كشفت الأبحاث العلمية الحديثة أن عدم المساواة بين الجنسين يمكن أن يؤدي إلى وفاة ملايين الفتيات دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، مؤكدة أن الفتيات الصغيرات هنَّ الأكثر عُرضة لخطر الموت، في الدول التي تعاني فيها النساء من نقص الرعاية الصحية وضعف مستوى التعليم وقلة المقاعد في البرلمان ودور بسيط في مكان العمل.
ويعتمد المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين على إسناد درجات تكون أقصاها درجة 1 كاملة، وهي الأسوأ، وأدنى درجة ممكنة وهي 0، والتي تعد المؤشر الأفضل على الإطلاق في المساواة بين الجنسين.
وتعد اليمن الأسوأ من بين 195 دولة، حيث يبلغ معدل عدم المساواة بين الجنسين 0.767 مقارنة بـ0.04 فقط في سويسرا، والتي تتصدر قائمة الدول الأفضل في المساواة بين الجنسين.
وقالت الدكتورة فالنتينا غالو من جامعة كوين ماري "كلما كان المجتمع غير متكافئ أكثر، تعاني الفتيات أكثر من حيث فرص بقائهن على قيد الحياة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى".
وفي البلدان التي تكون فيها المرأة أقل قيمة من الرجل، قد تكون الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للوفاة بسبب سوء تغذية الأم أثناء الحمل، والتعرض للعنف المنزلي على مستوى الرحم وحتى قتل الرضع.
وقام الباحثون في لندن بتحليل معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة لما يقارب 200 دولة استنادا إلى المعلومات الواردة من قاعدة بيانات منظمة اليونيسيف.
وتمت مقارنتها بمؤشرات عدم المساواة بين الجنسين في تلك البلدان، والتي تمثل الصحة الإنجابية و"التمكين" والوضع الاقتصادي.
ويقاس التمكين بحصة المقاعد النيابية التي يشغلها كل جنس، وكذلك الفرق بين عدد الذكور والإناث في التعليم الثانوي والتعليم العالي.
ويُقاس الوضع الاقتصادي بمشاركة المرأة في القوى العاملة، وبشكل عام، من المرجح أن يموت الذكور الصغار أكثر من البنات بسبب "الحرمان البيولوجي والوراثي".
وقالت الدكتورة غالو "على عكس ما يتوقعه المرء فإن معدل وفيات الأطفال ليس نفسه بين الذكور والإناث في الظروف الطبيعية"، حيث "يموت الذكور أكثر نسبيا من البنات، فضلا عن أن ولادات الذكور تفوق ولادات البنات".
وتقل الميزة البيولوجية الفطرية للفتاة، مع ذلك ، في البلدان التي تعاني من عدم المساواة بين الجنسين، "وكلما كان عدم المساواة بين الجنسين أعلى، على الرغم من أن الأطفال الذكور لا يزالون يموتون بمعدل أكثر من الإناث، فإن خطر موت الفتيات يكون أعلى من الطبيعي".
وقالت الدكتورة غالو "عدم المساواة بين الجنسين يكرس نفسه عبر الأجيال عن طريق الفرص غير العادلة للبقاء"، وأضافت، "بسبب الفكر المتحيز للجنس الذي يقدر الذكور على الإناث، غالبا ما تكون الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للوفاة من خلال انخفاض القدرة على الوصول إلى الموارد الصحية، وكذلك من خلال زيادة التعرض للمخاطر الصحية".
ووجدت الأبحاث أن الأطفال أكثر عرضة لخطر الموت المبكر إذا ولدوا في المناطق الريفية أو يعيشون في أسر فقيرة أو لديهم أمهات دون تعليم أساسي. كما ارتبطت 45% من هذه الوفيات بسوء التغذية.
ويعتقد الباحثون أن السياسات العالمية يجب أن تعمل على الحد من عدم المساواة بين الجنسين عبر الرعاية الصحية والسياسة والتعليم والعمل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر