تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية داعش في استخدام النساء في الهجمات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

انفجار في سان دوني يكشف عن أول تفجير تنفذه انتحارية منتمية إلى "التنظيم"

تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية "داعش" في استخدام النساء في الهجمات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية

تفجير الفتيات لأنفسهن استراتيجة تستخدمها التنظيمات المتطرفة
باريس - مارينا منصف

تقف الفتاة "ربوكوب" مسلحة بأقصى درجات التسليح، في أحد زوايا أوروبا، عاقدة العزم على الدفاع عن الحضارة الغربية. ولا يمكن رؤية شيئ سوى عينيها تحملق بتحدي من تحت خوذتها العسكرية ومن وراء قناع يخفي وجهها، وهو نقاب عسكري بعض الشيئ.
وفي المقابل، تقف امرأة داعشية مرتدية حزامها الناسف على وشك الانفجار، ففي الساعات الأربع وعشرون الماضية كانتا السيدتان عنوانين للأخبار والصحف، ولكن بغض النظر عن النوع الاجتماعي، فليس بينهما شيئًا مشتركًا. فالفتاة ضابطة الشرطة هي عضو في وحدة النخبة في سكوتلاديارد لمكافحة الإرهاب، ومكلفة بتشكيل حلقة صلبة حول 80 ألف مشجع لكرة القدم في "ومبلي" مساء يوم الثلاثاء.

تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية داعش في استخدام النساء في الهجمات

أما الانتحارية حاملة المتفجرات (وكانت فتاة بيضاء وشقراء طبقًا لشهود عيان) فهي التي قتلت نفسها شمال باريس في نفس الليلة في محاولة لحماية عبد الحميد أبا عود العقل المدبر لهجمات باريس. ومنذ الجمعة الماضية سيطر الرجال على الإجراءات، لقد كان الرجال يشهرون الكلاشينكوف ويهتفون "الله" كلما صوبوا طلقاتهم على مستمعي الموسيقى الأبرياء في مسرح باتكلان. لقد كان الرجال يفجرون أنفسهم خارج مبارة كرة القدم، وقد كانت القيادات من الذكور هم من يقررون الرد على حرب قادها ذكور آخرين، ولكن دخلت النساء الآن إلى ساحة المعركة، إلا أن واحدة منهن محاربة والأخرى أمة وعبدة، والتناقضية هنا شديدة ولافتة للنظر، ولكنها المجاز الحقيقي للفروق بين الخلافة والغرب.

تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية داعش في استخدام النساء في الهجمات

ويتعامل "داعش" مع الناس، ولاسيما النساء، على أنهم أعلاف، فبينما شرطية بريطانية يمكنها العودة إلى بيتها في نهاية يوم مجز من العمل لتفرد شعرها وتتناول ثلاثة أكواب من النبيذ الأبيض إذا أحبت ذلك، بينما من المتوقع للمرأة الداعشية أن تلتزم بالبيت والأعمال المنزلية، وتركز على تربية جيل قادم من المحاربين في ظروف العالم الثالث.

ومع ذلك، يمكن أن تقدم المرأة الانتحارية تغييرًا للشرطة حول المنظمات الارهابية، حيث تتوسع في ظلها أدوار المرأة بعيدًا عن الأعمال المنزلية. وبالطبع فإن تفجير النساء لأنفسهن ليس أمرًا جديدًا، فهو أسلوب واستراتيجية استخدمتها الجماعات الإرهابية المتطرفة على مر السنين، ولكن حتى الآن كانت تعليمات الدواعش للمرأة غير قابلة للتفاوض، الرجال للحرب والنساء للولادة، وتعتبر المقابر الجماعية المكتشفة أخيرًا لليزيديات أمرًا قديمًا جدًا كاغتصابها أو بيعهن كعبيد للجنس، وهو بمثابة تذكرة لما ترتكبه "داعش" من جرائم في حق النساء اللاتي لا يخضعن لأوامرهم.

ووفقًا لـ "نيكتيا مالك" كبيرة الباحثين في مؤسسة كويليام وهي مؤسسة مناهضة للتطرف الفكري، فإن هذا أول تفجير إنتحاري تنفذه إمرأة منتمية لداعش، ويمكن أن تكون مبررًا للهجمات النسائية في المستقبل"، وقالت: "إنها لاتزال في إطار المبادئ التوجيهية لداعش، وحددت دعاية المنظمة أن المرأة يمكن أن ترتكب العنف إذا كانت واقعة تحت تهديد مباشر، حيث أنه تم مهاجمتها من قبل غير المؤمنين (البوليس الفرنسي) فكان عليها أن تفعل ذلك وفقًا لأفكار داعش وتصبح شهيدة في الحال. ولكن ربما يمهد تصرفها الطريق لنساء أخريات في الخلافة ليحاربن، وسنرصد لنرى ما إذا تطور هذا ليكون بمثابة "خطة جديدة".

وأضافت: لقد كتبت من قبل أن فصلنا لهذه النساء الغربية اللاتي سافرن إلى مدينة الرقة في سورية (وعددهن يفوق 550 الآن) على أنهن مجرد عرائس للمتطرفين أمر يعرضنا للخطر. ونحن بحاجة لقراءة تغريداتهم على "تويتر" لمعرفة كيف أنهم متعطشين للدماء، ففي السنة الماضية عرضت "داعش" فيديو على الإنترنت لذبحة بشعة، وكتبت إحدى النساء: "وأخيرًا شاهدت فيديو الدولة الاسلامية الأخير .. يا إلهي! ياله من ألم فظيع".
 
وذكرت كبيرة الباحثين، أننا نعلم أيضًا أن النساء يقمن بالعمليات الانتحارية ببراعة، حيث أنهن لا يثرن الشكوك، ولكن هناك شيئ ما يقيد توجه النساء ليثبتن تفويضهن للقتل في الخلافة إنهن يفعلن ذلك ليسحبن أنفسهن للعودة إلى المجتمع المظلم الذي لا توجد فيه حقوق للنساء، وهو يذهب بي مرة أخرى إلى فتاتنا روبكوب.

وتحتفل المملكة المتحدة البريطانية بمرور 100 عام على دخول المرأة إلى العمل في الشرطة وضبط المجرمين في الشهر المقبل، منذ ذلك الوقت الذي وضعت فيه الفتاة روبكوب وأخوتها أقدامهن على أول الطريق، تعلمنا ومارسنا حقنا في الانتخاب وتكسبنا عيشنا، فما هي المفارقة أو الخطوة التي نسعى إليها للحصول على حقوق أكبر ومتساوية.. لقد اختارت نساء "داعش" الطريق المعاكس.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية داعش في استخدام النساء في الهجمات تفجير الفتيات لأنفسهم يبرز استراتيجية داعش في استخدام النساء في الهجمات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya