تنمية الطفولة المبكرة تنتظر تعميم التعليم الأولي في إقليم ورزازات المغربي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بهدف ببناء شخصيتهم وتنميتهم في عالم بعيد عن أسرهم

تنمية الطفولة المبكرة تنتظر تعميم التعليم الأولي في إقليم "ورزازات" المغربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تنمية الطفولة المبكرة تنتظر تعميم التعليم الأولي في إقليم

تربية الأطفال ما قبل سن التمدرس
الرباط ـ المغرب اليوم

لا يخفى الدور الذي يلعبه التعليم الأولي في تربية الأطفال ما قبل سن التمدرس، وأيضا دوره الأعمق في بناء جيل المستقبل، كونه محفزا على التعلم في سن يقوم فيه الطفل ببناء شخصيته وتنميتها في عالم بعيد عن أسرته.يشكل التعليم الأولي الذي يتلقاه الطفل البالغ من العمر ما بين أربع وست سنوات حلقة وصل بين الأسرة والمدرسة، حيث يقوم الطفل بتنمية شخصيته واحترام حقوقه في وسط تربوي بعيدا عن أسرته، وبالتالي فالتعليم الأولي يساهم في محاربة الهدر المدرسي، ويساعد في ترسيخ القيم الثقافية والمعرفية والدينية والأخلاقية في نفسية ووجدان الطفل.ويشيد عدد من المهتمين بالدور الكبير الذي يلعبه التعليم الأولي في حياة الطفل ومساهمته في نجاحه في المدرسة والتعليم، مشددين على أنه يفتح طرق وسبل التعليم اللغوي للطفل، ويساهم في تقليص نسبة الفشل الدراسي.

أطفال الجبال

في رسالة موجهة من الملك محمد السادس إلى المشاركين في اليوم الوطني حول التعليم الأولي المنعقد بمدينة الصخيرات السنة الماضية، شدد الملك على ضرورة أن يتميز التعليم الأولي بطابع الإلزامية بقوة القانون بالنسبة للدولة والأسرة، مبرزا أهمية هذا الطور التعليمي في إصلاح المنظومة التربوية باعتباره القاعدة الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصلاح، بالنظر لما يخوله للأطفال من اكتساب مهارات وملكات نفسية ومعرفية تمكنهم من الولوج السلس للدراسة، والنجاح في مسارهم التعليمي، وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسـي.وأضاف الملك أنه رغم الخطوات الهامة التي قطعها المغرب في مجال التعليم الأساسي، والرفع من نسبة التمدرس، إلا أن التعليم الأولي لم يستفد من مجهود الدولة في هذا المجال، حيث إنه يعاني من ضعف ملحوظ لنسب المستفيدين ومن فوارق كبيرة بين المدن والقرى، ومن تفاوت مستوى النماذج البيداغوجية المعتمدة، وعدد المربين والمعلمين، وكثرة المتدخلين.في هذا السياق، قالت حليمة ايت بن علي، فاعلة جمعوية بورزازات، إن "الرسالة الملكية واضحة، يجب أن تعتمدها القطاعات المسؤولة والمكلفة بالتعليم الأولي كخريطة طريق من أجل تعميم هذا الطور التعليمي أولا في القرى والفيافي لضمان حق الطفل القروي في التمدرس"، مشيرة إلى أن "أطفال الحواضر كانوا منذ زمن يستفيدون من هذا التعليم نظرا لوجود مؤسسات التعليم الأولي والحضانة".

 

وأضافت المتحدثة لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "التعليم الأولي بإقليم ورزازات عرف تطورا ملحوظا نتيجة الجهود المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية وشركاء آخرين، لكن بالرغم من ذلك مازال القطاع يعرف إكراهات تتمثل في ضعفه بالعالم القروي وتفاوت في البنيات التحتية للمؤسسات المستقبلة"، وفق تعبيرها.من جهته، دعا حميد الهاشمي، فاعل جمعوي وأستاذ متقاعد، المشرفين على قطاع التعليم الأولي بإقليم ورزازات إلى إعداد برنامج ورؤية استراتيجية واضحة المعالم في هذا المجال من أجل تسهيل عملية تمدرس هؤلاء الأطفال، سواء في المجال القروي أو الحضري، مشيرا إلى أن "التعليم بصفة عامة عرف تدهورا في السنوات الأخيرة لعدة عوامل، منها تفشي المخدرات وسط التلاميذ وضعف المقررات الدراسية، وغيرها من الأمور الذي كادت أن تعصف بالمدرسة العمومية"، وفق تعبيره.وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن التعليم الأولي الذي أرسى أسسه الملك محمد السادس "جاء لتصحيح الخلل الذي عرفته المدرسة في السنوات الأخيرة"، موردا إلى أن "التعليم الأولي سيساهم في تنمية قدرات الطفل ما قبل سن التمدرس وسيشجعه على الدراسة في الابتدائي والإعدادي والثانوي وفي الجامعة"، ملتمسا "ضرورة تعميم التعليم الأولي في القرى والجبال من أجل ضمان تكافؤ الفرص بين جميع فئات المجتمع"، وفق تعبيره.

التعليم الأولي وسيلة فاعلة لتنمية الطفل

 

يقصد بالتعليم الأولي المرحلة التربوية التي تتكفل بها المؤسسات التي يقبل عليها الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين أربع سنوات كاملة وست سنوات، لضمان أقصى حد من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة قصد ولوج التعليم المدرسي وتيسير نموهم البدني والعقلي والوجداني، وتحقيق استقلاليتهم وتنشئتهم الاجتماعية، من خلال تعلم مجموعة من المبادئ والقيم الأساسية في الحياة.وتعتبر تنمية الطفولة المبكرة وسيلة فعالة ورافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية، بحيث إن الاستثمار في الرأسمال البشري للطفل عبر الرعاية الصحية الكافية والتغذية الجيدة وتوفير البيئة الملائمة للتعلم المبكر، يمكنه من تملك الوسائل والآليات الضرورية لمواجهة تحديات الغد ويمنحه فرصة للنجاح في كل مراحل الحياة، سواء في المدرسة أو ميدان عمله، الشيء الذي يمكنه من تحقيق النجاح الاجتماعي والمساهمة الفعالة في تنمية المجتمع وتطويره وبناء أسرة متشبعة بقيم التعايش والتضامن والتسامح واحترام الغير، وغيرها من القيم.

عبد الكريم ربيع، فاعل حقوقي بورزازات، أكد أن التعليم الأولي يلعب دورا مهما وأساسيا في تنمية الطفل، خصوصا أن هذا الأخير يلج التعليم الأولي في سن يبدأ فيها في صنع شخصيته في الواقع، لافتا إلى أن التعليم الأولي الذي هو ورش ملكي "جاء لضمان تكافؤ الفرص بين أطفال القرى والحواضر، بين أطفال الفقراء والأغنياء"، مشيرا إلى أن "عامل إقليم ورزازات يقف شخصيا على هذا القطاع ويواكبه عن كثب لإنجاحه من أجل بناء جيل واع ومثقف"، وفق تعبيره.وأضاف ربيع في تصريح لهسبريس أن "هناك مجهودات تبذل على مستوى إقليم تنغير بفضل مواكبة السلطات الإقليمية ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية، إلا أن الوضع يتطلب مضاعفة الجهود لتعميم هذا الطور التعليمي تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية السابقة في هذا الإطار"، على حد قوله.

وضعية التعليم الأولي بالأرقام

بلغ عدد أقسام التعليم الأولي العمومي المحدثة برسم الموسم الدراسي 2019-2020 بإقليم ورزازات 67 قسما، تم إحداث 17 منها برسم الموسم الدراسي الماضي، و50 قسما برسم الموسم الحالي، وفق إحصائيات توصلت بها هسبريس من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات.وكشفت المديرية الإقليمية في عرضها حول وضعية التعليم الأولي بالإقليم أنه تم إحداث مؤسسة للبراعم الصغار بورزازات تتضمن قسمين، وتم إغلاق مؤسسة أخرى لانتهاء صلاحيتها، وسحب الرخصة من أخرى.وبخصوص وضعية الأقسام المبرمجة للتأهيل والبناء برسم الموسم الدراسي 2019-2020، قالت المديرية إنها ستطلق عما قريب إعلان عروض لتأهيل 14 فضاء للتعليم الأولي، وبناء 43 فضاء آخر، منها 12 حجرة نسبة الأشغال بها بلغت 10 بالمائة، و31 حجرة في طور المصادقة عليها.

وبخصوص وضعية الأقسام المبرمجة في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية في الوسط القروي (2017-2022)، كشفت المديرية أنه تم إحداث ثلاث حجرات انتهت فيها الأشغال وتم تجهيزها ولم يتم بعد تسلمها من الجماعة الترابية توندوت، و24 حجرة في طور البناء نسبة الأشغال بها وصلت 45 بالمئة.وتتوقع المديرية الإقليمية لورزازات الانتقال من التعليم الأولي التقليدي إلى العمومي المدمج في الإقليم لبلوغ نسبة 100 بالمئة سنة 2025، شريطة السير بالوتيرة نفسها، أي تأهيل وبناء وتجهيز 70 حجرة سنويا.

 

وقد يهمك أيضا" :

جوستين-كولسون-يوضح-سبب-عدم-الاعتماد-على-اختبارات-نابلان

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنمية الطفولة المبكرة تنتظر تعميم التعليم الأولي في إقليم ورزازات المغربي تنمية الطفولة المبكرة تنتظر تعميم التعليم الأولي في إقليم ورزازات المغربي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya