة أنها ستعاقب كل رجل تحرش بها في شوارع القاهرة، وستحفر على وجهه كلمة "متحرش" وستخيط له جفنيه. وهذه المرأة العشرينية الغاضبة، التي يفترض أنها تقف على سطح أحد الأبنية، هي "بطلة خارقة" كتبت قصتها سارة شعراوي ذات الـ 29 عامًا.

وبدأت سارة كتابة مسرحيتها منذ عام 2013، وتقول إن الفكرة ببساطة هي "عن صعوبة أن تكوني امرأة في القاهرة بدءًا من سن البلوغ"، لذا كتبت قصة عن "هانا"، الرسامة المصرية التي تعمل على تأليف كتاب رسوم هزلية عن بطلة خارقة. وأضافت سارة "النص لا يزال - للأسف - صالحا حتى اليوم وسيبقى كذلك لوقت طويل ليس فقط في البلاد العربية. الأوضاع مختلفة في مصر الآن لكن المشكلة لا تزال موجودة". ودرست سارة المسرح والتاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة التي تخرجت فيها عام 2011 لتسافر بعدها مباشرة إلى اسكتلندا وتدرس برنامج ماجستير في المسرح الأوروبي. ولا تزال تزور مصر تقريبا مرة كل سنة.

"وتابعت أحب كثيرا هذه الشخصية الخارقة .. هي مزيج من نساء عدّة أعرفهن في مصر. هي الجزء الغاضب مني.. إن أزعجني أي رجل فهي دائما موجودة معي". وتردد بطلة المسرحية هانا طوال العرض قواعد فهمتها تقريبا كل الفتيات عند السير وحدهن في شوارع مدن عربية: امش بسرعة، لا تنظري مباشرة في أعين الرجال، لا تجلسي في مقعد سيارة الأجرة الأمامي وتفادي الحديث مع السائق، اصرخي إن اقترب رجل غريب منك، ويفضل أن تحملي أداة حادة معك للحماية".

وتتغير هذه القواعد قليلا في المدن الأوروبية، كما تقول حنا، فمثلا يضاف إليها "انتبهي من قبول مشروب من الغرباء، لا تشربي كثيرا، ولا تتأخري في العودة". وتشرح البطلة كيف ابتعدت عن ارتداء الثياب الملونة واكتفت بالأسود كي لا تلفت النظر أبدا. وتتذكر بطلة المسرحية هانا ما مرت به مذ كانت فتاة في الـ 12 تتعرض "لمعاكسة" من قبل شباب على طريق العودة من المدرسة، وباعة، وعساكر، وحتى كشابة في العشرين عندما زارت لندن وخرجت للسهر مساء، وصولًا إلى حادثة التحرش الجماعي بالنساء في ميدان التحرير في القاهرة.
وفي تلك اللحظات، عندما كانت "مئات الأيادي تمتد للمس النساء" في ميدان التحرير، تقول حنا إنها رأت بطلتها الخارقة "عندها رأيتك.. كان الناس يتفرجون على الاعتداء.. كنت متجمدة. لا أصرخ. كنت فقط أقول أرجوك ياالله أوقف هذا.. أريد أن أرى السماء".

ولم تكن كاتبة المسرحية سارة شعراوي شاهدة على حوادث الاعتداء الجماعي في ميدان التحرير عام 2012، لكنها كتبت النص بناء على شهادات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ووثقتها مجموعات معنية بمناهضة التحرش الجنسي، وبناء على شهادات صديقات تطوعن في حملات حماية النساء. ورغم أن العنف الجنسي كان مشكلة في مصر منذ زمن، إلا أن ظاهرة التحرش الجماعي ازدادات بنحو ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011، حتى أنها اعتبرت "جانبا مظلما" للثورة المصرية. وسجلت أشد حوادث التحرش خلال الاحتجاجات في ميدان التحرير.

وتحدثني سارة أكثر عن حبكة مسرحيتها، "في كتيبات الرسوم الهزلية هناك دائما حدث حاسم يتحول فيه الشخص العادي إلى شخصية خارقة مثل باتمان. كان لابد من وجود مثل هذه اللحظة في المسرحية فكان مشهد ميدان التحرير". وأضافت "عندما لايمكن مواجهة الأشياء الصغيرة، عندما نسمح للمجتمع أن يجعل من ثقافة التحرش والاغتصاب أمرًا عاديًا عندها لابد أن يحدث شيء ما. اليوم هناك حملات جيدة جدا بهذا الخصوص في مصر، وأصبح الناس أكثر وعيا لأن ما وصلنا له كان لحظة حاسمة".

قد تبدو الشخصية الخارقة المقنعة بنقاب لتعاقب المتحرشين ردة فعل مبالغ فيها، لكن هذا الحل الفردي الذي تأخذ فيه المرأة حقها بيدها لا يطرح فنيا لأول مرة؛ ففي كانون الأول/ ديسمبر ٢٠١٠ عرض فيلم مصري بعنوان 678 الذي يحكي قصة امرأة محجبة لم تعد تحتمل التحرش بها في باصات النقل العامة وفي الطرقات فتبدأ باستخدام أدوات حادة (كدبوس حجاب الرأس أو موس)، لضرب المعتدي على عضوه الذكري.

وكان المجلس القومي للمرأة قد رفض في أكتوبر/تشرين الأول ما جاء في تقرير أعدته مؤسسة "رويترز" الذي صنف القاهرة على أنها "أخطر" مدينة كبرى في العالم على النساء، وقال إن البرلمان يناقش مشروع قانون لحماية المرأة من العنف. وسارة واعية تماما لطبيعة جمهورها البريطاني لذا اختارت أن يكون "النقاب" هو قناع شخصيتها الخارقة "لجذب الناس بالصورة النمطية".

وعدّلت على نصها المكتوب بالإنجليزية أكثر من مرة، ولا تزال تنتظر تمويلا لتحويله من مجرد نص يقرأ على المسرح إلى عرض متكامل، وتقول لي "لا أحد يريد المجازفة بإنتاج العرض لأني لا أزال كاتبة جديدة". وتخبرني مطولًا عن حياتها في مدينتها غلاسكو في اسكتلندا؛ فسارة تمثّل أحيانا خاصة مع ازدياد المواضيع المتعلقة بالعرب واللاجئين، وتكتب مسرحيات، وتدرّس ورشات كتابة، كما تقوم بمهام إدارية في بعض المهرجانات الثقافية. وتقول إنها "امرأة مصرية... وكاتبة اسكتلندية". و"كانت الحياة صعبة في البداية، لكني اليوم أعرف جيراني وأقابل ناس أعرفهم في الشارع.. أصبح لي مجتمعي الخاص. وعلى صعيد العمل، الجو الثقافي هنا كبير بما فيه الكفاية للقيام بما أريد، وصغير بما فيه الكفاية لنعرف بعضنا جيدا نحن العاملون بالمجال الثقافي".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتبة سارة شعراوي تسرد قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة الكاتبة سارة شعراوي تسرد قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة



GMT 05:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

انضمام إيزيديات لمقاضاة شركة فرنسية متهمة بتمويل "داعش"

GMT 05:51 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

امرأة صينية تكتشف أنها ذكر وتُصاب بالذهول والدهشة

GMT 01:33 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رجل بريطاني يتعرض للعنف المنزلي من قبل زوجته

GMT 03:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك مجموعة متنوعة من هدايا عيد الميلاد المجيد

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya