الرجل في سن الأربعين يتحسر على صباه فيلجأ لكسر الروتين بحركات طائشة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يلمح طيف صبية يرفع صوت الموسيقى ويبدأ بمعاكستها

الرجل في سن الأربعين يتحسر على صباه فيلجأ لكسر الروتين بحركات طائشة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الرجل في سن الأربعين يتحسر على صباه فيلجأ لكسر الروتين بحركات طائشة

الرجل في سن الأربعين
بيروت ـ غنوة دريان

يسمع صوت المنبّه ويهبّ من فراشه، يقف قبالة المرآة لساعات، يصفف شعره شعرة شعرة. يدلّك وجهه بكريم ضد التجاعيد، يرتدي سترة مفتوحة على الصدر، وجينزًا ممزقًا. يخرج من بيته، ليعود عند الفجر تاركًا زوجته وأولاده من دون أن يهتم بشؤونهم.

اليوم، مع بلوغه سن الأربعين، لم يعد يهتم إلا بملذاته الشخصية، همّه الأول والأخير أن يثبت للجميع أنه ما زال قادرًا على جذب الشابات. لتحقيق مراده، استبدل سيارته القديمة بسيارة رياضية يجول بها على الطرق بسرعة جنونية، وحين يلمح طيف صبية يرفع صوت الموسيقى ويبدأ بمعاكستها كما لو كان في العشرين من عمره. وقد توافق الشابة على القيام بـ"كزدورة" معه، أو تغضب من تصرفاته الصبيانية، وتقول: "روح يا جهلان استح على شيبتك".

في الواقع، جهلة الأربعين أو أزمة منتصف العمر، تصيب الرجال والنساء، بين عمر الـ35 والـ50. لكن وتيرتها، أكثر عند الرجال، إذ تمتدّ من 3 إلى 10 سنوات، ومن سنتين إلى 5 سنوات لدى النساء. يصف علم النفس هذه المرحلة بأنها حالة من الشعور باليأس والقلق، ترافق الإنسان لتجعله غير راض عما حققه في ماضيه. فتثير لديه تفكيرًا عميقًا يستعيد من خلاله ذكريات شبابه، وغالبًا يشعر بالندم وعدم الارتياح إلى ما أنجزه.

وتعتبر الاختصاصية في علم النفس لارا سبعلي أن الرجل في هذه الفترة يكثر من النظر إلى نفسه في المرآة، ويتحسّر على أيام الشباب والصبا، مظهرًا شعوره بالأسى، وهذا يجعله غريبًا عن نفسه. فيقوم بحركات طائشة لكسر الروتين والملل والتعويض عمّا فاته. وتوضح سبعلي أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى ما يعرف بـ"جهلة الأربعين"، من بينها: اليأس، ومظاهر الشيخوخة، والتغيّرات الفيزيولوجية، وموت أحد الوالدين، وترك الأولاد المنزل الأبوي، وانتكاسة على الصعيد المهني، والمشاكل الزوجية وغيرها من الأسباب.

وتشير إلى أن الفراغ العاطفي الذي يشعر به الزوج، وفتور العلاقة الزوجية، من أهم أسباب أزمة منتصف العمر. وتقول: "يشعر الرجل أحياناً بعدم الرضا عن علاقته الجنسية مع زوجته، فيبحث عن امرأة تشعره بأنه محور الكون، وتشبع رغباته". ويشير الخبراء إلى أن أزمة منتصف العمر تطال بشكل خاص الرجال الميسورين وأصحاب السلطة والنفوذ، الذين يعتقدون أنهم قادرون على استمالة الشابات، بالمال.

ويشغل ميشال (45 عامًا) منصب مدير مشروع في شركة هندسة في بيروت، متزوج فتاة تصغره بـ20 عامًا ولديه صبي في الثالثة من عمره.

ويستخدم سلطته ونفوذه لإغواء أي موظفة تعجبه، إذا رضخت لمحاولاته المتكررة ووافقت على مواعدته، يجعلها تتمتع بامتيازات خاصة: التغيّب عن العمل، عدم التقيّد بدوام محدد، زيادة راتبها. وفي حال صدّته، يغضب ويحاول الضغط عليها ليحوّل حياتها العملية إلى بؤس.

اعتبر زياد (42 عاماً) أن العمر لا يشكل عائقاً في العلاقة بين اثنين، ما دام القلب شاباً. ويقول: "حين أخرج برفقة فتاة في العشرين من عمرها، أشعر بالفخر والاعتزاز أمام أصدقائي، إذ أؤكد لهم ولنفسي، أنني ما زلت قادراً على جذب الشابات اليافعات". اللافت أن زياد يحاول جاهداً الاعتناء بشكله الخارجي، فيصبغ شعره ويستخدم الكريمات لوجهه، ويتّبع نظاماً غذائياً غنياً بالبروتين لتقوية عضلاته، ويمارس الرياضة. ويضيف: "أثبتت الدراسات أن الرياضة تحسّن الأداء الجنسي وتزيد الرغبة الجنسية، وبالفعل اختبرت ذلك بنفسي".
 
بدورها، تروي جويل معاناتها مع زوجها بول (40 عاماً)، بعد قصة حب تكللت بالزواج. فبدأت تلاحظ تصرفاته الغريبة، تقول: "فجأة بدأ يهتم كثيراً بشكله الخارجي، ويولي أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، يقضي ساعات على الفيسبوك وبعض المواقع، التي تبيّن لي لاحقاً أنها مواقع للتعارف".تمكنت جويل من اكتشاف خيانته الإلكترونية، فواجهته بالحقيقة، تضيف: "ارتبك واتهمني بإهمال واجباتي الزوجية تجاهه، فأنا على حد قوله لم أعد ألبّي رغباته الجنسية ما دفعه للجوء إلى الدردشة مع مراهقات".وعن أفضل طريقة للتعامل مع "أزمة منتصف العمر"، توضح سبعلي أن الخطوة الأولى تبدأ بالإفصاح عن المشكلة. فكثير من الرجال يرفضون التطرق إلى الموضوع، من باب الخجل والخوف من تهكم المجتمع. وتقول: "في الواقع يخفق الكثير من الرجال والنساء في التعامل مع أزمة منتصف العمر لدى الشريك، اذ يبدأ كل منهما بانتقاد الآخر ولومه، ما يؤدي إلى تفاقم الخلافات ويزيد الفجوة بين الطرفين. لذا يجب أن يعلم الشريكان أن هناك بعض التغييرات التي يحتاج المرء لإجرائها في حياته، وهي حاجة طبيعية ملّحة، فلا بدّ من كسر الروتين والملل الذي يتسرب إلى حياته"
وتشدد لارا على ضرورة تخطي أزمة منتصف العمر بحنكة كبيرة، وتضيف: "الزوجة الذكية هي التي تحتضن زوجها وتسأله عن رغباته واحتياجاته، حين تراه مشدوداً لمتابعة مواد جنسية بدلاً من لومه وانتقاده. والزوج الذكي هو الذي يحتضن بدوره زوجته ويثني على جمالها وأناقتها، حين يراها انشغلت بأمور لا تتناسب مع عمرها".

وأكدت على عدم اعتبار "جهلة الأربعين" مرضاً، قد تحمل في طيّاتها بعض الإيجابيات، منها: الانفتاح على الذات، وإعادة التفكير في الحياة الشخصية بعيداً عن الضغوط العملية، وبالتالي تحسين نوعية الحياة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل في سن الأربعين يتحسر على صباه فيلجأ لكسر الروتين بحركات طائشة الرجل في سن الأربعين يتحسر على صباه فيلجأ لكسر الروتين بحركات طائشة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya